الجزائر تكشف بالتقسيط عن مبادرة لحلّ الأزمة في النيجر

المبادرة الجزائرية تقترح فترة انتقالية بستة أشهر في النيجر، بينما جدد عطاف رفض بلاده الحلّ العسكري، معتبرا أن آثاره ستكون كارثية عبر تغذية بذور صراع طائفي يلوح في الأفق والدفع بجحافل من النيجريين على طريق النزوح والهجرة.

الجزائر - بدأت الجزائر في الكشف عن مبادرتها لإنهاء أزمة الانقلاب في جارتها الجنوبية النيجر، تفضي إلى عودة النظام الدستوري بعد 6 أشهر، في وقت ترفض فيه أي تدخل عسكري في البلد الذي تتقاسم معه حدودا بنحو 1000 كلم وتعتبره تهديدا مباشرا لأمنها القومي.

وقال عطاف في مؤتمر صحفي بالجزائر العاصمة إن "الرئيس عبدالمجيد تبون قرر إطلاق مبادرة لحل الأزمة في النيجر تقوم على أولوية الحل السياسي ورفض اللجوء إلى الخيار العسكري"، مضيفا أن "المبادرة هي خلاصة لمشاورات واتصالات تمت منذ اليوم الأول للانقلاب العسكري في النيجر".
وأوضح وزير الخارجية الجزائري أن المبادرة تقوم على 6 محاور، دون أن يوضح تفاصيلها كاملة، مشيرا إلى أنها "ستكون محور مشاورات خلال أيام على ثلاثة مستويات، الأول داخلي في النيجر بين مختلف الأطراف والثاني جهوي مع دول الجوار وأعضاء المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) والثالث دولي مع البلدان الداعمة للمسار السلمي لحل الأزمة".
وبين أن المبادرة الجزائرية تقوم على ترتيبات بمشاركة جميع الأطراف دون إقصاء لمدة 6 أشهر وتحت إشراف سلطة مدنية بشخصية توافقية تقود النيجر وتفضي إلى استعادة النظام الدستوري في نهايتها.
وأشار إلى أن بلاده تقترح مؤتمرا دوليا حول التنمية في الساحل وحشد تمويل البرامج التنموية قي المنطقة والتي من شأنها دعم الاستقرار في هذه الدول.
ولفت عطاف إلى أن سفير بلاده لدى نيامي كانت له 3 لقاءات مع الجنرال عبدالرحمن تشياني الذي قاد الانقلاب في النيجر وتحدثا عن ضرورة العودة للنظام الدستوري والديمقراطي في البلاد، دون مزيد من التفاصيل حول هذه اللقاءات.
وفي السياق نفسه عبر وزير خارجية الجزائر عن رفض بلاده التام لفتح أجوائها أمام الطيران العسكري للتدخل في النيجر من منطلق معارضتها الشديدة لهذه الخطوة، بينما رفضت باريس أن تكون قد طلبت من الجزائر استخدام مجالها الجوي في العملية المحتملة.

وجدّد وزير الخارجية الجزائرية رفض بلاده الحلّ العسكري لما ينتج عنه من "آثار كارثية" عبر "تغذية بذور صراع طائفي يلوح في الأفق والدفع بجحافل من النيجريين على طريق النزوح والهجرة، والخطر المحدق بتدشين بؤرة صراع جديد في المنطقة تشكّل حاضنة إضافية للإرهاب والجريمة المنظمة بجميع أشكالها وتفتح باب المجهول واللامحسوب على مصراعيه أمام النيجر وأمام المنطقة برمتها".

وكان عطاف قد زار قبل أيام غانا ونيجيريا وبنين الأعضاء في مجموعة "إيكواس" لبحث حل الأزمة في النيجر سياسيا، فيما قام الوناس مقرمان، الأمين العام لوزارة الخارجية الجزائرية، بزيارة النيجر لبحث الأزمة مع مختلف الأطراف في البلاد، حسب بيانات سابقة للخارجية الجزائرية.
وتسعى الجزائر من خلال التحركات الدبلوماسية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة التي دخلتها النيجر عقب إطاحة مجموعة من الضباط بالرئيس محمد بازوم في 26 يوليو/تموز الماضي.
وتعتقد الجزائر بأن فرص التسوية السلمية ما زالت قائمة، وأن خيار استخدام القوة الذي تلوح به "إيكواس" ضد قادة الانقلاب في النيجر "تهديد مباشر لها".
وتطالب دول "إيكواس" (تضم 15 دولة) وفرنسا قادة انقلاب النيجر بإطلاق سراح بازوم وإعادته إلى منصبه وهو ما قوبل بالرفض حتى الآن.