التلوث يغتال آلاف الأسماك في نهر الفرات

منظمة الصحة العالمية تعتبر ان نفوق آلاف من أسماك المياه العذبة في نهر الفرات بالعراق يرجع إلى مستويات عالية من البكتريا المعوية والمعادن الثقيلة والأمونيا في الماء.
سمك الشبوط من الأكلات الشعبية العراقية

بغداد - قالت منظمة الصحة العالمية إن نفوق آلاف من أسماك المياه العذبة في نهر الفرات بالعراق يرجع إلى مستويات عالية من البكتريا المعوية والمعادن الثقيلة والأمونيا في الماء.
ونفقت آلاف الأطنان من سمك الشبوط النهري هذا الشهر، ليتكبد مزارعي الأسماك العراقيين خسائر فادحة.
وسمك الشبوط من الأكلات الشعبية العراقية وعادة ما يقدم مشويا.
واستبعد مسؤولون زراعيون التسمم المتعمد. وكشف تحقيق مشترك أجرته وزارة الصحة العراقية ومنظمة الصحة العالمية أن التلوث لا يشكل خطرا على صحة البشر.
وقالت منظمة الصحة في بيان الثلاثاء "بينت الفحوصات التي أجريت للأسماك النافقة مشكلات خطيرة دفعت منظمة الصحة العالمية إلى إجراء تحقيق ثان يتعلق باحتمال أن تكون عدوى فيروسية هي سبب نفوق آلاف الأسماك في النهر. ومن المقرر أن تظهر نتائج هذا الفحص الثاني الأسبوع القادم".
وتسلط هذه الواقعة الضوء على تفاقم مشاكل التلوث في العراق الذي يكافح لتوفير إمدادات كافية من المياه النظيفة خاصة في الجنوب.
وتهدد العديد من العوامل حياة الأسماك المصدر المهم لغذاء الانسان.
وافادت دراسة أميركية حديثة بأن التغيرات المناخية والارتفاعات القياسية في درجات الحرارة، تهدد بقاء حوالي 3 آلاف نوع من الأسماك في المحيطات والأنهار حول العالم.
الدراسة أجراها باحثون بجامعة واشنطن، ونشروا نتائجها.
وأوضح الباحثون أن "تغير المناخ ستجبر العديد من البرمائيات والثدييات والطيور على الانتقال إلى مناطق أكثر برودة خارج نطاقها الطبيعي كنوع من التكيف للبقاء على قيد الحياة".
وأضافوا أن "هذا الانتقال مرهون بأن تجد تلك الكائنات الفضاء الرحب بالنسبة للطيور والمسارات الواضحة بالنسبة للبريات وعدم وجود حواجز مائية في الأنهار والبحار والمحيطات تعيق انتقال الأسماك والكائنات البحرية بين المناطق المختلفة".
وللوصول إلى نتائج الدراسة، جمع الباحثون بيانات تجارب سابقة شملت ما يقرب من 500 نوع من الأسماك، أجراها باحثون في جميع أنحاء العالم خلال الـ80 عامًا الماضية.
وقامت هذه التجارب بإجراء قياسات موحدة لدرجات الحرارة العالية التي يمكن للأسماك أن تتحملها قبل أن تموت.
ووجد الباحثون في دراستهم الحديثة، أن "حساسية التغيرات في درجة الحرارة تختلف اختلافا كبيرًا بين أسماك المحيط وأسماك المياه العذبة".
وبصفة عامة، وجد الباحثون أن "الأسماك البحرية في المناطق المدارية وأسماك المياه العذبة في خطوط العرض العليا من نصف الكرة الشمالي هي الأكثر تعرضًا للخطر عند ارتفاع درجة حرارة المياه".
وقال الباحثون إن "الأسماك إما أن تهاجر إلى مياه بها درجة حرارة أقل أو أن تتكيف على المياه التي تعيش بها، أو أن تموت مع استمرار درجات الحرارة في الارتفاع".
وبالنظر إلى المعدلات السابقة للدرجات الحرارة الآخذة في الارتفاع على سطح الأرض، وجد الباحثون، أنه من غير المحتمل أن تصمد الأسماك في وجه الارتفاع المتزايد في درجات الحرارة.
وأضافوا أن "قدرة الأسماك على التحرك والهجرة من مياه مكان لآخر أمر حتمي بالنسبة للأسماك حتى تستطيع البقاء على قيد الحياة".
وأشار فريق البحث إلى أنه في الوقت الراهن، قد تمنع السدود وغيرها من البنى التحتية الأسماك من الوصول إلى الأماكن التي قد تحتاج إليها في المستقبل، وبالتالي فإن حياتها قد تكون في خطر مستقبلاً.
وقال جوليان أولدن، أستاذ العلوم المائية ومصايد الأسماك، إن "الأسماك فى جميع أنحاء العالم تواجه تحديات متصاعدة مرتبطة بتغير المناخ".
وأضاف "إننا نتطلع إلى مواصلة الجهود لدعم الاستراتيجيات التي تسمح للأنواع المختلفة بالاستجابة لهذه التغيرات السريعة في درجة حرارة الأرض".
وفى يناير/كانون الثاني 2017، أصدرت عدة وكالات أرصاد دولية، تقارير تفيد بأن عام 2016 شهد أعلى متوسط درجات حرارة بالنسبة لكوكب الأرض منذ عام 1880، عندما بدأ تسجيل الأحوال المناخية للأرض.
وبدأ تسجيل الارتفاعات القياسية لدرجات حرارة الأرض عام 2005، ثم 2010، و2014، و2015، و2016.
وعامة، بدأت درجة حرارة الأرض في الارتفاع منذ نهاية ستينيات القرن الماضي، وهي ظاهرة يرجعها مختصون إلى انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.