الجزائر تقترح تسوية ودية لملف الأموال المنهوبة

رئيس الوزراء الجزائر يطالب تسوية لاسترجاع الأموال المنهوبة في حقبة بوتفليقة مشددا على الالتزام بتشديد العقوبات في ما يتعلق بجرائم الفساد.
الحكومة الجزائرية تعتزم مراجعة الإطار التشريعي المتعلق بالوقاية من تبييض الأموال وتمويل الإرهاب
الجزائر ستراجع قانون تنظيم الصرف وحركة رؤوس الأموال من وإلى الخارج

الجزائر - اقترحت حكومة رئيس الوزراء الجزائري أيمن بن عبد الرحمن، تسوية ودية لاسترجاع الأموال المنهوبة في حقبة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.
جاء ذلك وفق وثيقة مخطط عمل الحكومة صدرت الشهر الجاري، ستناقش في البرلمان في غضون أيام.
وذكرت الوثيقة أن الحكومة "عازمة على مواصلة مكافحة الفساد والمحاباة والمحسوبية، لا سيما من خلال إصلاح قانون الوقاية من الفساد ومكافحته".
وأضافت "سيتم تشديد العقوبات فيما يخص جرائم الفساد" متابعة "سيتم تعزيز الجهاز (الهيئة) الذي تم وضعه لتسيير الأملاك المحجوزة مع إدراج أحكام خاصة لتسيير الشركات محل المتابعات القضائية" في إشارة إلى شركات رجال أعمال مسجونين مقربين من بوتفليقة.
وأشارت الوثيقة، إلى أنه سيتم "اعتماد طريقة تسوية ودية (لم توضحها) تضمن استرداد الأملاك المختلسة".
كما تعتزم الحكومة، بحسب الوثيقة، "مراجعة الإطار التشريعي المتعلق بالوقاية من تبييض الأموال وتمويل الإرهاب".
وأيضا "مراجعة قانون تنظيم الصرف وحركة رؤوس الأموال من وإلى الخارج، من أجل تفضيل التسوية الودية عبر الإجراءات الجزائية بهدف تعزيز القدرات المالية للبلاد".
ويشرع المجلس الشعبي الوطني (الغرفة الأولى للبرلمان) في مناقشة مخطط عمل الحكومة في غضون الأسبوع المقبل، قبل إحالته على مجلس الأمة (الغرفة الثانية للبرلمان).
لكن معارضين للحكومة وخاصة الناشطين في الحراك يؤكدون أن الحديث عن مكافحة الفساد تظل مجرد وعود ومزاعم مؤكدين ان الفساد لا يزال يستشري في المؤسسات الجزائرية.
وقبل أشهر، أعلنت وزارة العدل أن القضاء حجز على أموال قدرت بـ 850 مليون دولار، إضافة إلى مركبات وعقارات، في إطار تحقيقات فساد حقبة بوتفليقة، متواجدة على التراب الجزائري.
وسبق للرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، التصريح بأن أغلب دول الاتحاد الأوروبي أبدت استعدادها لمساعدة بلاده في استرجاع الأموال المهربة خلال عهد بوتفليقة (1999-2019).
ولا يوجد رقم رسمي حول حجم الأموال المهربة خلال عهد بوتفليقة الذي استقال من الرئاسة في 2 أبريل/ نيسان 2019، تحت ضغط احتجاجات شعبية مناهضة لحكمه اندلعت في 22 فبراير/ شباط من العام نفسه.
لكن عبد القادر بن قرينة، وهو مرشح في انتخابات الرئاسة السابقة، قال في تصريح سابق، إن حجم تلك الأموال يفوق 100 مليار دولار.
وكانت السلطات الجزائرية القت القبض على عدد من جال الأعمال والمسؤولين السابقين البارزين في الدولة على غرار عبدالملك سلال واحمد اويحي واودعتهم السجن في ملفات فساد مالي.