الجزائر في حرج دولي إزاء الموائد المستديرة حول الصحراء

المغرب يشيد بقرار مجلس الامن الدعوة الى استئناف المفاوضات بمشاركة الجزائر التي اعلنت الاسبوع الماضي رفضها العودة إلى محادثات المائدة المستديرة "رفضا رسميا لا رجعة فيه".

الامم المتحدة – اشاد المغرب الجمعة بقرار مجلس الامن الدعوة الى استئناف المفاوضات حول الصحراء المغربية بمشاركة الجزائر التي ظلت طرفا في المفاوضات لكنها اعلنت الاسبوع الماضي رفضها الرسمي القاطع العودة الى ما تسمى "الموائد المستديرة".
ودعا مجلس الأمن الدولي الجمعة إلى استئناف المفاوضات "بدون شروط مسبقة وبحسن نية". وتمت الموافقة على هذا النص الذي صاغته الولايات المتحدة مع امتناع روسيا وتونس عن التصويت.
وجاء في النص أنه يجب استئناف المفاوضات تحت رعاية المبعوث الأممي الجديد الإيطالي ستافان دي ميستورا "بهدف الوصول إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول للطرفين".
من جهته، أشاد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة الجمعة "بقرار مهم بالنظر لسياقه.  يقدم أجوبة مهمة على مناورات الأطراف الأخرى".
وشدد بوريطة في مؤتمر صحافي على أهمية "تأكيد مجلس الأمن على أن الموائد المستديرة بمشاركة الجميع هي الآلية الوحيدة لتدبير المسلسل السياسي"، وأن "القرار يحدد الأطراف الحقيقية للنزاع بدعوته الجزائر للمشاركة بمسؤولية وبشكل بناء في هذا المسلسل".
وكانت الجزائر، التي قطعت مؤخرا علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، أعلنت الأسبوع الماضي رفضها العودة إلى محادثات المائدة المستديرة "رفضا رسميا لا رجعة فيه".

مجلس الأمن عَرّى الادعاءات والأكاذيب التي تروج لها الجزائر وصنيعتها البوليساريو بشأن حرب هوليودية مزعومة بالصحراء المغربية

وكانت شاركت إلى جانب المغرب وبوليساريو وموريتانيا في آخر محادثات رعتها الأمم المتحدة، لكنها توقفت بعد استقالة المبعوث الأممي هورست كولر في أيار/مايو 2019. وخلفه هذا الشهر الدبلوماسي المخضرم دي ميستورا.
وأكد وزير الخارجية المغربي "استعداد بلاده للتعاون مع المبعوث الأممي الجديد حول النزاع في إطار المحددات التي حددها قرار مجلس الأمن".
من جهته قال سفير المغرب الى الامم المتحدة عمر هلال مساء الجمعة خلال مؤتمر صحافي في مقر مجلس الامن ان القرار الأممي "يعزز ويؤكد استمرارية مسلسل الموائد المستديرة بترتيباتها وبالمشاركين الأربعة فيها –المغرب والجزائر وموريتانيا وبوليساريو– كإطار وحيد وأوحد لتسوية" النزاع.
في المقابل أعرب ممثل جبهة بوليساريو لدى الأمم المتحدة سيدي محمد عمار على تويتر عن استيائه إزاء هذا القرار "الذي حكم مسبقا بالفشل على مهمة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة".
وأضاف "أقول بصوت عال وواضح إنه لن يكون هناك أي وقف جديد لإطلاق النار" ما دامت الصحراء تحت السيادة المغربية.
وحول ذلك، قال سفير المغرب لدى الامم المتحدة ان "مجلس الأمن عَرى، في قراره الأخير، الادعاءات والأكاذيب التي تروج لها الجزائر وصنيعتها البوليساريو بشأن حرب هوليودية مزعومة بالصحراء المغربية، وذلك من خلال تجاهله التام لروايتهما الحربية وتأكيده على الهدوء والسكينة والحياة الطبيعية في أقاليمنا الجنوبية".
وتعلن بوليساريو منذ تشرين الثاني/نوفمبر إنهاء العمل باتفاق وقف إطلاق النار الموقع العام 1991، ردا على عملية عسكرية مغربية لإبعاد مجموعة من عناصر جبهة بوليساريو أغلقوا الطريق الوحيد المؤدي إلى موريتانيا المجاورة.
وفي قراره الجمعة أكد مجلس الأمن "مجددا الحاجة إلى الاحترام الكامل للاتفاقات العسكرية المبرمة مع مينورسو المرتبطة بوقف إطلاق النار ويدعو الطرفين إلى الامتناع عن أي عمل من شأنه أن يقوض المفاوضات التي تجريها الأمم المتحدة أو يزيد من زعزعة استقرار الوضع في الصحراء".
ويقدم المغرب الذي يسيطر على ما يقرب من 80% من أراضي المنطقة الصحراوية الشاسعة، مبادرة للحكم الذاتي الموسع تحت سيادته. أما جبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر فتدعو الى الانفصال.