التوتر بين واشنطن وأنقرة يهبط بالليرة التركية

الليرة تتراجع مجددا قبيل محادثات بين مسؤولين أتراك وأميركيين في واشنطن تهدف لتسوية الأزمة الأخطر بين البلدين.

أنقرة - انخفضت الليرة التركية مقابل الدولار الأربعاء، متخلية عن بعض المكاسب التي حققتها الثلاثاء قبيل محادثات بين مسؤولين أتراك وأميركيين في واشنطن في مسعى لتسوية خلاف ألحق الضرر بالعملة.

وانخفضت الليرة نحو 27 بالمئة هذا العام و5.5 بالمئة الاثنين إلى 5.4250 ليرة للدولار مسجلة أدنى مستوى لها على الإطلاق وأكبر انخفاض في جلسة واحدة في نحو عشر سنوات. جاء الانخفاض الذي سجلته الليرة الاثنين بعد أن قالت واشنطن إنها تراجع الإعفاءات الممنوحة للصادرات التركية إلى السوق الأميركية.

وبحلول الساعة 0556 بتوقيت غرينتش بلغت العلة التركية 5.26 ليرة للدولار، متراجعة من مستوى إغلاق الثلاثاء البالغ 5.2260 ليرة، حين ارتفعت العملة بعد أنباء عن أن وفدا تركيا سيذهب إلى واشنطن لإجراء محادثات على أمل تهدئة التوترات بين البلدين.

وفي نهاية الأسبوع، قال الممثل التجاري الأميركي إن الولايات المتحدة تراجع إعفاء تركيا من الرسوم الجمركية في السوق الأميركية، وهي خطوة قد تؤثر على صادرات تركية بقيمة 1.7 مليار دولار.

وتدهورت العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة وتحولت إلى أزمة كاملة بسبب محاكمة القس آندرو برانسون الذي ظل محتجزا 21 شهرا في سجن تركي قبل نقله إلى منزله ووضعه قيد الإقامة الجبرية الأسبوع الماضي.

ويواجه برانسون حكما بالسجن لمدة تصل 35 عاما إذا ثبتت إدانته في التهم المنسوبة إليه والتي ينفيها.

القس الأميركي بتركيا
هل تتنازل تركيا تحت ضغط تراجع العملة

وتُطالب الولايات المتحدة بالإفراج الفوري عن القس أ برانسون والمتهم بـ"الإرهاب" و"التجسس".

وفرضت في الأسبوع الماضي عقوبات على وزيرين تركيين على خلفية قضية برانسون.

وقال أردوغان إن تركيا سترد بتجميد الأصول المملوكة لوزيري الداخلية والعدل الأميركيين في تركيا "إن وجدت".

وأوقف القس المنحدر من كارولاينا الشمالية في تشرين الأول/أكتوبر 2016 في إطار حملات تطهير نفّذتها السلطات التركية بعد محاولة الانقلاب في تموز/يوليو من العام نفسه.

وينفي برانسون المقيم منذ نحو عشرين عاما في تركيا حيث يشرف على كنيسة صغيرة، كل الاتهامات الموجهة إليه. وهو يواجه حكما بالسجن مدة تصل إلى 35 عاما في إطار المحاكمة التي بدأت في نيسان/أبريل الماضي.

هذه الأزمة وهي الأخطر بين الحليفين الأطلسيين منذ عقود.

وتضفي القضية القس الأميركي مزيدا من التوتر على العلاقات الصعبة أصلا بين واشنطن وأنقرة على خلفية النزاع السوري وأيضا بسبب وجود الداعية فتح الله غولن في الولايات المتحدة والذي يتهمه أردوغان بتدبير محاولة الانقلاب عليه في صيف 2016.