الجنوبيون يدعمون الزبيدي في الأمم المتحدة

مشاركة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي تعني للجنوبيين الاعتراف ولو بشكل غير علني بقضيتهم العادلة وبأنهم قوة قادرة على فرض الأمن والاستقرار في اليمن، خصوصا بعد مواجهتهم المجموعات الإرهابية.

نيويورك – يشارك رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني عيدروس الزبيدي، للمرة الأولى في أعمال الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بهدف إسماع صوت الجنوبيين في اليمن إلى العالم، وحظيت هذه المشاركة بالكثير من الضجة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتكتسب هذه المشاركة أهمية خاصة بالنسبة للجنوبيين، إذ اعتبروا أنها تعني الاعتراف ولو بشكل غير علني بقضيتهم العادلة وبأنهم قوة قادرة على فرض الأمن والاستقرار في اليمن، خصوصا بعد مواجهتهم تهديدات المجموعات الإرهابية المتمردة مثل تنظيم القاعدة والحوثيين

وقال الزبيدي، إن قدومه لنيويورك، يهدف إلى لقاء صُناع القرار الإقليمي والدولي، لإعادة قضايا بلادنا إلى واجهة الاهتمام الدولي، مشيرًا إلى أنه سيحرص من خلال المشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، على أن يُسمع العالم والإقليم صوت شعب الجنوب.
وأثارت هذه المشاركة جدلا واسعا بشأن طبيعتها الرسمية وعلاقتها بالقضية الجنوبية، حيث رأى البعض أنها تتعلق فقط بالسلام في اليمن باعتبار الزبيدي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني وليس بصفته رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، إلا أن ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي عبروا عن تضامنهم مع "الريس القايد"، وأكدوا مساندتهم للزبيدي باعتبار أنه يمكن أن يستخدم رئيس الانتقالي منصة الوفد اليمني للدفاع عن مصالح الجنوب، وتسليط الضوء على القضايا الهامة والمطالب الجنوبية، كما يمكنه العمل على تعزيز الوعي بالقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه الجنوب والسعي لتلبية تلك المطالب.
وأضافوا أنه يمكن أن تساهم المشاركة في عقد لقاءات مع صناع القرار المتواجدين في جلسات الأمم المتحدة لشرح القضية وبناء الشراكات مع القوى والأطراف الأخرى.
ووصف القيادي في المجلس الانتقالي، ناصر الخبجي، حضور رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، في جلسات الدورة التي تعقد في نيويورك للجمعية العامة للأمم المتحدة، بالمتقدمة لتطلعات الشعب الجنوبي وقضيته العادلة.

 

وتوالت ردود الفعل المتضامنة مع الزبيدي:

وذكرت دراسة نشرها مركز كارنيغي للشرق الأوسط، إن قضية جنوبي اليمن ومستقبله السياسي، أحد أبرز التحديات التي تواجهها البلاد، مشيرًا إلى أن سيطرة مليشيات الحوثيين على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، أثر بشكل مباشر في مجريات الأحداث بالجنوب.

وتابع إن الأحداث في المحافظات الواقعة جنوبي اليمن، شكلت فرصةً لإعادة تحديد معالم علاقتها بالحكومة المركزية والبلاد.

وحسب المركز، فإن ضعف الحكومة اليمنية التي تحظى باعتراف دولي، أسهم في منح الجنوبيين هامشًا لإدارة شؤونهم الخاصة، والسعي للتصعيد للمطالبة بتطلعاتهم السياسية، ما ظهر جليًّا من خلال تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي عام 2017.

وبالنسبة للجنوبيين، فإن قضية الجنوب اليمني مشروعة، بعد الحرب التي اندلعت في تسعينيات القرن الماضي باسم الوحدة، وحديثًا لعب الجنوبيون في المجلس الانتقالي الجنوبي، وبالتحديد قوات الحزام الأمني، دورًا مهمًا في التصدي للحوثيين الذين سعوا للسيطرة على الجنوب اليمني، بعد سيطرتهم على معظم محافظات الشمال بخلاف مارب.

وتمكن المجلس الانتقالي من صد هجمات المليشيات الحوثية في أكثر من محافظة وسط البلاد وجنوبها، ما مثل عقبة أمام حلم الحوثيين بالسيطرة على اليمن، وفي موازاة ذلك، لعبت قوات الحزم الأمني دورًا في الحد من خطر تنظيم القاعدة وإضعافه في الجنوب.

وبات المجلس الانتقالي الجنوبي ورقة مهمة في الملف اليمني، حيث عول عليه لمواجهة المتمردين ودعم الجيش اليمني، لكنه في المقابل ووجه بانتقادات وحتى هجمات، من قوى منافسة مثل حزب الإصلاح الإخواني.