الجزائر تنهي ترددها في التنسيق مع حفتر لحل الأزمة الليبية

وزير الخارجية الجزائري يجري مباحثات مع القائد العام للقوات الليبية المسلحة في بنغازي بعد فترة من استضافة الجزائر اجتماعا لدول الجوار الليبي.
مشاورات جزائرية مع حفتر لدعم اتفاق هش لوقف إطلاق النار
محادثات بنغازي تشمل دور الجزائر في دعم إعادة الاستقرار إلى ليبيا

بنغازي (ليبيا) - أجرى وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم محادثات مع القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر في بنغازي الأربعاء ضمن جهود الوساطة الجزائرية بين الطرفين المتنازعين في ليبيا.

وتأتي زيارة الوزير الجزائري لبنغازي بعد أن استضافت الجزائر اجتماعا لدول الجوار الليبي مباشرة بعد انعقاد مؤتمر برلين الذي شدد على رفضه للتدخل العسكري التركي داعيا الرئيس التركي إلى التوقف عن إرسال المرتزقة إلى طرابلس.

ونشطت الجزائر دبلوماسيتها بعد انتخاب عبدالمجيد تبون رئيسا خلفا لعبدالقادر بن صالح، إلا أن الأول أبدى في البداية موقفا أميل لدعم حكومة الوفاق الوطني بدعوى دعم الشرعية.

والشرعية قضية خلافية في ليبيا حيث لم تحصل حكومة الوفاق على الثقة من مجلس النواب الليبي المؤسسة التشريعية الوحيدة ما يفقدها الشرعية حتى وان حصلت على اعتراف أممي.

وباتت الجزائر تدرك أن التدخل العسكري التركي في ليبيا من شأنه أن ينعش الجماعات المتطرفة ويفاقم من الفوضى في الدولة الجارة.

ويرجح أن لقاء وزير الخارجية الجزائري بالمشير خليفة حفتر يأتي في إطار تطويق الخطر الذي بات يمثله التدخل العسكري التركي. كما يشير إلى أن الجزائر باتت أكثر قناعة بأنه لا يمكن تجاهل دور قائد الجيش الوطني الليبي في تعزيز الاستقرار وتحصين ليبيا من التدخلات الخارجية.

وأفاد المكتب الإعلامي للمشير حفتر أن الرجلين بحثا "آخر التطورات" في ليبيا بالإضافة إلى "دور الجزائر في دعم إعادة الاستقرار" إلى هذا البلد الذي تمزقه الحرب.

وأشاد المصدر بـ"الدور الإيجابي للدولة الجزائرية الذي يعمل على إيجاد حل للأزمة" في ليبيا.

وكانت الجزائر عرضت الخميس الماضي في برازافيل استضافة "منتدى للمصالحة الوطنية" بين أطراف الأزمة الليبية بحسب لجنة الاتحاد الإفريقي المكلفة بـ"إيجاد حلول" للنزاع.

وكثفت الجزائر التي تشترك مع ليبيا بحدود يبلغ طولها ألف كيلومتر المشاورات في الأسابيع الأخيرة محاولة العمل من أجل تسوية سياسية لنزاع يهدد الاستقرار الإقليمي.

وتقول مصادر إن دول الجوار الليبي المعنية أكثر بتسوية الأزمة تسعى لتفعيل دورها في تسوية الأزمة الليبية وتتحرك على الأرجح لسحب البساط من تحت أقدام الرئيس التركي الذي يلقي بثقله في ليبيا ضمن أجندة التمدد في المنطقة ودعم جماعات الإسلام السياسي.

وتشهد ليبيا التي لديها أكبر احتياطي نفطي في إفريقيا حالة من الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي في عام 2011 بعد تمرد وتدخل عسكري بقيادة فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة.

ومنذ أبريل/نيسان 2019، تدور معارك على أبواب طرابلس بين قوات حكومة الوفاق الوطني التي تعترف بها الأمم المتحدة وقوات الجيش الوطني الليبي.

ويخوض الجيش الوطني حربا على الإرهاب ونجح في تطهير شرق ليبيا من الجماعات المتطرفة ليوسع لاحقا عملياته إلى غرب البلاد وصولا إلى العاصمة طرابلس التي تهيمن عليها جماعة الإخوان المسلمين والميليشيات المتشددة الموالية لها.

ودخل وقف هش لإطلاق النار حيز التنفيذ في 12 يناير/كانون الثاني، فيما تستمر الجهود الدولية والعربية لضمان عدم انهياره.