الثقب الأسود المصوّر حديثا يحصل على اسم أسطوري

العلماء يطلقون اسم 'بويهي' على ثقب مجرة 'ام 87'، ويعني المصدر المظلم المزخرف لإبداع لا ينتهي.
اسم مشتق من أساطير قديمة
العلماء يحاولون التقاط صورة للثقب الأسود منذ القرن الثامن عشر

واشنطن - أطلق العلماء على الثقب الأسود، الذي تم التقاط أول صورة له في تاريخ علم الفلك، اسم "بويهي".
ويعني الاسم "مصدرا مظلما مزخرفا لإبداع لا ينتهي"، و"بو" هي الفراغ الكبير وبداية كل شيء، "يهي" تعني زخرفا، بحسب أساطير هاواي.
وكانت عملية تعاون دولية عرفت باسم  "إيفنت هورايزن تلسكوب" كشفت الأربعاء عن أول صورة للثقب أسود، الملتهم للنجوم والمؤلف من الغاز والهيولى (بلازما) على بعد 50 مليون سنة ضوئية في مجرة معروفة باسم "ام 87".
واشتملت عملية التعاون الدولي هذه على حوالي عشرة تلسكوبات ومراصد موزعة حول العالم من أوروبا إلى القطب الجنوبي مرورا بتشيلي وهاواي.
وسمح الجمع بين هذه الأجهزة لتشكل مرآة ضخمة، لعلماء الفلك لفترة محددة بالحصول على تلسكوب افتراضي بحجم قطر الأرض.
ويجري الحديث عن الثقوب السوداء منذ القرن الثامن عشر لكن لم يسبق لأي تلسكوب أن نجح برصد أحد هذه الثقوب أو التقاط صورة له.
والثقب الأسود جرم يتمتع بكتلة كبيرة جدا وبحجم صغير جدا، كما لو أن الأرض مختزلة في كشتبان. وهو يلتهم المادة والضوء بيد أنه غير مرئي.

الثقب الاسود
أخيرا.. قبضنا على الثقب الأسود

وتعود أول عملية رصد في إطار عملية التعاون الدولي هذه إلى الخامس من ابريل/نيسان 2017. فقد استهدفت ثمانية تلسكوبات ثقبين أسودين هما "ساجيتريس أيه" في وسط درب التبانة وآخر في مجرة "أم87".
وتلت ذلك ثلاث عمليات رصد أخرى في 6 و10 و11 ابريل/نيسان.
واحتاج الفريق بعد ذلك إلى ثمانية أشهر لتحليل كل البيانات إذ أنه خلال عمليات الرصد المشتركة لا يملك العلماء أي وسيلة لمعرفة إن نجح الأمر على الفور.
واضطر العلماء إلى انتظار إشارة مشتركة لكل التلسكوبات، أي مثل الباحث عن إبرة في كومة قش.
وتم ذلك في 23 ديسمبر/كانون الاول 2017 بالتحديد، واحتاج الفريق إلى سنة من العمل الجاد لتحويل البيانات إلى صورة، ولمزيد من التحقق أعيد العمل أربع مرات من قبل أربع فرق مختلفة.
وتوصلت جميعها إلى الصورة نفسها التي تظهر نواة قاتمة اللون على دائرة حمراء وهو ظل الثقب الأسود على المادة الاسطوانية الشكل المحيطة به.