التلوث يخنق طهران

طهران
من الصعب تجنب تنشق الهواء الملوث

سيارات متلاصقة وازدحام سير وسط التلوث والدخان، هذه هي الصورة التي تعطيها شوارع طهران التي تثير حنق السكان والزائرين على حد سواء.
ويقول محمد-حسن مالك مدني رئيس بلدية العاصمة الكبرى التي تعد 12 مليون نسمة متهكما "علينا تدمير المنازل لتشييد طرق جديدة" حيث ان المترو لا يزال في خطواته الاولى ووسائل النقل العام غير كافية.
وتسير اكثر من 1.6 مليون سيارة من اصل ثلاثة ملايين ونصف المليون في البلاد في شوارع طهران لتحول في اوقات الازدحام طريقا يستغرق عادة 10 دقائق الى رحلة مرهقة تستمر اكثر من ساعة.
والى جانب الانتظار والارهاق في ازدحام السير، فان سائقي السيارات معرضون لان يواجهوا مباشرة الدخان المتصاعد من عادم باص او شاحنة لم يتم فحصه منذ سنوات عديدة.
واذا افلتوا من ذلك، فسيكون من الصعب تجنب تنشق الهواء الملوث في المدينة الذي يتضمن متوسط 28 طنا من مختلف الجزيئات بينها خمسة اطنان من الرصاص ما يتسبب سنويا بوفاة 4600 شخص.
لكن الشرطة اطلقت قبل اشهر حملة لملاحقة السيارات التي تتسبب بتلوث تصل الى مصادرة لوحات التسجيل للسيارات المخالفة.
الا ان هذه الحملة لم تستغرق اكثر من اسبوع، حيث ان الشرطة وباوامر من وزارة الداخلية وضعت الكرة في ملعب البلدية التي بدورها اعادتها الى الشرطة.
والى جانب التلوث وخصوصا بالرصاص الذي يقول الاطباء انه سبب ارتفاع عدد الانهيارات العصبية الى حد كبير فان الشتائم التي تنطلق في كل الاتجاهات تؤدي تدريجيا الى التأثير على الوضع العقلي للسكان.
ويعتبر رئيس بلدية المدينة ان "تصرف سائقي السيارات في طهران يسيء الى الصورة الوطنية لانه يصدم كل الاجانب الذين يزورونها".
واكد رجل اعمال فرنسي يعيش منذ سنوات في طهران وفضل عدم الكشف عن اسمه لكي لا يصيب محاوريه الايرانيين بالصدمة "اشعر وكأنني اخضع للتعذيب حين اتنقل في المدينة".
وتابع "ان ازدحام السير لفترة طويلة يصيبني بالتوتر، لكن في حال عدم وجود ازدحام فان رعونة السائقين هي التي تزعجني".
وبالواقع فان لوحات تحديد السرعة في طهران لا تستخدم سوى لتزيين الطرقات، فليس من المستغرب رؤية سائق يسير الى الخلف في وسط طريق سريع او ان يسد لك طريق المرور على سبيل التسلية فقط.
وحملة الشرطة الثانية التي لم تحقق نجاحا هي منع المرور عند الاشارة الصفراء. ومنذ ان اطلق هذا الاجراء قبل سنتين فان السائقين يتوقفون بالتأكيد حين تصبح الاشارة صفراء لكن في المقابل فان الذين ينتظرون على الخطوط الاخرى لا ينتظرون ابدا الاشارة الخضراء للانطلاق.
وتفسر خبيرة العلوم الاجتماعية ناشميل رضوي موقف السائقين هذا بالرغبة في الوصول بسرعة او "المرور اولا قبل الآخرين، بشعور النقمة المنبثق عن الجمود الاجتماعي والاقتصادي".
واضافت "حين لا تتحقق الرغبة بالنجاح ويسود الكبت يتوجه الناس تلقائيا الى وضع انفسهم في منافسة مع اي شخص كان. وفي بعض الاحيان قبالة منافس وهمي".
وبالتالي فان حوادث السير اصبحت مشهدا يوميا في الشوارع، حيث يمكن لسائق سيارة ان يشهد يوميا معدل ثلاثة حوادث، غالبيتها غير خطرة، لكنها يمكن ان تعرقل السير كليا.