الجزائر كانت ستتدخل بأي طريقة لمنع هجوم حفتر على طرابلس

تبون كان سيخرج عن مبدأ الحياد في الأزمات الخارجية وفي خلاف لما ينص عليه للدستور الجزائري، معلنا أن بلاده كانت تستعد بالفعل للتدخل لوقف تقدم قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر نحو العاصمة الليبية، مجددا تأكيده على أن "طرابلس خط أحمر".
الرئيس الجزائري يتغاضى عن التدخل العسكري التركي في ليبيا
الدبلوماسية الجزائرية لم تكن بالمستوى المطلوب في التعاطي مع الأزمة الليبية

الجزائر - كشف الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون الثلاثاء، أن بلاده كانت مستعد "للتدخل بصفة أو بأخرى" في ليبيا المجاورة لوقف تقدم قوات المشير خليفة حفتر نحو العاصمة طرابلس، كما جاء في مقابلة مع قناة الجزيرة القطرية.

وكانت الجزائر قد أبدت ليونة حيال التدخل العسكري التركي لصالح حكومة الوفاق الوطني الليبية السابقة على خلاف مواقف دول الجوار الليبي الأخرى، خاصة مصر وتونس حيث عارضتا أي تدخل أجنبي في الشأن الليبي.

ودعمت مصر التي تربطها حدود مترامية مع شرق ليبيا، العملية العسكرية التي أطلقها الجيش الوطني الليبي في أبريل/نيسان 2019 والتي توقفت على اثر اتفاق لوقف اطلاق النار كان نتاجا لجولات حوار استضافتها تونس وبرلين ومدينة بوزنيفة المغربية وملتقى سياسية أوسع برعاية الأمم المتحدة.

وردا على سؤال عما كان يعنيه بأن "طرابلس خط أحمر"، قال "كنا نقصد أننا لن نقبل بأن تكون طرابلس أول عاصمة مغاربية وإفريقية يحتلها المرتزقة. كنا سنتدخل".

وعندما سأله الصحافي عما إذا كانت الجزائر تعتزم التدخل "عسكريا"، أجاب تبون "كنا سنتدخل بصفة أو بأخرى ولا نبقى مكتوفي الأيدي"، مضيفا "لما قلنا خط أحمر، حقيقة كان خطا أحمر، فوصلت الرسالة ولم يتم احتلال طرابلس".

وكان الرئيس الجزائري أكد في بيان في يناير/كانون الثاني 2020 عقب استقبال رئيس حكومة الوفاق الوطني سابقا فايز السراج أن "طرابلس خط أحمر نرجو أن لا يجتازه أحد" بينما كانت قوات المشير خليفة حفتر على مشارف العاصمة الليبية.

وفي ذلك الوقت لم يكن الدستور الجزائري يسمح بتدخل الجيش الجزائري خارج الحدود، لكن تعديلا دستوريا في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي بات يتيح لرئيس الجمهورية "إرسال وحدات من الجيش إلى الخارج" بعد موافقة البرلمان.

وأشار تبون في حوار سابق مع مجلة 'لوبوان' الفرنسية إلى أن "الدستور الجزائري أصبح يسمح بتدخل الجيش" في رد على سؤال حول احتمال انسحاب القوات الفرنسية من مالي.

وذكر تبون في المقابلة التي أجرتها قناة الجزيرة والتي استمرت 25 دقيقة أنه دعا في مؤتمر برلين حول ليبيا مطلع عام 2020 إلى "إجراء انتخابات عامة في ليبيا تحت إشراف الأمم المتحدة حتى نعرف من يمثل".

وبعد سنوات من الحرب بين قوات الجيش الوطني الليبي وقوات حكومة الوفاق الوطني، أفضت هدنة رسمية في أكتوبر/تشرين الأول إلى تشكيل حكومة مؤقتة أوكلت إليها مهمة توحيد مؤسسات ليبيا المنقسمة وإطلاق جهود إعادة الإعمار والتحضير لانتخابات في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل.

لكن مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا يان كوبيش أشار الشهر الماضي إلى أن جمودا طرأ على تحقيق تقدّم في مسائل مثل سحب المرتزقة الأجانب وإعادة فتح الطريق الرابط بين شرق البلاد وغربها.

ولا يزال أكثر من 20 ألفا من المرتزقة الأجانب والعسكريين في ليبيا. ومن بين هؤلاء مرتزقة من تركيا وروسيا والسودان وتشاد.

وينتظر أن تستضيف برلين في 23 يونيو/حزيران جولة جديدة من محادثات السلام الليبية على مستوى وزراء الخارجية لـ"مناقشة الخطوات المقبلة التي يحتاج إليها تحقيق استقرار مستدام في البلاد" و"دعم الحكومة الليبية للتمكن من إجراء الانتخابات المقررة في 24 ديسمبر" كما صرح وزير الخارجية الألماني هايكو ماس.