الجزائر ترتبك إزاء التطبيع بين المغرب واسرائيل وتخشى على بوليساريو

رئيس الوزراء الجزائري يعتبر ان اسرائيل "باتت قرب الحدود" بعد صدمة اعلان التطبيع والاعتراف الاميركي بسيادة المغرب على الصحراء.

الجزائر – اعتبرت الجزائر السبت ان إسرائيل باتت "قرب الحدود" وذلك في اول تعليق رسمي على اعلان تطبيع العلاقات بين المغرب والدولة العبرية بالتزامن مع اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على إقليم الصحراء.
وتمثل الصحراء المغربية اساس الخلاف المستمر منذ عقود بين الجزائر والمغرب الذي يتمسك بسيادته عليها في حين تدعم الجزائر وتؤوي جبهة بوليساريو الساعية الى فصل الصحراء عن المغرب.
وبدا رد الفعل الجزائري مرتبكا على لسان رئيس الوزراء عبدالعزيز جراد الذي حذر من"عمليات أجنبية" تهدف إلى زعزعة استقرار الجزائر، واعتبر ان بلاده "مستهدفة بالذات"، وهناك "تحديات تحيط بها"، لافتاً إلى وجود "إرادة حقيقية" لضرب الجزائر، وهو ما يؤكده، كما قال، "وصول الكيان الصهيوني قرب الحدود".
لكن مصادر سياسية في الرباط استهجنت تعليقات جراد واعتبرتها انفعالية، مؤكدة ان المغرب قادر على تأكيد سيادته على حدوده وعلى الصحراء خصوصا، دون الحاجة الى مساعدة من دول اخرى.

اختراق دبلوماسي كبير في مصلحة قضية الصحراء المغربية

وقال مراقبون ان الاعتراف الاميركي، فيما يمثله من صدمة للجزائر، هو اختراق دبلوماسي كبير في مصلحة قضية الصحراء المغربية التي يمثل النزاع بشأنها اطول نزاعات افريقيا.
والسبت، اعتمدت الولايات المتحدة "خريطة رسمية جديدة" للمغرب تضم منطقة الصحراء، خلال مراسم أقيمت في السفارة الأميركية في الرباط.
وأعلن السفير ديفيد فيشر "هذه الخريطة هي التجسيد المادي لإعلان الرئيس ترامب الجريء قبل يومين، الذي اعترف فيه بسيادة المغرب على الصحراء"، قبل أن يوقع "الخريطة الرسمية الجديدة لدى الحكومة الأميركية لمملكة المغرب".
وعُلقت المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة بين المغرب وبوليساريو بمشاركة الجزائر وموريتانيا كمراقبين منذ آذار/مارس 2019 ضمن مسلسل طويل بدأ في اعقاب وقف النار بين المغرب والانفصاليين الصحراويين في 1991.
وأرسل المغرب قواته إلى أقصى جنوب الصحراء في 13 تشرين الثاني/نوفمبر وتمكن من طرد مجموعة من الانفصاليين الصحراويين الذين كانوا يغلقون الطريق الوحيد المؤدي إلى موريتانيا.
والخميس اتفق المغرب وإسرائيل بوساطة أميركية على تطبيع العلاقات. وعلى إثر ذلك أعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء.
وكان ترامب الذي يغادر البيت الأبيض في العشرين من يناير/كانون الثاني، اعلن على تويتر أنه وقع الخميس إعلاناً يعترف بالسيادة المغربية على الصحراء.
وكتب ترامب ان "اقتراح المغرب الجاد والموثوق والواقعي للحكم الذاتي هو الأساس الوحيد لحل عادل ودائم لضمان السلام والازدهار" مضيفا "المغرب اعترف بالولايات المتحدة العام 1777. لذلك من المناسب أن نعترف بسيادته على الصحراء" المغربية.
ورحّب العاهل المغربي الملك محمد السادس بـ"الموقف التاريخي" الذي اتخذته الولايات المتحدة في قضية الصحراء.
من جهتها، أكدت الأمم المتحدة -التي تحتفظ ببعثة للاستفتاء في الصحراء (مينورسو)- أن موقفها "لم يتغير". وقال الأمين العام أنطونيو غوتيريش إنه "ما زال يمكن إيجاد حل لهذه المسألة على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي".