التلوث يقتل ثلاثة ملايين طفل سنويا

اطفال افريقيا يعانون اما من قلة الطعام واما من تسممه!

فيينا - أفاد تقرير أعدته منظمة الصحة العالمية أن نقص مياه الشرب وانعدام النظافة والتلوث الجوي والحوادث والإصابات والجروح والتسممات, هي أبرز المخاطر البيئية والأسباب المؤدية إلى وفاة ما يقارب ثلاثة ملايين طفل تحت سن الخامسة سنويا.
وأظهرت الإحصاءات أن 1.3 مليون طفل تحت سن الخامسة, يعيشون في الدول النامية, ماتوا في عام 2000 بسبب الاسهال والأمراض المعوية المتسببة عن تلوّث مصادر المياه وانعدام النظافة والتعقيم, وأن 1.3 مليون وفاة تظهر سنويا بين الأطفال تحت سن الخامسة بسبب إصابات الجهاز التنفسي الحادة، والتي تنتج عن التلوث الجوي من إحراق الوقود ونقص الحرارة الكافية وغيرها من الظروف المعيشية غير المعقمة, كما تعتبر حوادث الطرق والحروق والتسممات والجروح سببا لوفاة أكثر من 400 ألف طفل في هذه السن, سنويا.
وأشار الباحثون إلى أنه لم تُبذل حتى الآن أية جهود لتعريف وتحديد المخاطر البيئية التي تؤثر على الأطفال, الذين يكونون في مراحل الحركة والنمو والتطور, ويتأثرون أكثر بالتأثيرات الحادة والمزمنة للملوّثات البيئية.
ولهذا السبب أنشأت منظمة الصحة العالمية لجنة المهمات لحماية الصحة البيئية للأطفال, التي عقدت أول مؤتمر دولي لها عن التهديدات البيئية لصحة الأطفال في بانكوك بتايلندا مؤخرا.
وتقترح البحوث أن أكثر من 40 في المائة من عبء الأمراض العالمي يرجع إلى عوامل الخطر البيئية التي تؤثر بصورة خاصة على الأطفال تحت سن الخامسة, بالرغم من أنهم يمثلون 10 في المائة فقط من سكان العالم.
وقد ركز مؤتمر بانكوك على التهديدات البيئية الرئيسية على صحة الأطفال ونموهم, وأهم الطرق الفعالة لتقليل آثارها عليهم, إضافة إلى مواضيع مختلفة كتعرض الأطفال للرصاص والزئبق والمبيدات الحشرية والملوِّثات العضوية وغيرها من الكيماويات, فضلا عن التأثيرات البيئية للتدخين والإشعاع وتغيرات المناخ ونوعية وسلامة الغذاء على الأطفال.
وقد أعطيت أهمية خاصة للمشكلات البيئية في الدول الآسيوية الباسيفية مثل الهند وبنغلادش, حيث يعتبر تلوث المياه بالزرنيخ مشكلة دائمة, إضافة إلى كثرة تعرض الأطفال تحت الخامسة, في بلدان أخرى, للرصاص الذي يسبب فقر الدم واضطرابات عصبية وانخفاض مستوى الذكاء, وتعرضهم للنفايات السامة كما في الصين, حيث يعاني 2.7 مليون شخص من وهن العظام, وهي مشكلة مرضية تسبب العرَج, وتنتج عن استهلاك مياه الشرب الغنية بالفلورايد.
كما ناقش المؤتمر أساليب تقييم وتحسين الصحة البيئية للأطفال والتركيز على الأماكن القريبة من المنزل والمدرسة والعمل والطرق والمواصلات, وجعلها أكثر أمانا للأطفال. (ق.ب)