الجمع بين تناول المسكنات ومضادات الاكتئاب يهدد بالموت

تناول المسكنات الشائعة بالتزامن مع أدوية الاكتئاب من الممكن أن يؤدي إلى سكتة دماغية أو نزيف معوي قاتل.
سلوك خاطئ بعواقب قاتلة
السكتة الدماغية واحدة من الأسباب الرئيسية للإعاقة

واشنطن - أظهرت دراسة أميركية حديثة، أن تناول مضادات الاكتئاب تزيد خطر حدوث السكتة الدماغية، والنزيف داخل الجمجمة، خاصة عندما يتم تناولها مع مسكنات الألم التي يأخذها البعض عادة دون وصفة طبية.
الدراسة أجراها باحثون في مركز العلوم الصحية بجامعة شمال تكساس الأميركية، ونشروا نتائجها، في العدد الأخير من دورية "الجمعية الاميركية لتقويم العظام". 
أوضح الباحثون أن مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية من بين أكثر الأدوية وصفًا لمواجهة الاكتئاب، لأنها منخفضة التكلفة وفعالة وآمنة نسبيًا، وتعمل على مادة كيميائية في الدماغ تسمى السيروتونين، وتشمل أدوية مثل بروزاك، زولوفت، وباكسيل.
ومع ذلك، فإن هذه العقاقير المضادة للاكتئاب تحمل أيضًا مخاطر النزيف المعوي وداخل الجمجمة عند تناولها مع أدوية أخرى.
وحسب الفريق، فإن الخطر الكبير من تناول مضادات الاكتئاب يحدث عند تناولها بالتزامن مع تناول مضادات الالتهاب اللاسترويدية وهي مسكنات شائعة جدًا للألم يأخذها الناس عادة دون وصفة طبية.
وتشمل مضادات الالتهاب اللاسترويدية عقاقير منها الأيبوبروفين والنابروكسين، ومضادات التخثر مثل الوارفارين، والأدوية المضادة للصفيحات مثل الأسبرين وكلوبيدوغرل.

الخطر الحقيقي يأتي من افتراض أن كل من أدوية الاكتئاب ومسكنات الألم آمنة نسبيًا، لكن الأزمة الكبيرة إذا تم تناولهما معًا؛ وهنا يزيد خطر حدوث النزيف

وفي دراسة أجريت على مرضى يتناولون عقاقير الاكتئاب، وجد الباحثون أن مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية تزيد خطر الإصابة بالنزيف المعوي والدماغي بنسبة 40%، عند تناولها مع مسكنات مضادات الالتهاب اللاسترويدية.
وقال الدكتور وي تشنغ يوت، قائد فريق البحث إن "الخطر الحقيقي يأتي من افتراض أن كل من أدوية الاكتئاب ومسكنات الألم آمنة نسبيًا، لكن الأزمة الكبيرة إذا تم تناولهما معًا؛ وهنا يزيد خطر حدوث النزيف".
وأضاف أن "تناول مضادات الاكتئاب ومسكنات الألم في آن واحد يسبب النزيف المعوي، وفي حالات نادرة يمكن للمرضى أن يصابوا بنزيف داخل الجمجمة يؤدي للسكتة الدماغية، وهو حالة مرضية تهدد الحياة".
وأشار إلى أنه من المهم للأطباء تعليم مرضاهم كيفية التعرف على أعراض النزيف المعوي، مثل ظهور الدم الأحمر الزاهي أو الداكن في البراز.
كما يجب على الأطباء مراقبة مرضاهم عن كثب لرصد أعراض نزيف الجهاز الهضمي خلال أول 30 يومًا من تلقى العلاج بمثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، خاصة إذا كان المرضى يتناولون أدوية متزامنة قد تزيد من خطر النزيف.
وتعتبر السكتة الدماغية واحدة من الأسباب الرئيسية للإعاقة في جميع أنحاء العالم، وتسبب عبئا ثقيلا من الناحية الإنسانية والاقتصادية على المجتمعات.