التلوّث الصوتي يؤذي البيئة المائية 

سفن الشحن والنفط تؤدي الى تغيّرات في سلوك الأسماك مثل فقدان الاتجاه والاصابة بالعجز عن الحركة والهرب والكفّ عن الغذاء.
العوالق الأكثر تضررا من مدافع الهواء
النشطاء والخبراء يدعون إلى تخفيض سرعة السفن لتقليل الضجيج 
دعوات لإدراج مفهوم التلوّث الصوتي الناجم عن النشاط البشري في قرار للأمم المتحدة حول المحيطات  

واشنطن – يتسبب التلوّث الصوتي الناجم عن النشاط البشري في البحار بأضرار على البيئة المائية، وهو على جدول أعمال مؤتمر دولي في نيويورك بإشراف الأمم المتحدة، في تقدّم جديد يحرزه النشطاء المناضلون لاعتراف العالم بهذه المشكلة.
مصدر الضجيج أساسا هو سفن الشحن والناقلات الكبرى وسفن النفط ذات المحركات الكبيرة.
وتؤدي الانفجارات الناجمة عن تفكيك المنصات النفطية في البحار إلى توليد أصوات أكبر بكثير، لكن هذه الأمور لا تتكرر بوتيرة عالية.
ومنذ سنوات، تثير منظمات غير حكومية مسألة المدافع الصوتية التي تطلقها المجموعات النفطية بحثا عن المخزون تحت قاع البحار.
وترسل هذه المدافع موجات إلى أعماق البحار. وبفضل هذه الموجات يرسم الخبراء خرائط لمخزون النفط والغاز تحت القاع.
جمعت منظمة "أوشن كير"، ومقرّها في مدينة زوريخ السويسرية، 115 دراسة صدرت في السنوات الماضية حول آثار الضجيج على 66 نوعا من السمك و36 نوعا من اللافقريات.
وتبيّن في هذه الدراسة المعدّة في أيار/مايو أن العوالق هي الأكثر تضررا من مدافع الهواء.
وقد أظهرت دراسة أعدّت العام الماضي أن إطلاق مدفع هوائي واحد بقوة أقل من تلك المستخدمة عادة، يمكن أن يقضي على نصف العوالق في المنطقة.
وهذه العوالق هي في أساس السلسلة الغذائية، وخصوصا للحيتان وعدد من اللافقريات مثل المحار والروبيان.
أما الأسماك، فقد يصيبها الضجيج بأضرار داخلية وتغيّرات في السلوك، مثل فقدان الاتجاه، وأحيانا تُصاب بالعجز عن الحركة والهرب.
أظهرت دراسات أعدت بين العام 1996 و2012 أن نشاط السفن العاملة في البحث عن مخزون النفط تسبب بهرب أنواع عدة، بحيث صار صيدها أصعب في هذه المناطق.
وفي بعض المواقع، هرب السمك إلى الأسفل، حيث صار أكثر عرضة للخطر.
ولاحظ عدد من الصيادين أن السمك المصطاد من هذه المناطق كثيرا ما يكون خالي البطن، أي أنه كفّ عن التغذّي بسبب الضجيج.

بيئة بحرية
مخاطر عديدة تواجه البيئة البحرية

من الحلول المباشرة المطروحة الحدّ من عمليات المسح الصوتي لقاع البحار، لكن في الولايات المتحدة يبدو أن الأمور متّجهة إلى ما هو أسوأ، فقد أعلنت إدارة الرئيس دونالد ترامب بدء عمليات المسح "الزلزالي" في الجرف القاري للساحل المطلّ على المحيط الأطلسي، وهو ما يُتوقّع أن يكون في حقيقة الأمر فاتحة عهد تنقيب عن النفط في هذه المنطقة.
لكن قطاع النفط يبرّر مواصلة أنشطته بأن الحديث عن ضرر يصيب البيئة البحرية جراء عمليات المسح الصوتي ليس مثبتا علميا.
ويقول مايكل تاديو المتحدث باسم المعهد الأميركي للنفط، وهو تجمّع للشركات النفطية، "إضافة إلى ذلك، تستخدم الدراسات الزلزالية من قبل علماء الجيولوجيا، والمؤسسة الوطنية للعلوم، وقطاع توليد الطاقة من توربينات الرياح".
ويضيف القيّمون على قطاع النفط أن سفن المسح الصوتي تتخذ احتياطات منها إطلاق أصوات تحذيرية لجعل الحيتان تبتعد، وأنها توقف نشاطها إن رصدت وجود حيتان في المنطقة.

البيئة البحرية
إنها مشكلة تصيب السلسلة الغذائية

لكن نشطاء البيئة لديهم رأي آخر، على غرار ليندي ويلغارت الباحثة الجامعية والمستشارة في "أوشن كير" التي تقول "إنها إجراءات تجميلية لا تفيد بشيء".
أما في ما يتعلّق بحركة السفن، فيدعو النشطاء والخبراء إلى تخفيض سرعة السفن، إذ إن من شأن ذلك أن يقلل الضجيج.
وتناصر المنظمات غير الحكومية إدراج مفهوم التلوّث الصوتي الناجم عن النشاط البشري في قرار للأمم المتحدة حول المحيطات يصدر خلال العام الحالي.
ويقول نيكولاس إنتروب في منظمة "أوشن كير" "إنها مشكلة تصيب السلسلة الغذائية" على الأرض.
لكنه يعرب عن بعض الأمل قائلا "مشكلة الضجيج في المحيطات بدأت تُطرح بسرعة كبيرة على جدول الأعمال كتهديد.