التمرد يتسع في شمال إثيوبيا ويهدد أديس أبابا

جبهة تحرير تيغراي تعلن انضمامها الى جيش تحرير أورومو وتلوح بالزحف الى العاصمة.
ابيي احمد يحث الاثيوبيين على استخدام أي سلاح ممكن لصدّ جبهة تحرير تيغراي

أديس أبابا أول – اعلنت جبهة تحرير تيغراي الاثيوبية الاثنين عن تحالف عسكري مع جماعة متمردة أخرى ولوحت بالزحف الى العاصمة اديس ابابا، بعد سيطرتها على مدينتين استراتيجيتين في شمال البلاد.
 واحتدمت المعارك في محيط مدينة كومبولشا الاستراتيجية بين القوات الإثيوبية وجبهة تحرير شعب تيغراي التي أعلنت الأحد السيطرة عليها غداة إعلانها انتزاع مدينة ديسي. 
وتُعدّ هاتان المدينتان المجاورتان لأمهرة جنوب تيغراي استراتيجيتين وتقعان على بعد حوالي 400 كيلومتر شمال أديس أبابا.
وإذا تأكدت السيطرة عليهما، فسيكون ذلك بمثابة مرحلة رئيسية جديدة في الصراع المستمر منذ عام.
وقال المتحدث باسم جبهة تحرير شعب تيغراي جيتاتشو رضا مساء الاثنين إنها انضمت إلى قوات من إقليم أورومو تقاتل أيضا الحكومة المركزية، مضيفا أنهم يدرسون الزحف إلى العاصمة.
وأضاف رضا "انضممنا إلى جيش تحرير أورومو- جبهة تحرير أورومو، وإذا كان تحقيق أهدافنا في تيغراي سيتطلب أن نزحف إلى أديس أبابا، فسنفعل ذلك، لكننا لا نقول إننا نزحف الآن إلى أديس أبابا".
وكان جيش تحرير اورومو اعلن الاحد أن مقاتليه دخلوا بلدتي كيميس وسينبيت الواقعتين جنوب كومبولشا.
وعادت منذ حزيران/يونيو الشرارة إلى النزاع في تيغراي الذي بدأ في تشرين الثاني/نوفمبر 2020 حين أرسل رئيس الوزراء أبيي احمد الجيش إلى الإقليم لإطاحة الجبهة الحاكمة محلياً، مبرراً العملية بأنّها ردّ على استهداف قوات الجبهة معسكرات للجيش الفدرالي.
لكن المتمردين استعادوا السيطرة على معظم المنطقة في حزيران/يونيو وأجبروا القوات الاثيوبية على الانسحاب إلى حد كبير. وواصلوا هجومهم في مناطق أمهرة وعفر المجاورة.

خريطة اثيوبيا

وتعهد أبيي أحمد الاثنين القتال لتحقيق النصر وقال أمام المسؤولين الحكوميين في تصريحات نقلها التلفزيون مساء الاثنين "سوف نصدّهم بكل قوتنا. التحديات كثيرة لكن يمكنني أن أقول لكم بالتأكيد أننا سنحقق انتصارا شاملا".
وحض أبيي أحمد الاثيوبيين في رسالة نشرها على فيسبوك على استخدام "أي سلاح ممكن  لصدّ جبهة تحرير شعب تيغراي وإسقاطها ودفنها"، مشدّدا على أن "الموت من أجل اثيوبيا هو واجب علينا جميعًا".
دوليا، أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن "قلقه" للوضع داعيا على تويتر إلى وقف القتال و"بدء مفاوضات وقف إطلاق النار من دون شروط مسبقة".
كذلك، حث وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الأطراف المتحاربة على وقف القتال "ورفع الحصار عن المساعدات الإنسانية والامتناع عن أي خطاب يحض على الكراهية". وأعرب عن أمله في إجراء مفاوضات تحت رعاية الممثل الأعلى للاتحاد الإفريقي للقرن الإفريقي أولوسيغون أوباسانجو.
وأثارت عمليات القصف التي تشنها القوات الحكومية انتقادات دولية وعرقلت وصول منظمات الأمم المتحدة إلى المنطقة حيث يواجه نحو 400 ألف شخص ظروفا أشبه بالمجاعة في ظل حصار مفروض بحكم الأمر الواقع.
وأدى انتشار القتال في عفر وأمهرة إلى نزوح مئات الآلاف من الأشخاص، ما زاد من المحنة الإنسانية. وقدرت سلطات أمهرة أن ما لا يقل عن 233 ألف مدني فروا من تقدم المتمردين حتى أيلول/سبتمبر ووجدوا ملجأ في ديسي وكومبولشا.