الجميد الأردني يعيد تشكيل أقدم تماثيل في العالم

مصمم خبير بفنون الطهي ينحت نسخا من تمثال أثري عُثر عليه في المملكة، باستخدام مكون أساسي في المطبخ الأردني يستخدم في تحضير الصحن الوطني في البلاد المعروف بالمنسف.
تماثيل عين غزال موجودة في لوفر أبوظبي ولوفر باريس
الفن والطعام يلتقيان في تماثيل الجميد
طاه أردني يستحدث من الجميد مادة بناء جديدة صديقة للبيئة

عمان - في معرض فني أردني يقف تمثال برأسين، أبيض اللون، ليس كأي تمثال لأنه قطعة فنية قابلة للأكل بشكل آمن.
هذا التمثال الفريد من نوعه أبدعه مصمم أردني خبير بفنون الطهي في إعادة إنتاج لتمثال أثري، عُثر عليه في المملكة، وذلك باستخدام منتج غذائي محلي مشهور، هو الجميد، حليب الماعز المجفف، الذي يعد مكونا أساسيا في المطبخ الأردني ويستخدم في تحضير الصحن الوطني في البلاد المعروف بالمنسف.
ويوضح عمر السرطاوي أنه لاحظ أن الجميد لم تتم الاستفادة منه بالكامل في جميع خصائصه، فقرر إنشاء مواد بناء جديدة منه.
وقال "الجميد أنا باشوفه دايما إنه هو المادة الوحيدة اللي بننفرد فيها إحنا كشعب أردني بالمنطقة هاي كلها. وأنا باشوف إنها مادة كتير لها خصائص مش مستغلينها صح. أنا يعني متدرب بالفعل بالطبخ وعندي خلفية في التصميم، وعم باحاول أدمج الاثنين ببعض لنطلع بمنتج بيدمج الفن مع الأكل نفسه".
وبعد ستة أشهر من التجارب، دمج السرطاوي الجميد بمجموعة متنوعة من المواد الأخرى القابلة للتحلل البيولوجي وطرح منتجا أطلق عليه اسم الجميد كونكريت (الجميد الأسمنتي).

وأضاف السرطاوي "وفيه هلق (حاليا) اتجاه بالعالم انه نطلع بمواد بناء جديدة تكون صديقة للبيئة وتأثيرها على البيئة ما يكون عالي، وعم نطلع بكتير محاولات. ففكرت إنه نعمل واحدة من الجميد وهنا اشتغلت 6 شهور بمواد كلها بتتاكل وعملت المنتج هذا بالآخر اللي هو عملي، ممكن تشكليه، ممكن تعملي منه كتلة، ممكن تعملي منه تمثال".
وبالإضافة إلى تسليط الضوء على التراث المحلي، يعمل منتج الجميد كونكريت أيضا بمثابة مُنبه لأهمية تطوير مواد بناء صديقة للبيئة.
ويوضح السرطاوي أنه على الرغم من ان استخدام هذه المواد في بناء مجسمات كبيرة سيكون مكلفا للغاية، فإنه يبعث رسالة بشأن الحاجة إلى إيجاد بدائل لمواد البناء التقليدية.
واستخدم السرطاوي أسماء جميد كونكريت لإعادة بناء تماثيل عين الغزال التي تعود للعصر الحجري الحديث، والتي تُعرض حاليا في الأردن وفي متحف اللوفر أبو ظبي.
وقال "هلق هذا عين الغزال، هي تماثيل لقوها بالأردن عبارة عن 15 تمثال، أقدم تماثيل بالعالم، عملوها البشرية، وهدول هلق موجودين بالمتحف وفيه منهم بلوفر فرنسا ولوفر أبوظبي. هم أقدم تمثال بالبشرية صار بالأردن. فأنا حسيت إنه هذا بيكون رمز للأردن ممكن نلقي الضوء عليهم من ناحية محلية ودولية يعني على التمثال نفسه. استعملت الجميد عشان أنا باحس هي المادة الوحيدة اللي بتميزنا عن أي شيء تاني".
وعُرضت نسخة السرطاوي من هذه التماثيل خلال أسبوع عمان للتصميم السنوي الذي قدم هذا العام للجمهور أعمالا لأكثر من 250 مبدعا ومصمما وحرفيا من 13 دولة.