الجبير: الضغوط القصوى هي السبيل لردع إيران

وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية يعتبر أن السلطة ليست بيد أفراد الحكومة الإيرانية الذين يتحدثون فقط، بل لدى الحرس الثوري.

باريس - أكد عادل الجبير وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية اليوم الخميس، على أن السبيل الوحيد لدفع طهران للجلوس إلى طاولة المفاوضات هو ممارسة أقصى قدر من الضغوط عليها في وقت ثبت فيه أن سياسة التهدئة لن تنجح النظام الإيراني.

وقال الجبير في مقابلة مع صحيفة ليبراسيون الفرنسية خلال زيارة أداها إلى باريس هذا الأسبوع "نحن نعتقد أن التهدئة لن تجدي. الأفعال لا الأقوال هي ما يعول عليه. أفراد الحكومة الإيرانية يتحدثون لكن ليس لديهم سلطة. وأصحاب السلطة، مثل الحرس الثوري، لا يريدون التفاوض".

وأوضح الجبير أن "الحلفاء الأوروبيون يعرفون جيدا أن المملكة السعودية يجب ألا تسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية أو تطوير برنامجها الباليستي. وفرنسا تدرك ذلك بشكل خاص، وليس لدينا خلاف حول ذلك. لكننا متأكدون من أن الطريقة الوحيدة لمنعها هو ممارسة أقصى الضغوط لردعها".

وسعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دون طائل الشهر الماضي للوساطة لعقد اجتماع بين ترامب والرئيس الإيراني حسن روحاني في نيويورك. وتبدو فرص إجراء أي محادثات في الأسابيع المقبلة ضئيلة إذ تطلب طهران رفع العقوبات أولا.

وأكد الجبير أن "الرسالة الموجهة إلى إيران واضحة جداً: العالم لن يسمح لها بالتصرف على هذا النحو"، مشيرا إلى أن الهجوم الإيراني على منشآت النفط السعودية يوم 14 سبتمبر/أيلول، لم يكن يستهدف السعودية فقط بل العالم بأسره، حيث تأثرت جميع الدول بعرقلة إنتاج النفط.

وتتمسّك السعودية بمسؤولية إيران عن عملية القصف بالصواريخ المجنحة والطائرات المسيّرة التي استهدفت منشآت تابعة لشركة أرامكو النفطية، الأمر الذي يرجّح أن يكون ناتجا عن تقدّم التحقيقات في الحادثة والتي لم يكشف بعد عن نتائجها بشكل رسمي.

وكانت الولايات المتحدة قد أرسلت قوات لها إلى السعودية لتعزيز دفاعات المملكة في أعقاب عملية قصف منشآت أرامكو.

وتبحث المملكة حاليا بالاشتراك مع حلفائها الغربيين وعدد من بلدان المنطقة لوضع آليات عملية لمواجهة التهديدات الإيرانية لأمن الممرات البحرية وطرق نقل النفط من الخليج صوب الأسواق العالمية.

كما تدرس السعودية شراء أنظمة جديدة لرصد أو التشويش على الطائرات المسيرة أو الصواريخ أو تدميرها قبل وصولها إلى المنشآت النفطية.

والاثنين، زار وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر الرياض في أول زيارة يقوم بها لحليف واشنطن الرئيسي في الشرق الأوسط منذ تولى منصبه الصيف الماضي.

وتزامنت الزيارة مع اجتماع عقده رؤساء أركان جيوش ثمانية عشر دولة، بينها السعودية ومصر والولايات المتحدة، في الرياض لمناقشة حماية أمن واستقرار المنطقة.