الجزائر ترصد أجواء إيجابية بشأن عودة سوريا إلى الجامعة العربية

وزير الخارجية الجزائري يؤكد خلال زيارته دمشق أن غياب سوريا عن الجامعة العربية يضر بالعمل العربي المشترك.

دمشق – أكد وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، الإثنين، أن "الأجواء إيجابية بشأن علاقة سوريا بمحيطها العربي"، والاتفاق على رفع تعليق عضويتها في جامعة الدول العربية.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السوري فيصل المقداد، عقب استقبال الرئيس بشار الأسد له على هامش زيارته إلى دمشق.

ورداً على سؤال بخصوص احتمال رفع تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية خلال قمة الجزائر القادمة، قال لعمامرة إن "الأجواء إيجابية جداً بشأن علاقة سوريا بمحيطها العربي".

وأوضح لعمامرة أن "سوريا حاضرة في محيطها العربي وتحتل مكاناً متميزاً في قلوب الجزائريين، هذه المرحلة من تنسيق العمل المشترك بيننا في غاية الأهمية والإيجابية".

واعتبر لعمامرة بأن "غياب سوريا عن الجامعة العربية يضر بالعمل العربي المشترك"، لكنه لم يتحدث عن نتائج المشاورات العربية لاحتمال مشاركة سوريا في القمة العربية المقبلة.

رسالة من تبون إلى الأسد

 وكشف وزير الخارجية الجزائري أنه خلال زيارته، نقل رسالة خطية من الرئيس عبدالمجيد تبون إلى الأسد، الذي حمّله بدوره رسالة إلى تبون.

وأكد أنه خلال لقاء الأسد أبدى الجانبان رغبةً "لدفع العلاقة المتميزة بين البلدين إلى آفاق واعدة في كافة المجالات مستقبلاً".

وأشار لعمامرة إلى اتفاق بين الجزائر وسوريا يهدف إلى تشجيع أرباب العمل السوريين والجزائريين على تعميق العلاقات الاقتصادية.

ومن جانبه قال المقداد "تنسيقنا مع الأشقاء في الجزائر وبعض الأشقاء العرب قائم كلّ يوم، بغضّ النظر عن عضوية سوريا في الجامعة العربية".

وتابع "وجود سوريا في الحضن العربي مهمّ جداً لهذا الحضن العربي والمهم هو تنسيق السياسات، ونحن مع أي إجراء يخدم التضامن العربي".

وينهي لعمامرة الإثنين، زيارة دامت يومين إلى دمشق في إطار جولة شملت العراق، تحضيراً للقمة العربية المقرّرة في نوفمبر المقبل.

وتعدّ الجزائر بين الدول العربية التي رفضت قطع علاقاتها مع النظام السوري مع بداية الأزمة التي شهدتها البلاد خلال السنوات الماضية.

وسبق أن تحفظت الجزائر على قرار تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية عام 2011.

ويعدّ ملف رفع التجميد عن عضوية سوريا من أهم الملفات المطروحة للنقاش حالياً في إطار التحضيرات لقمة الجزائر.

ولم تقرر الجامعة العربية بعدُ إمكانية عودة سوريا لإنهاء سنوات من المقاطعة بسبب الحرب، رغم الوساطات ومحاولات رأب الصدع.

وفي 2 من يونيو الحالي، استضافت بيروت لقاء تشاوريًا غاب عنه النظام السوري، ودار حول مجمل الملفات المتعلقة بـ"القمة العربية" المزمع عقدها في الجزائر.

وفي الوقت الذي تبدي فيه بعض الدول ترحيبها بعودة سوريا إلى الجامعة العربية، مثل الإمارات والجزائر وسلطنة عمان ولبنان والعراق، تعارض دول أخرى هذه العودة، ومنها قطر والسعودية.

 وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، في 10 مارس الماضي، خلال اجتماع الدورة 157 لمجلس "الجامعة العربية" على مستوى الوزراء، عدم رصد توافق عربي على عودة سوريا إلى الجامعة.

وفي خضم ذلك، تطرح فرضيتان اثنتان حول احتمال ملء دمشق مقعدها الشاغر في القمة العربية المقبلة بالجزائر مطلع نوفمبر المقبل.

الأولى، وهي أن تُفضي المشاورات المسبقة بين العواصم العربية إلى مشاركة وفد سوري رسمي بالقمة العربية للمرة الأولى منذ 10 سنوات.

أما الفرضية الثانية التي يراها مراقبون الأكثر ترجيحاً في ظل استمرار الخلافات بين عواصم عربية هو "إدراج موضوع عودة سوريا إلى الجامعة العربية ضمن أجندة القمة العربية للمناقشة والتصويت من قبل قادة وزعماء الدول العربية في قمة الجزائر.

كما أن عدم إشارة وزير خارجية الجزائري لأن يكون ملف القمة العربية المقبلة ضمن أجندة مباحثاته مع القيادة السورية عكس ما تم الكشف عنه في زياراته السابقة لعدة عواصم عربية، أثار المزيد من الغموض حول احتمالات مشاركة دمشق في قمة الجزائر.

ويبدو الجزائر التي أوفدت وزير خارجيتها إلى نحو 10 دول عربية في الأشهر الأخيرة، تسعى للوصول إلى توافق عربي حول عودة سوريا إلى مقعدها الشاغر في الجامعة العربية، خصوصا بعد تأكيد رغبتها في أن تكون القمة العربية المقبلة على أراضيها "للم الشمل العربي".