الجسم يحارب الضغوط النفسية بشيب الشعر

دراسة حديثة تجد أن النظام البيولوجي المسبب للشيب المرتبط بالإجهاد الحاد والتوتر يتعلق بآلية 'لا مفر من القتال' التي يستخدمها الجسم في مواجهة الخطر.
الضغوط النفسية تترك أثرا أبيض على الشعر
الإنسان يمتلك نحو مئة ألف بصيلة شعر في فروة رأسه

لندن - تربط دراسة حديثة بين ظهور شيب الشعر والإرهاق من خلال شرح الآلية التي يستخدمها الجسم في مواجهة خطر الضغط النفسي والإجهاد الحاد الذي يؤدي إلى تغييرات في بصيلات الشعر المسؤولة عن صنع الخلايا الصبغية.
قال باحثون من جامعة هارفارد إن الآلية البيولوجية المسببة للشيب المرتبط بالضغط النفسي تتعلق بآلية "لا مفر من القتال" التي يستخدمها الجسم في مواجهة الخطر.
وللتوصل للنتيجة استخدم الباحثون تجارب على الفئران لدراسة كيف يؤثر التوتر على الخلايا الجذعية في بصيلات الشعر المسؤولة عن صنع الخلايا الصبغية، وهي الخلايا التي تنتج الصبغة التي تعطي الشعر لونه سواء أسود أو بني أو أشقر أو أحمر أو ما بين هذه الألوان. ولدى الإنسان عادة نحو مئة ألف بصيلة شعر في فروة رأسه.
واعتقد الباحثون في بادئ الأمر أن الهجمة المناعية الناجمة عن التوتر تستهدف الخلايا الصبغية الجذعية، لكن هذه الفرضية لم تتأكد. وبعد ذلك بحثوا فيما إذا كان هرمون كورتيزول الذي يفرزه الجسم أثناء التوتر هو السبب، لكن ذلك أيضا لم يوصل إلى شيء.

يؤثر التوتر على الخلايا الجذعية في بصيلات الشعر المسؤولة عن صنع الخلايا الصبغية

لكنهم وجدوا أن الجهاز العصبي الودي (السمبثاوي) الذي يتحكم في رد الفعل عند مواجهة الخطر أو ما يطلق عليه آلية "لا مفر من القتال" يلعب دورا محوريا. ويتكون ذلك الجهاز من شبكة أعصاب تمتد في كل مكان بالجسم بما في ذلك الجلد، حيث تمتد مثل شرائط تربط كل بصيلة شعر وتكون قريبة جدا من الخلايا الصبغية الجذعية.
وعندما تعرضت الفئران لألم قصير الأمد أو وُضعت في حالة توتر معملية أفرزت هذه الأعصاب مادة كيماوية تأخذها الخلايا الجذعية في بصيلات الشعر التي تخزن الخلايا الصبغية.
وأوضحت يا-تشيه شو الأستاذة المساعدة المتخصصة في الخلايا الجذعية وعلم الأحياء التجديدي في جامعة هارفارد أن "ذلك يعني أنها لا تترك شيئا. في غضون بضعة أيام يُستنفد مخزن الخلايا الجذعية التي تجدد الصبغة. وفور النفاد، لا يمكن تجديد الصبغة".
ويعد شيب الشعر واحدا من الآثار العديدة التي يتركها الضغط النفسي على جسم الإنسان. وهذه النتائج يمكن أن توجه تطوير علاج للشيب المرتبط بالتوتر أو ربما لتغيرات أخرى يحدثها التوتر في الأنسجة، لكن الدراسة تقول إن هذا لن يحدث في المستقبل القريب.