التيار الحر يرتب أوراقه للتحرك في ملف الرئاسة اللبنانية

معاودة البحث بملف الاستحقاق الرئاسي عبر المشاورات المفتوحة بين بري وباسيل والمباحثات الأميركية الفرنسية في باريس.

بيروت – أكدت مصادر في التيار الوطني الحر أن اجتماعا سيُعقد اليوم الاثنين بين رئيسه النائب جبران باسيل ورئيس مجلس النواب نبيه بري، على جدول الحركة المقبلة للتيار في سياق ملف الرئاسة، في ظل السباق المحتدم مع زعيم القوات اللبنانية سمير جعجع الذي يسجل شعبية ملحوظة.

ويتنافس التيار والقوات على التمثيل السياسي في المقاعد النيابية مع أفضلية للأخير حاليا، حيث يجري باسيل لقاءات شعبية وسياسية في أكثر من جهة، مع تركيز على الملف الرئاسي والتصعيد في الجنوب.

ومن المتوقع معاودة البحث بملف الاستحقاق الرئاسي، خلال الاسبوع القادم عبر المشاورات المفتوحة بين بري وباسيل، وعبر المشاورات الأميركية الفرنسية في باريس، على هامش زيارة للوسيط آموس هوكشتاين الى باريس.
وبالتوازي مع النشاط السياسي، يحرص رئيس التيار الوطني الحر على التواصل مع الأهالي في عدة مناطق خلال جولاته الأخيرة، وإرسال رسائل سياسية للحلفاء والخصوم على حد سواء، وأكد في لقاء شعبي في بلدية عكار العتيقة الأحد على أن "الأساس وحدتنا الوطنية، ويجب أن نبقى متمسكين بالبلد والخيارات الكبيرة للحفاظ على وحدته وسيادته. ليس لدينا خيار سوى أن نكون منفتحين على بعضنا وأن نعيش سوياً، من هنا رفض مبدأ الحوار بين بعضنا أمر غير مقبول فمهما اختلفت الناس بالسياسة تستطيع أن تتواصل".

وأبدى اهتماما بمشاكل أهل المنطقة قائلا أن "قضية الموقوفين من البلدة تعود إلى سنوات وبمجرد أنها لم تحل فهذا ظلم لأن المرتكب يجب أن يحاسب والبريء يجب الإفراج عنه. من هنا نطالب القضاء والقضاة بأن يبتوا هذا الملف. مشكلتكم ليست مشكلة فردية بل جماعية والجيد أن هناك لجنة للمتابعة وحتى القضاء لا يتعاطى فيها كجريمة أو كعمل فردي. أتعاطف معكم بموضوع الظلم لأن العدالة المتأخرة ليست عدالة والأهم كيف سنعيش مع بعضنا خاصة أن أزمات كبيرة تطال البلد".

وتابع "نريد اللامركزية حتى تستطيع كل بلدة أن تؤمن خدماتها، واللامركزية لا تعني فيديرالية ولا تقسيماً، والحديث عن اللامركزية هو من منطلق فكر انمائي فقط".

وأفادت مصادر الاثنين، بأن باسيل بعد زيارته بري لاطلاعه على نتائج لقاءاته القوى السياسية وأهمية الذهاب الى حوار وعقد جلسات متتالية لانتخاب رئيس لا سيما وأن هناك 86 نائباً يبدون استعداداً للمشاركة في الحوار.

وكان باسيل قد صرح الأحد "اليوم مهدّدون بسبب اسرائيل وجميعنا نسأل السؤال نفسه حول حدوث الحرب"، مؤكداً "اننا ضد أي سياسة تأتي بالحرب". وأضاف "صحيح نعمل لمنع الحرب عن لبنان، ولكن هذا لا يعني الاستسلام، وسواء وقعت الحرب أم لا لبنان سيخرج منها منتصراً ولو بكلفة مرتفعة".

ولفت باسيل الى أن "الحرب هي فشل للإنسان، ونتيجة الحرب ستكون انتصاراً للبنان". وختم "الخوف هو من الحروب الأخرى لتغيير الهوية وغيرها، وهذا الأمر ليس فيه عنصرية ولا عدائية".

وخلال اجتماع الهيئة السياسية في التيار ناقشت جدول أعمالها وأصدرت بيانا اعربت فيه عن" قلق التيار من التصعيد العسكري الإسرائيلي ضدّ لبنان، واعتبرت أن" إسرائيل تكرر عدوانها مع بداية موسم الصيف لضرب الاقتصاد والحركة السياحية".

واكد التيار الحر تصميمه على متابعة ملف انتخابات رئاسة الجمهورية وبذل كل جهد في سبيل إنهاء الفراغ الرئاسي، محملا" الأطراف المعطّلة مسؤولية الفراغ"، ومؤكدا" استعداده مع غيره من الاطراف للتشاور معها وتلبية التشاور المشروط بعقد جلسات انتخاب متتالية على ايام، بحسب ما تم الإتفاق عليه مع رئيس مجلس النواب"، معتبرا أن "رفض التشاور مهما كانت أسبابه يصب في خانة التعطيل ويخدم معطلي الاستحقاق".

وكان حزب القوات اللبنانية قد هاجم التيار في بيان، معتبرا أنّ "التيار الوطني الحر بلسان النائب غسان عطاالله قد تكفل نيابة عن محور الممانعة بإشاعة الأخبار والأكاذيب عن القوات، وقد دأب عطالله وغيره من مسؤولي التيار على تصوير القوات وكأنها المعطِّل لانتخاب رئيس للجمهورية".

وأضاف "شاركت القوات اللبنانية في كل الجلسات التي دعا إليها رئيس المجلس لانتخاب رئيس للجمهورية، وبقيت لما بعد انتهاء الدورة الأولى، بينما من كان يخرج من القاعة لإفقاد نصاب الدورة الثانية هم نواب محور الممانعة، فكيف يسمح النائب عطالله لنفسه بقلب هذه الوقائع والحقائق ومحاولة تصوير القوات وكأنها من يعطِّل الانتخابات الرئاسية".

وتابع "تعاملت القوات اللبنانية والمعارضة النيابية السيادية مع الاستحقاق الرئاسي بكل جدية ومسؤولية منذ اللحظة الأولى، فرشّحت النائب ميشال معوض باسم المعارضة السيادية، وعندما وجدت أنّ التوازن النيابي يحول دون انتخاب مرشّح المعارضة والممانعة، وتسهيلا منها لانتخاب رئيس انتقلت القوات والمعارضة إلى مرشّح تقاطع مع التيار لزيادة حظوظ الاختراق الرئاسي، ولو لم تعطِّل الممانعة الدورة الثانية في جلسة 14 يونيو/حزيران الشهيرة والأخيرة منذ أكثر من سنة لكان الوزير السابق جهاد أزعور رئيسًا للجمهورية، فكيف تكون القوات من يعطِّل الانتخابات الرئاسية؟".