الجزائر تستدعي سفيرها في المغرب وتلوح بالتصعيد

القرار الجزائري يأتي ردا على تصريحات أدلى بها السفير المغربي لدى الأمم المتحدة حول منطقة القبائل، في أحدث حلقة من التوتر القائم بين البلدين بسبب دعم الجزائر لجبهة البوليساريو في قضية الصحراء المغربية.

الجزائر - استدعت وزارة الخارجية الجزائرية سفير البلاد لدى المغرب اليوم الأحد ولمحت إلى إمكانية اتخاذ إجراءات أخرى، في أحدث تفجر للتوتر بين البلدين بشأن منطقة الصحراء المغربية المتنازع عليها.

وقالت الوزارة إن هذه الخطوة تتصل بتصريحات أدلى بها السفير المغربي لدى الأمم المتحدة حول منطقة القبائل، وذلك بعدما زج المبعوث المغربي بالمنطقة إلى دائرة الخلاف القديم الذي يعود تاريخه إلى عقود مضت بشأن الصحراء المغربية بين المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر.

وقالت الوزارة في بيان "نظرا لغياب أي صدى إيجابي ومناسب من قبل الجانب المغربي، فقد تقرر اليوم استدعاء سفير الجزائر بالرباط، فورا، للتشاور. كما لا يُستبعد اتخاذ إجراءات أخرى، حسب التطور الذي تشهده هذه القضية".

ودعا السفير المغربي خلال اجتماع لحركة عدم الانحياز إلى "حق تقرير المصير للشعب القبائلي"، في إشارة إلى الأقلية التي تتحدث الأمازيغية في الجزائر. وأشار إلى أن الجزائر ينبغي ألا تنكر ذلك بينما تدعم حق تقرير المصير في الصحراء المغربية.

وذكرت وزارة الخارجية الجزائرية في بيانها الأحد "لقد أشار البيان الصادر عن وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، يوم 16 يوليو/تموز 2021، إلى ضرورة توضيح المملكة المغربية لموقفها النهائي من الوضع البالغ الخطورة الناجم عن التصريحات المرفوضة لسفيرها بنيويورك".

وتحارب جبهة البوليساريو من أجل السيطرة على الصحراء المغربية، التي كانت مستعمرة إسبانية حتى منتصف السبعينيات وتخضع لسيطرة المغرب عليها بشكل كبير الآن ويديرها.

وتابع "نظرا لغياب أي صدى إيجابي ومناسب من قبل الجانب المغربي، فقد تقرر اليوم (الأحد)استدعاء سفير الجزائر بالرباط فورًا للتشاور. كما لا يستبعد اتخاذ إجراءات أخرى، حسب التطور الذي تشهده القضية".

وأثارت مذكرة السفير المغربي موجة غضب عارم في الجزائر بدأت ببيان شديد اللهجة لوزارة الخارجية الجمعة تبعته ردود فعل الاحزاب وآخرها تنديد حزب جبهة القوى الاشتراكية، الحزب الاكثر شعبية بمنطقة القبائل، الذي دان "انحرافا خطيرا وسلوكا متهورا غير محسوب.. بين بلدين جارين".

وبالنسبة للمغرب فإن السبب الرئيسي للتوتر بين البلدين هو دعم الجزائر لجبهة بوليساريو التي تطالب باستفتاء لتقرير المصير.

والحدود البرية بين الجزائر والمغرب مغلقة منذ أوائل التسعينيات لأسباب أمنية، مما يزيد من حدة الخلاف بين الجزائر والرباط اللتين تتدهور العلاقات بينهما بسبب الصراع.

وبدأت الأزمة الدبلوماسية بين البلدين خلال أعمال اجتماع حركة عدم الانحياز الذي عقد عن بعد يومي 13 و14 يوليو/تموز، حيث أثار وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة قضية الصحراء المغربية.