الجزائري نيم يفوز بجائزة الشجاعة الفنية في انغوليم

رسام الكاريكاتور الجزائري عبدالحميد أمين المتهم بالمساس بالأمن القومي يفوز في مهرجان أنغوليم للقصص المصوّرة المعروف بتكريمه فنانين أو كتاب يتعرضون للاضطهاد والرقابة.
نيم يناضل من أجل نشر أعماله

انغوليم (فرنسا)– حصل رسام الكاريكاتور الجزائري عبدالحميد أمين، المعروف بـ"نيم"، على جائزة الشجاعة الفنية على هامش مهرجان أنغوليم للقصص المصوّرة.
وينتقد الرسام النظام الجزائري وقد حكم عليه في كانون الأول/ديسمبر بالسجن لمدّة عام من بينها ثلاثة أشهر مع النفاذ.
وأطلق سراح الفنان الجزائري في مطلع كانون الثاني/يناير، وسيتسلم السبت الجائزة التي توزع على هامش مهرجان أنغوليم وتكرّم كتّابا وفنانين مهدّدين في بلادهم.

منذ خمس أعوام تمنح جائزة "الشجاعة الفنية" سنويا خلال مهرجان أنغوليم لتكريم فنان أو كاتب يتعرّض للاضطهاد أو يخضع للرقابة.
وأوضح منظّمو الجائزة أن "الفكرة تقوم على مكافأة فنان موهوب وشجاع يناضل من أجل نشر أعماله. ومن خلال هذه الجائزة، يحصل الفائز الذي يتعرّض للتهديدات في بلاده على دعم عالمي وتفتح له فرص مهنية جديدة".
ولد نيم في العام 1985، وتخرّج من معهد الفنون الجميلة، وقد عمل في عدد من وكالات التصميم الغرافيكي والإعلانات، وانجز رسوم الكثير من القصص الموجهة للأطفال إلى جانب نشاطه في القصص المصورة.
إوقف نيم في تشرين الثاني/نوفمبر 2019، وحكم عليه بالسجن بعد إدانته بتهم منها انجاز رسوم "من شأنها المساس بالأمن القومي".
وتنصّ المادة 96 من قانون العقوبات على أنه: "يعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات، كلّ من يوزّع أو يضع للبيع أو يعرض لأنظار الجمهور، أو يحوز بقصد التوزيع، أو البيع، أو العرض بغرض الدعاية منشورات أو نشرات أو أوراقًا من شأنها الإضرار بالمصلحة الوطنية".
ورافق عبدالحميد أمين، الحراك منذ بداياته برسومات كاريكاتورية تترجم الوضع السياسي الذي تعيشه البلاد، وكان يُحاول في كل لوحة ينشرها على صفحاته بمواقع التواصل الاجتماعي انتقاد الوضع الراهن.
وتعرض الرسام المثير للجدل الى الايقاف بسبب نشره صورة حول الرئيس المستقيل عبدالعزيز بوتفليقة في السنوات الفارطة.
وينشر "نيم"، أعماله على مدونته وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتابعه عشرات الآلاف على فيسبوك وإنستاغرام.
وعجّت وسائط التواصل الاجتماعي منذ توقيف الرسام "نيم" برسائل ومنشورات التضامن التي اعتبرت أن الأمر يدخل في خانة التضييق على حرّية التعبير والديمقراطية التي دعا إليها حراك الشعب.
وتضامن جزائريون مع "نيم" الذين لقّبوه بـ"فنان الحراك".
 وعلّق الصحافي والناشط جعفر خلوفي على اعتقال الرسام عبدالحميد، ووصف ذلك بأنّه "كارثة بكل المقاييس". وأضاف: "لا توجد دولة تحترم نفسها لا تملك رسامين ينقدونها بسخرية وإبداع... نيم مبدع يجب تكريمه وتوفير كل الإمكانات له ودفعه لتكوين الشباب، وليس اعتقاله وحجر معداته".
وقال شريف منصور، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين، "يُظهر سجن رسام الكاريكاتير عبدالحميد أمين بسبب رسوماته الساخرة أن السلطات الجزائرية لم تنقطع عن ماضيها الاستبدادي. يجب على السلطات الجزائرية أن تُظهر تقبلاً أكبر للنقد".