الجزائر العاصمة نجت بأعجوبة من العطش الشديد هذا الصيف

الجزائر - من مارك بوندافن
أعداد الباحثين عن الماء تناقصت بعد النجاح الحكومي

كادت الجزائر العاصمة تعاني من العطش الشديد هذا الصيف بسبب ضآلة منسوب الامطار في الربيع، لكن عمليات حفر انجزت في الفترة الاخيرة في سهل المتيجة القريب من العاصمة انقذتها من الكارثة.
ففي نيسان/ابريل الماضي، عندما كانت حصيلة موسم الامطار ضئيلة، لم يتخيل كثير من الخبراء وسكان العاصمة انهم سيمضون الصيف مع كميات من المياه بالكاد تسد حاجاتهم.
وتطرح مسألة تزويد العاصمة بالمياه، مشاكل لا تحصى منذ سنوات. وتشكل المياه مأزقا حقيقيا للسلطات التي لم تعد تؤمن التوزيع، في افضل الحالات، سوى بضع ساعات كل ثلاثة ايام وغالبا خلال الليل.
وكان النقص في منسوب المياه اكثر حدة هذه السنة، وجف السد الذي يغذي العاصمة، منذ اسابيع. وقد بني في شرق العاصمة لاحتواء حوالي 150 مليون متر مكعب.
وحيال خطورة الوضع الذي يتخوف سكان العاصمة من ان ينقلب الى مأساة ثم الى اضطرابات -وهذا ما يتكرر حصوله في الجزائر عندما تطول فترات انقطاع المياه- اضطرت السلطات الى اتخاذ التدابير الملائمة.
فقد اعدت خلال اسابيع خطة نفذتها لحفر عشرات الآبار وضخ المياه الجوفية الوفيرة في سهل المتيجة الزراعي الخصب القريب من العاصمة.
ولم يتردد البعض من القول ان رهان الحكومة لن ينجح وشكك بعض الصحافة في قدرات المسؤولين على حل هذه المشكلة الحادة التي يكتوي بها جزائريو العاصمة.
فهؤلاء الذين سئموا حمل الجرار وملأ من الصهاريج، وضاقوا ذرعا بانقطاع المياه لفترات تفوق الخمسة عشر يوما احيانا، نزلوا الى الشوارع وعمدوا الى تعطيل المرور فيها، لاسماع اصواتهم، في اواخر حزيران/يونيو الماضي في احياء شعبية في مرتفعات العاصمة.
وبدأت هذه الخطة التي انطلقت وسط تشاؤم شامل تعطي ثمارها، وقد تحسنت التغذية بالمياه حتى لو انها ما تزال غير قادرة على تلبية جميع الحاجات.
فالمياه باتت توزع فترات اطول حتى لو انها مستمرة بوتيرة يوم واحد كل ثلاثة ايام.
وترمي الخطة الى التوصل لتوزيع المياه مرة كل يومين في تشرين الاول/اكتوبر، كما يقول المسؤولون عن مصلحة توزيع المياه في العاصمة.
وقد لمس سكان العاصمة حتى الان هذه الزيادة المرتفعة عبر ضخ 400 الف متر مكعب في اليوم في مقابل 300 الف قبل اسابيع، مع العلم ان حاجات العاصمة تبلغ 600 الف متر مكعب.
ويعول الناس على التزود بـ550 الف متر مكعب في اليوم في تشرين الاول/اكتوبر-تشرين الثاني/نوفمبر بفضل ربط السدود بعضها بالبعض الاخر والتي تتوافر فيها بعض الاحتياطات واستخدام وحدات لتحلية مياه البحر.
"لقد ربحت الحكومة الرهان"، قال مسنون في العاصمة حتى لو استمر بعض الاحياء في الاستعانة بالصهاريج للتزود بالمياه.
وصرح احد المتخصصين "ربحنا الرهان بصعوبة بالغة، ومن الضروري الان الانكباب على مشكلة الهدر الناجمة جزئيا عن قدم الشبكة". واضاف "هذه ليست مهمة سهلة" لان المياه المهدورة خلال التوزيع تبلغ 40 في المائة من الكميات الموزعة.