الجزائر تستأنف التجارة الحدودية مع مالي والنيجر

الحكومة الجزائرية تعيد الحياة الى التجارة الحدودية رغم التحديات الامنية وتزامنا مع الترخيص مجددا لتجارة المقايضة بولايات الجنوب.

الجزائر - أعلنت الجزائر استئناف التجارة الحدودية مع مالي والنيجر، بعد توقفها لسنوات لأسباب أمنية، تزامنا مع الترخيص مجددا لتجارة المقايضة بولايات الجنوب.
جاء ذلك، وفق بيان لاجتماع مجلس الوزراء ليلة الأحد/الإثنين ترأسه عبدالمجيد تبون.
وجاء في البيان: "بعد استشارة مصالح وزارة الدفاع الوطني، سيتم الشروع في استئناف التجارة الحدودية في مناطق الجنوب مع تشديد الإجراءات الأمنية والرقابية".
ومنذ سنوات توقفت التجارة الحدودية بين الجزائر ودولتي مالي والنيجر، وأغلقت الحدود البرية لأسباب أمنية، وسط انتشار لظاهرة تهريب المواد الغذائية والوقود والأسلحة بالمنطقة.
وافتتحت الجزائر معبرا حدوديا لأول مرة مع موريتانيا في أغسطس/ آب 2018، بهدف زيادة التبادل التجاري وتنقل الأشخاص وتعزيز التعاون الأمني لمكافحة الإرهاب بين البلدين.
وكشف البيان عن دراسة إمكانية تجسيد استثمارات مباشرة لشركة "نفطال" الحكومية (متخصصة في تسويق وتوزيع الوقود)، في مالي والنيجر بالتشاور مع سلطات البلدين من أجل تقليص ظاهرة تهريب الوقود والغاز.
وأقرت الجزائر قانونا جديدا لتجارة المقايضة حدد شروط ممارستها بالمناطق الحدودية مع دولتي مالي والنيجر كما تم ضبط قائمة المنتجات والسلع محل التبادل.
وصدر القانون الجديد في آخر عدد للجريدة الرسمية الجزائرية، الذي وصف تجارة المقايضة مع دولتي النيجر ومالي على انها "تكتسي طابعا استثنائيا وتستهدف تسهيل تموين السكان المقيمين في ولايات الجنوب ( أدرار وإليزي و تامنراست وتندوف) دون سواهم.
وتجارة المقايضة هي تبادل سلعة محلية بسلعة أخرى قادمة من البلد المجاور حيث نص القانون على أن السلع المحلية المعنية بتجارة المقايضة، هي التمور والفواكه والخضر والمعجنات الغذائية والدهون والزيوت وبعض مواد البناء والتبغ، بينما يحصل التجار الجزائريون على منتجات الزراعية ومواشي من مالي والنيجر.
وتخوض الجزائر منذ سنوات، معركة لكبح فاتورة الواردات التي بلغت 39 مليار دولار في 2019، وتقليص نزيف النقد الأجنبي، من خلال فرض قيود على السلع المستوردة.
لكن خطر الارهاب يمثل مشكلا حقيقيا يواجه التجارة الحرة بين الجزائر وجيرانها الجنوبيين خاصة وان مالي والنيجر وغيرها من دول الساحل والصحراء تواجه تصاعدا لخطر الجماعات الارهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي وغيرها من التنظيمات المنشقة عنها او التابعة لها.
وشهدت الجزائر سنة 2013 عملية ارهابية مروعة في مجمع عين اميناس للغاز في جنوب الجزائر ادت لسقوط ضحايا حيث تورطت مجموعات جهادية قادمة من عمق الصحراء في تنفيذ الهجوم الدموي على المجمع.