التوتر بين انقرة وأثينا يشتد على وقع تدفق المهاجرين

بين استغلال تركيا لورقة اللاجئين وقمع السلطات اليونانية لمنعهم من العبور إلى أوروبا يعلق أمل السوريين في العبور إلى دول أكثر أمنا والبحث عن حياة أفضل.
اتهامات يونانية لأنقرة بدفع المهاجرين عنوة نحو التوجه إلى أوروبا

أثينا - تصاعدت حدة الحرب الكلامية وحرب الصور بين اليونان وتركيا المجاورة هذا الأسبوع مع التدفق الجماعي للمهاجرين إلى حدود اليونان بعد أن شرّعت أنقرة أبوابها لهم.

بين الاتهامات والنفي لم تهدأ المزايدات من جانبي الحدود وشملت أعلى المسؤولين في الدولتين، منذ أن اتخذت تركيا في 28 فبراير/شباط قرار فتح أبوابها أمام آلاف المهاجرين الراغبين في الوصول إلى أوروبا.

وفي حين كان آلاف الأشخاص يهرعون إلى الحدود البرية التي يفصلها نهر إفروس، آملين في الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، عززت أثينا ردّها على الأرض وتخلّت عن لهجتها الدبلوماسية على خلفية خصومات قديمة. فردّت أنقرة عبر نشر مقاطع فيديو متهمة أثينا بإطلاق النار على المهاجرين.

وأعلن المتحدث باسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيستاس لدى خروجه من اجتماع أزمة عُقد الأحد إن حركة الهجرة "تديرها وتشجّعها تركيا".

وأضاف "بدلاً من أن تقلّص تركيا شبكات تهريب المهاجرين واللاجئين، تحوّلت بنفسها إلى مهرّب".

بدلاً من أن تقلّص تركيا شبكات تهريب المهاجرين واللاجئين تحوّلت بنفسها إلى مهرّب

وكرر رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس هذا الكلام، متهما أنقرة أمام عدد من قادة الاتحاد الأوروبي بينهم رئيسة المفوضية الأوروبية اجتمعوا الثلاثاء في الجانب اليوناني من مركز كاستانييس الحدودي (بازاركولي من الجانب التركي)، بأنها "مهرّب رسمي" للمهاجرين.

وقال المتحدث باسم الحكومة اليونانية الأحد إن "الأشخاص المتجمّعين على الحدود يُستخدمون أدوات في لعبة تركيا لممارسة ضغط دبلوماسي".

واتهم رئيس الوزراء اليوناني أنقرة بأنها "شجّعت وساعدت" المهاجرين على الدخول "غير القانوني" إلى اليونان، فيما اتّهمت أنقرة مواطنيها بمنح المهاجرين قنابل وأدوات لقطع الأسلاك الشائكة على الحدود.

واعتبر ميتسوتاكيس الثلاثاء أن "هذه المشكلة ليست مشكلة لاجئين ومهاجرين، إنما تشكل تهديداً غير متكافئ على حدود شرق اليونان ضد أراضينا الوطنية"، منتقدا "حملة الأخبار المضللة التي تسري لإخفاء الحقيقة".

في المقابل قال نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي الأربعاء "لا يوجد سوى كلمة واحدة لوصف عقلية هؤلاء الذين يطلقون الرصاص الحيّ على المضطهدين الذين يتهافتون إلى أبوابهم ويُغرقون قواربهم ويخنقون أطفالهم بالغاز المسيّل للدموع؛ وحشية".

وكتب رئيس البرلمان التركي مصطفى سنتوب في اليوم نفسه على تويتر أن على أوروبا أن "تخجل" من "هذا الموقف الوحشي الذي اتخذته اليونان".

ونفت اليونان الأمر فقالت "لم تُطلق القوات اليونانية أي طلقة ضد أي إنسان حاول الدخول بشكل غير قانوني إلى اليونان".

إن الأشخاص المتجمّعين على الحدود يُستخدمون أدوات في لعبة تركيا لممارسة ضغوط دبلوماسية

ويشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد فتح الأبواب أمام اللاجئين السوريين للتوجه إلى أوروبا، منفذا تهديداته تجاه دول الاتحاد وكان قد عنون قبل ذلك استقباله لنحو 3.6 مليون نازح سوري بدافع إنساني، إلا أنه يتهم اليوم السلطات اليونانية بـ"الوحشية" في التعامل مع المهاجرين الذين شردتهم بلاده بعد استقبلتهم.

وصرّح أردوغان الأربعاء أن اليونانيين "لجئوا إلى كل الوسائل لمنع المهاجرين من دخول أراضيهم ووصلوا إلى حدّ إغراقهم أو قتلهم بالرصاص الحيّ".

واتهمت تركيا الخميس القوات الحدودية اليونانية بأنها قتلت ثلاثة مهاجرين، الأمر الذي نفته أثينا بشكل قاطع. ونشرت وسائل إعلام تركية منذ الاثنين مقطع فيديو يُظهر رجلاً على الأرض مضرّجاً بالدماء وقدّمته على أنه سوري قُتل برصاص القوات اليونانية.

واعتبر المتحدث باسم 'حزب العدالة والتنمية' الحاكم عمر جليك أن "واقع أن تستخدم اليونان الغاز المسيل للدموع وقنابل صوتية وأن تقتل مهاجراً، هو أسلوب غير إنساني".

ولدى سؤاله عن احتمال عقد قمة في بلغاريا مع رئيس الوزراء اليوناني، ردّ أردوغان بالقول "لن أذهب إلى حيث يتواجد (رئيس الوزراء اليوناني) ولن أكون في الصورة نفسها معه".

ودفع تصاعد العنف شمال سوريا بين القوات التركية التي تدعم فصائل المعارضة وقوات النظام المدعومة من قبل روسيا، نحو مليون سوري للنزوح إلى تركيا حيث يقبع ملايين اللاجئين السوريين في الأراضي التركية ويحاول الكثير منهم الهجرة إلى أوروبا أملا في حياة أفضل.