الجنيه الإسترليني يتكبد خسائر بسبب مأزق بريكست

العملة البريطانية تسجل اكبر خسارة في سبعة أسابيع أمام العملة الأميركية بسبب تمسك الاتحاد الأوروبي بموقفه تجاه محادثات انفصال بريطانيا.

لندن - سجل الجنيه الاسترليني الخميس أكبر خسارة في سبعة أسابيع أمام العملة الأميركية بعد أن قالت مصادر بريطانية وفي الاتحاد الأوروبي إن مفاوضات بريكست وصلت إلى مأزق.

وقال مصدر حكومي إنه لا يوجد ما يشير إلى أن أي شيء سيتغير على مدار الساعات الثماني والأربعين القادمة في محادثات انفصال بريطانيا، مضيفا أن الاتحاد الأوروبي لا يتزحزح عن موقفه.

وهبط الاسترليني 0.73 بالمئة إلى 1.3075 دولار في أكبر خسارة ليوم واحد مقابل العملة الخضراء منذ الثامن عشر من يناير /كانون الثاني. وأثناء الجلسة لامس الاسترليني أدنى مستوى له منذ الخامس والعشرين من فبراير /شباط عند 1.3067 دولار.

لكن العملة البريطانية ارتفعت 0.37 بالمئة أمام العملة الأوروبية إلى 85.55 بنس لليورو بعد أن أرجأ البنك المركزي الأوروبي زيادة محتملة في أسعار الفائدة حتى عام 2020 وقال إنه سيستأنف برنامجا لتقديم قروض رخيصة إلى البنوك.

وكانت أسواق المال البريطانية  شهدت هدوء غربيا في يناير/كانون الثاني إثر الرفض الواسع للنواب البريطانيين لاتفاق بريكست الذي يثير أعلى درجات القلق في عالم الشركات.

ولخص مارك كارني حاكم بنك أنكلترا خلال جلسة استماع الأربعاء 16 يناير /كانون الثاني أمام لجنة المالية في البرلمان البريطاني الوضع بقوله "السوق بحالة انتظار".

وعلق على رد فعل الأسواق بقوله "يبدو أن هناك بعض التخمينات بشأن تمديد مسار(بريكست) وتراجع في أفق غياب الاتفاق".

وتعززت البورصة بأسهم أكثر ارتباطا بالاقتصاد البريطاني التي ستخسر كثيرا في حال الخروج دون اتفاق من الاتحاد الأوروبي، على غرار بنك ار بي اس ومجموعة بي تي بي تايلور ويمبي وشركة الطيران ايزي جت.

البورصة البريطانية
البورصة البريطانية ستخسر كثيرا في حال الخروج دون اتفاق من الاتحاد الأوروبي

وقال كونور كامبل المحلل المالي في لندن "يسود الآن الأسواق البريطانية هدوء غريب".وقال المحلل المالي غاسبر لولر "بالنظر إلى مستوى الشك بشأن السياسة البريطانية وبريكست، لا نتوقع أن يرتفع الجنيه الإسترليني".

ويعكس حذر الأسواق نوعا من الخضوع إزاء الغموض الذي يلف بريكست واستحالة تفضيل هذا السيناريو أو ذاك.

وعنونت صحيفة "سيتي ايه ام" الاقتصادية بالبنط العريض "الفوضى تعم" لتعكس بذلك شعور أوساط الأعمال.

وبدا التشوش على العديد من أصحاب الشركات الذين يخشون أكثر من أي وقت مضى احتمال حدوث بريكست دون اتفاق وانعكاسات ذلك الضارة على الاستثمار وسوق العمل.

وقال مايك حواص المدير العام لجمعية صانعي السيارات وبائعيها بعد تصويت البرلمان "الشركات تحتاج يقينا ويتعين على القادة السياسيين بذل كل ما بوسعهم لمنع أضرار غير قابلة للإصلاح" في قطاع صناعة السيارات.

وحذر ستيفان جونيس المدير العام لجمعية البنوك وشركات التأمين (يو كي فايننس) من أن "الوقت يضغط لتفادي بريكست دون اتفاق يكون كارثيا على الاقتصاد البريطاني".