التوتر يخيم على جنين عقب مقتل 4 فلسطينيين

العملية العسكرية الإسرائيلية تعتبر الأحدث في جنين التي شكلت مسرحا لمواجهات شبه يومية بين القوات الإسرائيلية ومسلحين فلسطينيين في الأشهر الأخيرة.
حماس تتوعد بالرد على مقتل أربع نشطاء في جنين
إسرائيل تقول إن قواتها قتلت مشتبه بهم في تنفيذ عمليات في تل أبيب

جنين (الأراضي الفلسطينية) - قتل أربعة فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي خلال عملية عسكرية لاعتقال نشطاء في مخيم جنين في الضفة الغربية صباح الأربعاء وفق ما أكدت وزارة الصحة الفلسطينية، في عملية من شأنها أن تفاقم التوتر القائم أصلا وتنذر بموجة تصعيد للعنف.

وهذه هي العملية العسكرية الأحدث في المنطقة التي شكلت مسرحا لمواجهات شبه يومية بين القوات الإسرائيلية ومسلحين فلسطينيين في الأشهر الأخيرة.

وأكدت وزارة الصحة في بيان أن كلا من "عبد فتحي حازم ومحمد محمود إلوّنة براهمة وأحمد نظمي علاونة، ومحمد أبوناعسة هم شهداء العدوان الإسرائيلي" في جنين، مضيفة أنه تم تسجيل 44 إصابة بينها إصابات "خطيرة وبالغة الخطورة".

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أن جنوده قتلوا بالرصاص "اثنين من المشتبه بتورطهم في عدد من هجمات إطلاق النار الأخيرة". وقال في بيان "أثناء محاصرة المنزل الذي يتواجد فيه المشتبه بهما، انفجرت عبوة ناسفة وفتح المشتبه بهم النار في اتجاه القوات الأمنية"، مضيفا "ردت القوات بإطلاق النار وفق إجراءات الرد الموحدة وقتل كلاهما"، منوها إلى أن حازم أحدهما.

وشاركت أعداد كبيرة من الجنود في العملية التي بدأها الجيش الإسرائيلي منذ ساعات الصباح الباكر. واستهدف بشكل رئيسي منزل عائلة عبد حازم شقيق رعد حازم المتهم بتنفيذ هجوم بإطلاق النار في حي ديزنغوف في تل أبيب أدى إلى مقتل ثلاثة إسرائيليين في أبريل/نيسان الماضي. وقُتل رعد برصاص الشرطة الإسرائيلية بعد مطاردة قصيرة. ومنذ ذلك الحين تلاحق القوات الإسرائيلية شقيقه عبد ووالدهما فتحي.

وفي مسجد الشيخ زيد بن سلمان في مخيم جنين صلى المئات على جثمان عبد حازم الذي لف جثمانه بالعلم الفلسطيني ورأسه بالكوفية الفلسطينية. وقام الشباب بتقبيله على جبينه. وشيعت جماهير غفيرة في جنين جثامين الشبان الأربعة.

ويعتبر مخيم جنين معقل الفصائل الفلسطينية المسلحة وعادة ما يكون مسرحا لمواجهات دامية مع الجيش الإسرائيلي.

وقال نائب محافظ مدينة جنين كمال أبو الرب إن "قوات الاحتلال تواصل استهداف مدينة جنين ومخيمها واليوم هاجمت المخيم بأعداد كبيرة وأطلقت صاروخا باتجاه منزل عائلة الحازم".

وبحسب أبوالرب فإن "هذه الحملة هي الأعنف التي يقوم بها جيش الاحتلال"، وهذا برأيه "سيزيد من وتيرة الصمود"، معبرا عن اعتقاده أن "إسرائيل تقوم بمثل هذه الأعمال العدائية مع اقتراب موعد الانتخابات".

و تنظم إسرائيل انتخاباتها التشريعية الخامسة في ثلاث سنوات ونصف سنة في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني.

وقال الاتحاد الأوروبي في تغريدة على تويتر إنه "قلق من تصاعد العنف اليوم في جنين في أعقاب التوغلات" الإسرائيلية.

ومنذ مارس/آذار شنت إسرائيل مئات العمليات في شمال الضفة الغربية لملاحقة نشطاء مزعومين، بما في ذلك في جنين ونابلس المجاورة. وأثارت المداهمات اشتباكات أسفرت عن مقتل عشرات الفلسطينيين بينهم مقاتلون.

وتحتل إسرائيل الضفة الغربية منذ عام 1967، ورغم اتفاق أوسلو وقيام السلطة الفلسطينية فإن أجزاء منها تخضع اسمياً لسيطرة الفلسطينيين.

ويحذر محللون من احتمال أن يفضي العنف المتصاعد في الضفة الغربية المحتلة سواء الداخلي أو مع إسرائيل إلى انتفاضة فلسطينية ثالثة.

وتأتي هذه التكهنات في وقت تواجه فيه السلطة الفلسطينية تراجعا في شعبيتها في ظل رفض الشارع للتنسيق الأمني مع إسرائيل.

من جانبها، اعتبرت الرئاسة الفلسطينية أن "التصعيد الإسرائيلي لن يعطي أمنا ولا استقرارا لإسرائيل". وقال المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبوردينة في بيان "إن إسرائيل ما تزال دولة خارجة على القانون الدولي، وإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية فقدتا مصداقيتيهما من خلال مطالبتهما بالهدوء والحفاظ على الاستقرار فيما يمارس الاسرائيليون على أرض الواقع كل أشكال التصعيد والقتل والتدمير ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته".

وأكد الجيش الإسرائيلي عبر حسابه على تويتر "استمرار عمل قواته في جنين".

وقتل ضابط من القوات الإسرائيلية الخاصة خلال عملية في الضفة الغربية قبل نحو أسبوعين أسفرت كذلك عن مقتل فلسطينيَيْن.

وفي بيان لها، توجهت حركة حماس الإسلامية التي تحكم قبضتها على قطاع غزة منذ العام 2007 إلى "ذوي الشهداء الأبطال"، مؤكدة على أن "عمليات الاغتيال الجبانة لن تمر مرور الكرام ولن تجلب للعدو أمنا مزعوما".