الجبالي يعترف بتهريب متورط في تفجيرات فترة حكم بورقيبة

رئيس الحكومة التونسية الاسبق يؤكد أنه كان على يقين بتورط زميله السابق في النهضة فتحي معتوق في تفجيرات نزل سوسة والمنستير سنة 1986 إلا أن تهريبه كان بسبب عدم ثقته في القضاء حينها.
قيادات سابقة في النهضة طالبت الحركة بتحديد موقفها من تلك الهجمات
استمرار الاستقالات داخل حركة النهضة بسبب رفض التمديد للغنوشي
مصادر تتحدث عن مباحثات لعودة الجبالي الى صفوف حركة النهضة

تونس - كشف رئيس الحكومة الأسبق والقيادي السابق في حركة النهضة حمادي الجبالي عن حيثيات تفجيرات استهدفت 4 نزل في سوسة والمنستير فترة نظام الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة سنة 1986 ما أدى الى جرح 13 شخصا بينهم سياح.
وأوضح الجبالي في حوار لاذاعة "الديوان" الخاصة الاثنين أنه ساهم في تهريب فتحي معتوق أحد المتورطين في أحداث التفجيرات في تلك الفترة.
وقد أصدرت المحاكم حينها أحكاما بالإعدام ضد عدد من المتورطين من بينهم علي العريض والجبالي فيما حكم على رئيس النهضة راشد الغنوشي بالمؤبد.
وقد نفذ حكم الإعدام بحق عنصرين منتميين إلى الحركة تورطا في الإعداد والتنفيذ مباشرة الى جانب عناصر أخرى تحصن بعضها بالفرار فيما القي القبض على آخرين.
وقال الجبالي بأن معتوق كان ينتمي إلى حركة النهضة بسوسة وأنه كان على يقين بتورطه في تلك الأحداث إلا أن تهريبه كان بسبب عدم ثقته في القضاء زمن نظام بورقيبة.
وقال الجبالي "القانون الدولي يسمح لنا بتهريب أشخاص حتى لو تورطوا في أعمال مسلحة نظرا لان المنظومة السابقة لم تحترم حقوق الإنسان والعدالة".

وشن نظام بورقيبة بعد تلك العملية حملة واسعة ضد عناصر حركة النهضة التي كانت تسمى الاتجاه الإسلامي بعد فترة من التقارب في ظل حكم رئيس الوزراء الأسبق محمد مزالي.
وترفض حركة النهضة اتهامها بالتورط في هجمات سوسة والمنستير حيث تقول بعض القيادات ان العملية من تدبير بن علي وأجهزة مخابراتية لتوريط الحركة فيما تقول مصادر اخرى ان الهجوم نفذته عناصر من تلقاء نفسها ولا علاقة للقيادة بالهجوم.
وكانت حركة النهضة نفت كذلك تورطها في هجوم تعرض له مقر التجمع الدستوري المنحل سنة 1991 في منطقة باب سويقة بالعاصمة ما ادى الى مقتل حارسه بعد تعرضه للحرق.
لكن كلا من القيادات عبد الفتاح مورو وفاضل البلدي وبنعيسى الدمني اعلنوا في بيان في 7 مارس/اذار 1991 تجميد عضويتهم في النهضة والاعتراف بمسؤولية قياديين منها في الاحداث. 
وبعد الثورة طالب مورو من النهضة توضيح موقفها من تورط عناصرها في تلك الهجمات تحت مسمى "تحرير المبادرة" لكن الحركة تمسكت بالنفي قائلة ان القادة لم يعطوا تعليمات بشن تلك الهجمات.
وكان مورو قد أعلن استقالته من حركة النهضة وقرر اعتزال العمل السياسي السنة الماضية.
كما اعلن الجبالي انسحابه من حركة النهضة قبل سنوات بسبب خلافات داخلية مع قيادة الحركة لكن مصادر تتحدث عن مساع لعودته في ظل انقسامات حادة تشهدها الحركة عقب رفض مجموعة من القيادات التمديد للغنوشي على راس النهضة.
والاثنين أعلنت جوهرة التيس مسؤولة الشباب في حركة النهضة استقالتها حيث شنت هجوما واسعا ضد الغنوشي بسبب تمسكه بالزعامة.
وقالت التيس في تدوينة عبر صفحتها الرسمية على الفايسبوك انها اكتشف بعد كلّ تلك المسيرة أنّ النهضة بها مشروع ''يُراد أن يكون لصالح شخص واحد وحيد مختزل في إرادة الزعيم ومرتهن لمستقبل الزعيم'' في اشارة للغنوشي.