التململ حول إلزامية الحجاب في إيران ينتقل إلى رجال الدين

مرجع شيعي إيراني بارز يعرب عن رفضه استخدام القوة لإجبار النساء على ارتداء الحجاب في موقف يأت بعد يوم من تصريحات وزير إيراني عبر فيه كذلك عن رفضه للتعامل بالقسوة مع النساء في قضية ارتداء غطاء الرأس.

طهران - انتقلت حالة التململ في إيران من الأوساط الشعبية المنتفضة إلى رجال الدين والسياسية وسط انقسامات حادة حول إلزامية ارتداء الحجاب وأسلوب التعاطي الأمني مع المحتجين والأحكام القاسية بحق المعتقلين بما في ذلك أحكام الإعدام التي لم تفلح في كبح المظاهرات.

وأعرب مرجع شيعي بارز في إيران عن رفضه استخدام القوة لإجبار النساء على ارتداء الحجاب، في موقف يأتي بينما تهزّ البلاد منذ أشهر احتجاجات أشعلتها وفاة الفتاة الكردية الإيرانية مهسا أميني.

ومنذ توفّيت هذه الشابة الإيرانية الكردية عن 22 عاما في 16 سبتمبر/ايلول في طهران، بعدما اعتقلتها شرطة الأخلاق بتهمة انتهاك قواعد اللباس الصارمة المفروضة على النساء في الجمهورية الإسلامية، والبلاد تشهد احتجاجات شعبية غير مسبوقة.

ومساء الخميس، أفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "إرنا" بأنّ آية الله العظمى الشيخ ناصر مكارم الشيرازي قال إنّه "لا يعتبر العنف والضغط فعّالين في قضية الحجاب".

وأوضحت الوكالة أنّ هذا المرجع البارز المعروف بمواقفه المحافظة، أدلى بهذا التصريح خلال استقباله في مدينة قمّ المقدّسة لدى الشيعة في وسط البلاد وزير الثقافة محمد مهدي الاسماعيلي.

شرطة الأخلاق طبقت قيودا صارمة في ارتداء الحجاب وتسببت في وفاة مهسا اميني ما اشعل احتجاجات هي الأكبر في إيران
شرطة الأخلاق طبقت قيودا صارمة في ارتداء الحجاب وتسببت في وفاة مهسا اميني ما اشعل احتجاجات هي الأكبر في إيران

ونقلت 'إرنا' عن الشيرازي قوله إنّه "يجب أن يعلم الرئيس والوزراء أنّهم في وضع صعب. صحيح أنّ العدو يتحرك بقوّة، لكنّنا لسنا في مأزق".

والأربعاء دعا وزير السياحة عزّت الله ضرغامي إلى مزيد من التساهل في مسألة ارتداء الحجاب في الأماكن العامة.

وقال الوزير الإيراني "ضيق الأفق موجود للأسف في البلاد ولكن لم يعد بإمكاننا أن نكون قاسين على الناس"، مضيفا "لتطوير السياحة وتحسين الحياة الاجتماعية، يجب فتح المجال، وتفهّم الناس وألا نكون صارمين معهم".

ودعا إلى مزيد من الانفتاح في المجال الاجتماعي، بينما تستمر الاحتجاجات بوتيرة أزعجت السلطة الدينية بعد نحو أربعة أشهر من اندلاعها احتجاجا على وفاة أميني بعد احتجازها بأيام من قبل شرطة الأخلاق وسرعان ما تحولت إلى محاكمة للنظام الديني وتمردا على تعليماته الصارمة.

وفي نهاية العام الماضي قالت مصادر محلية، إن البرلمان والسلطة القضائية في إيران بصدد مراجعة القانون الذي يفرض على النساء وضع غطاء للرأس والذي أطلق شرارة احتجاجات دامية تشهدها البلاد منذ أكثر من شهرين، وفق ما أعلن المدعي العام وذلك بهدف اسكات المحتجين.

وتخلّلت الاحتجاجات إحراق متظاهرات حجابهن كما تم إطلاق هتافات مناهضة للحكومة وعمد شبان لإسقاط عمائم رجال الدين في الشارع. ومنذ وفاة أميني يتزايد عدد النساء اللواتي يرفضن وضع الحجاب، خصوصا في شمال إيران.

لكن السلطة القضائية عادت لتعلن في 10 يناير/كانون الثاني، على العكس من ذلك، أنّها تريد إعادة تطبيق قانون يفرض عقوبات صارمة على كل امرأة لا تحترم قواعد ارتداء الحجاب في الأماكن العامة.