الجماعة الإسلامية في لبنان تدعو إلى استلهام التجربة التركية

الجماعة الإسلامية في لبنان تروّج لتركيا باعتبارها القوة الإقليمية الأقدر على حماية المكوّن السنّي في لبنان.
عزام الأيوبي: السنّة في لبنان يتطلعون إلى تركيا

بيروت – أثارت الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان عزام الأيوبي جدلا بدعوته إلى اللبنانيين إلى "استلهام" التجربة التركية في المرحلة المقبلة في وقت تعاني منه البلاد من التدخلات الخارجية من سيطرة إيرانية عن طريق حزب الله.

وقال متابعون إن الأيوبي يدعو إلى استنساخ صورة "سنّية" من تجربة العلاقة بين حزب الله وإيران بقوله إن "استلهام التجربة والنموذج التركي بالنسبة للبنانيين شيء مهم ومطلوب في المرحلة المقبلة".

وروج لتركيا حامية المكوّن السنّي في لبنان، أسوة بالنظام الإيراني الذي يقدم نفسه على أنّه حامي الشيعة، حيث قال إن "المسلمين السنة في لبنان يتطلعون إلى أية قوة يمكن أن تدعمهم من أجل التوازن الداخلي، وذلك نتيجة شعورهم بحال الضعف أمام المكونات الأخرى".

وجاءت تصريحات الأيوبي خلال ندوة نظمها منتدى الدراسات والبحوث تحت عنوان "النهضة التركية وأثرها على الطائفة السنية في لبنان" عبر منصة زووم وحضرها عدد كبير من الباحثين والناشطين والمهتمين من لبنان والخارج.

وأضاف أن "جزءا مما يشغل تفكير المسلمين السنة في لبنان هو الدور الذي يمكن لتركيا أن تقوم به في البلد لصالحهم، انطلاقا من بحثهم عن سبيل لإعادة التوازن المفقود في لبنان"، معتبرا أن تركيا "تحافظ على التوازنات ولا تتعاطى في ملفات المنطقة انطلاقا من حسابات طائفية أو مذهبية أو عرقية أو ما سوى ذلك".

وتابع الأيوبي أن "السنة في لبنان يتطلعون إلى تركيا لأنها وقفت خلال العقد الأخير إلى جانب شعوب كانت تشعر بالاضطهاد والمظلومية وأغلب هذه الشعوب كانت من المسلمين السنة"، فيما لفت متابعون إلى أن الوضع مختلف عن رؤيته من زاوية أخرى غير زاوية الجناح اللبناني للإخوان والدليل على ذلك تراجع الإسلاميين في بقية الدول العربية والشعارات التي رفعت في ليبيا وتونس منددة بالتدخل التركي في شؤون هذين البلدين.

وأضاف المتابعون أن دعوة الجماعة الإسلامية تبدو خارج الزمن سواء من حيث الاستنجاد بالخارج في تجربة ملّها اللبنانيون وتعبوا من تبعاتها السياسية كما من حيث السياق الإقليمي الطارد للإسلاميين.

مع ذلك يذهب فريق ثالث إلى اعتبار أن هذه الدعوة تفيد تركيا التي تسعى إلى اجراء بعض التحسينات في علاقتها بمصر والإمارات والسعودية، وهي في المقابل في حاجة أيضا إلى منصات جديدة بعد خفوت صوتها في دول الربيع العربي مع سقوط الإسلاميين.

وكانت أنقرة في السنوات الماضية توظّف في صمت قوتها الناعمة القائمة على جمعيات الإغاثة والمساعدات الإنسانية التي تعمل تحت غطاء الوكالة التركية للتعاون والتنسيق “تيكا” لاختراق المجتمع السنّي.

اتجهت أنقرة على عكس توغلها العسكري المباشر في الكثير من الدول العربية إلى استثمار قوتها الناعمة في التأثير على صانعي القرار هناك من خلال هذه الجمعيات مستغلّة الخلافات داخل المرجعيات الإسلامية السنية في لبنان وتشتتها، وأيضا فتور الدور السعودي والعربي تجاه لبنان.

وإثر انفجار في مرفأ بيروت عرضت أنقرة على السلطات اللبنانية الاستخدام المؤقت لميناء هاتاي التركي إلى أن يعود ميناء بيروت إلى العمل، إضافة إلى الإمدادات الطبية والغذائية التي أحضرها نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي ووزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو دعم خلال زيارتهما إلى لبنان إثر تلك الحادثة التي هزت البلاد.

وقالت جنى جبور، الباحثة في مركز الدراسات والبحوث الدولية بباريس  "تعتبر أنقرة لبنان جزءا من المناطق النائية الخاصة بها"، والأمر لا يتعلق فقط بالنفوذ السياسي بل أيضا بالأجندة التركية في شرق المتوسط واكتشافات الغاز  ودور لبنان في تعديل كفة التحالفات فين دول هذه المنطقة المحورية بالنسبة لتركيا.