الجزائر تحجز فدية من صفقة رهائن بمالي

أموال الفدية التي أُعلن ضبطها بمخابئ إرهابيين في جيجل تخص الصفقة التي أثارت توترا بين فرنسا والجزائر والتي أُفرج بموجبها عن أربع رهائن بينهم فرنسية ومسؤول مالي مقابل إفراج الأخيرة عن أكثر من 200 إرهابي.
مقتل 3 جنود فرنسيين في هجوم بمالي
كيف وصلت 80 ألف يورو من مالي إلى إرهابيين ينشطون في شرق الجزائر

الجزائر/باريس - قالت وزارة الدفاع الجزائرية اليوم الاثنين في بيان، إن قوات الجيش وضعت يدها على مبلغ 80 ألف يورو بمخابئ إرهابيين وصلتهم من فدية كانت ضمن صفقة الإفراج عن رهائن غربيين بمالي، في إشارة على ما يبدو إلى صفقة أفرج بموجبها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن الفرنسية صوفي بيترونين آخر رهينة فرنسية في العالم والسياسي المالي البارز إسماعيل سيسيه فضلا عن رهينتين إيطاليتين أحدهما قسّ اختُطف في النيجر.

وكانت الجزائر قد وجهت انتقادات حادة لفرنسا، منددة بالتفاوض مع الإرهابيين وبدفع فدية تشكل تمويلا لتلك الجماعات المتطرفة في مالي، لكن باريس نفت أن تكون قد دفعت فدية مقابل الإفراج عن صوفي بيترونين التي حظيت باستقبال رسمي من قبل الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون وكبار المسؤولين في حكومته.

وأوضح البيان أن فرقة من الجيش عثرت على مخابئ لإرهابيين بمحافظة جيجل (شرق)، بعد معلومات أدلى بها إرهابي ألقي القبض عليه قبل أيام.

وأضاف أنه تم "استرجاع مبلغ مالي مقدر بـ80 ألف يورو (كانت بالمخابئ) والذي تبين أنه يمثل دفعة أولى من عائدات الفدية التي كانت محل صفقة في أكتوبر بمنطقة الساحل وكانت ستستفيد منه فلول الجماعات الإرهابية المطاردين من طرف المصالح الأمنية بشمال الوطن".

وأفادت تقارير إعلامية متطابقة بأن العملية تمت بصفقة مبادلة بين زعيم التنظيم الإرهابي المسمى 'جماعة نصرة الإسلام والمسلمين' إياد آغ غالي والسلطات الفرنسية والمالية تم على إثرها إطلاق سراح 207 إرهابيا مع دفع مبلغ مالي تراوح بين 6 ملايين يورو (7.3 ملايين دولار) و30 مليون يورو (36.3 مليون دولار).

وأثارت الصفقة غضب الجزائر المعروفة برفضها دفع أي فدية للجماعات الإرهابية، خاصة أن الإرهابيين المفرج عنهم عادوا إلى النشاط في المناطق المتاخمة لحدودها الجنوبية ومنهم من يحمل الجنسية الجزائرية.

وجاء أول رد جزائري رسمي على لسان وزارة الدفاع حينها يفيد بـ"قيام أطراف أجنبية بمفاوضات أسفرت عن إبرام صفقة تم بموجبها إطلاق سراح أكثر من 200 إرهابي ودفع فدية مالية معتبرة للجماعات الإرهابية مقابل الإفراج عن 3 رهائن أوروبيين".

وفي تطور آخر، أعلنت الرئاسة الفرنسية مقتل ثلاثة جنود فرنسيين الاثنين في مالي إثر انفجار عبوة ناسفة بمركبتهم في منطقة هومبوري في شمال البلاد.

ويرتفع بذلك إلى 47 عدد الجنود الفرنسيين الذين قتلوا في مالي منذ تدخل فرنسا عسكريا للمرة الأولى في يناير/كانون الثاني 2013 للمساعدة في طرد جماعات محلية وجهاديين اجتاحوا أجزاء من هذه الدولة الواقعة في منطقة الساحل في غرب إفريقيا.

كما يأتي مقتل الجنود الفرنسيين بينما أعلنت باريس أخيرا أنها لا تمانع التفاوض مع جماعات محلية متشددة في منطقة الساحل ضمن ما بات يعرف بمبادرة إخماد أو إسكات الرصاص.

واستثنت التفاوض مع أي من قيادات تنظيم القاعدة أو تنظيم الدولة الإسلامية في دول الساحل والصحراء ولتنظيمين أفرع تنشط في المنطقة وتتنافس على النفوذ واستقطاب الولاءات.