التوتر بين واشنطن وطهران يقترب من حافة الحرب
واشنطن/طهران - أعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء أنها لا تسعى لحرب مع إيران إلا أنها أكدّت أنها مستعدة لخوضها حتى النهاية، في الوقت الذي أعلنت فيه كل من ألمانيا وكندا نقل جزء من قواتهما في العراق إلى الكويت والأردن كإجراء أمني، فيما قالت طهران إنها أبلغت الرئاسة الفرنسية بأن قتل واشنطن الجنرال قاسم سليماني لن يمرّ بلا ردّ وأنها لن تنجو من تداعيات تلك العملية.
وتخيم أجواء حرب على المنطقة منذ الجمعة الماضية بعد مقتل سليماني ونائب رئيسة هيئة الحشد الشعبي العراقي أبومهدي المهندس في غارة أميركية، بينما أعلن واشنطن أن قرار تصفية قائد فيلق القدس تم بأمر مباشر وشخصي من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأكدّ وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر لشبكة 'سي.إن.إن' الإخبارية الأميركية الثلاثاء أن بلاده تريد خفض التوتر الحالي مع إيران، معبرا في الوقت نفسه عن استعداد بلاده لخوض أي حرب قد تنشب مع طهران.
وقال إسبر "نحن لا نتطلع إلى بدء حرب مع إيران، لكننا مستعدون لخوضها حتى نهايتها. ما نود أن نراه هو خفض تصعيد الوضع".
وجاءت تصريحات الوزير الأميركي بينما ذكرت الرئاسة الإيرانية أن الرئيس حسن روحاني أبلغ نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون الثلاثاء أن المصالح الأميركية في الشرق الأوسط باتت "في خطر" بعد اغتيال الجنرال قاسم سليماني.
وقال روحاني خلال اتصال هاتفي مع ماكرون "على الولايات المتحدة أن تعلم بأن مصالحها وأمنها في المنطقة في خطر وأنها لا يمكن أن تنجو من تداعيات هذه الجريمة الكبرى".
وتسبب مقتل الجنرال قاسم سليماني في ضربة جوية أميركية في بغداد بأوامر من ترامب بتصاعد التوتر بين البلدين الخصمين.
وتوعدت إيران بـ"انتقام قاس" بينما حذر ترامب بأنه حدد 52 هدفا إيرانيا في حال هاجمت طهران مدنيين أميركيين أو مصالح أميركية.

واعتبر روحاني أن الأميركيين "ارتكبوا خطأ استراتيجيا كبيرا باغتيال الجنرال سليماني"، مضيفا أن تأثير مقتل قائد فيلق القدس جاء بعكس ما كانت تتوقعه الولايات المتحدة.
وقال روحاني لماكرون "لقد عززت هذه الجريمة وحدة وتضامن الشعب الإيراني أكثر من أي وقت مضى وكذلك بالنسبة إلى شعب العراقي"، مؤكدا أن "جمهورية إيران الإسلامية لم تسع أبدا للحرب وزعزعة استقرار المنطقة، لكنها لا تتردد في الدفاع عن حقوقها وسيادتها".
وحث الرئيس الفرنسي إيران على تجنب أي إجراء من شأنه زيادة التوتر في الشرق الأوسط بعد مقتل قاسم سليماني، داعيا طهران كذلك إلى العودة سريعا إلى الالتزام الكامل بتعهداتها بموجب الاتفاق النووي المبرم مع القوى العالمية عام 2015.
وثمة مؤشرات قوية على أن التوتر بين واشنطن وطهران يقترب من حافة الحرب فقد حذرت فرنسا الثلاثاء مواطنيها من السفر إلى إيران، قائلة إن الوضع الأمني هناك "متقلب إلى أبعد حد".

كما نصحت وزارة الخارجية الفرنسية مواطنيها الذين لا يتسنى لهم مغادرة إيران مؤقتا بالتزام الحيطة والحذر، مضيفة في بيان أنها تنصح بأن يكون تحرك المواطنين الفرنسيين محدودا وأن يتجنبوا التجمعات.
وكذلك أعلنت كندا أنها تعتزم سحب جزء من جنودها في العراق والبالغ عددهم نحو 500 جندي ونقلهم إلى الكويت خلال الأيام القليلة القادمة، فيما يأتي هذا الإعلان بعد أن نقلت ألمانيا جنودها إلى كل من الكويت والأردن كإجراء احتياطي في ذروة تفاقم التوتر بين الولايات المتحدة وإيران.
وبحسب وزارة الدفاع الكندية ستشمل عملية النقل جنودا تابعين لمهمتين مختلفتين إحداهما لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) والأخرى تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو).
وكان حلف الأطلسي قد أعلن تعليق مهامه في العراق بما في ذلك مهام التدريب واعتزامه أيضا سحب جنوده من الأراضي العراقية.
كما تأتي هذه التطورات بينما بحث نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان في واشنطن مع الرئيس الأميركي وكبار المسؤولين في إدارته تصاعد التوتر في المنطقة والتهديدات الإيرانية المتواترة.
ولايران سوابق في استهداف حلفاء الولايات المتحدة الخليجيين وسبق لواشنطن والرياض أن اتهتما طهران بالوقوف وراء هجوم 14 سبتمبر/أيلول 2019 على منشأتي نفط لأرامكو ما تسبب في توقف نصف إنتاج المملكة من الخام لأيام.
وقبلها تعرضت 6 ناقلات نفط في مضيق هرمز وبحر عمان بينها ناقلتا نفط سعوديتان لعمليات تخريبية قالت أميركا والسعودية إنها من تدبير إيران.