الجيش السوداني يحقق مكاسب ميدانية جديدة
الخرطوم - أعلن الجيش السوداني مساء الجمعة استعادته السيطرة على مدينة أبوقوتة شمال غربي ولاية الجزيرة وسط البلاد، ومناطق بشرق النيل وحي كافوري بمدينة الخرطوم بحري وسط إصرار على التقدم العسكري وافشال كل الجهود لتحقيق تسوية سياسية واحلال السلام.
وقال متحدث الجيش نبيل عبدالله، في بيان، "أكملت قواتنا المسلحة والقوات المساندة بفضل الله اليوم الجمعة تطهير مدينة أبوقوتة بولاية الجزيرة من قوات المليشيا (الدعم السريع)" مضيفا أنه تم أيضا تحرير "مناطق بشرق النيل وحي كافوري شرق مدينة بحري من قوات المليشيا".
وبذلك، فرض الجيش سيطرته على كل مدن ولاية الجزيرة ما عدا مدينة جياد شمالي الولاية والقرى شمال المدينة الواقعة على بعد 50 كيلو متر من الخرطوم.
كما قال مصدر في الجيش إن "قوات اقتربت من الوصول إلى وسط الخرطوم والسيطرة عليه... وطرد ميليشيا دقلو" مضيفا طالبا عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول التحدث إلى وسائل الإعلام أن "قواتنا من سلاح المدرع تتقدم من عدة محاور".
وأعلن قائد الجيش السوداني السبت اعتزامه تشكيل حكومة انتقالية قريبا وأكد في كلمة ألقاها في مدينة بورتسودان أن الحكومة الجديدة التي وصفها إما بأنها "حكومة تصريف أعمال" وإما "حكومة حرب"، ستتألف من كفاءات وطنية مستقلة.
وأضاف أنها ستكلف بـ"وضع أسس بحيث نستكمل الانتقال إذا كان من خلال فترة انتقالية أو فترة تأسيسية تعد للانتخابات"، متابعا أن "من أهدافها أيضا أن تعيننا في أن ننجز ما تبقى من الأعمال العسكرية الواجب إنجازها وتطهير كل السودان من هؤلاء المتمردين"
كما أعلن أنه سيتم وضع "وثيقة دستورية" قبل تعيين رئيس للوزراء، متعهدا "عدم التدخل في مهامه ولا واجباته". وكان قائد الجيش السوداني قد أعلن عن تعديل وزاري في نوفمبر/تشرين الثاني، استبدل بموجبه أربعة وزراء من بينهم وزيرا الخارجية والإعلام.
وفي خطابه اليوم السبت، استبعد قائد الجيش إجراء مفاوضات مع الدعم السريع ما لم تنسحب قواتها من الخرطوم وغرب كردفان في الجنوب ودارفور في الغرب و"التجمع في مراكز محددة".
وفي 29 يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن الجيش السوداني سيطرته على وسط مدينة بحري شمالي الخرطوم بما فيها جسر المك نمر الرابط بين الخرطوم وبحري للمرة الأولى منذ 21 شهرا.
وذلك بعد يومين من إعلان الجيش فك الحصار عن مقر "سلاح الإشارة" بمدينة بحري، ومقر القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم، للمرة الأولى منذ 21 شهرا.
ويؤكد الجيش السوداني على ضرورة تحقيق الحسم العسكري وقام في الأشهر الأخيرة بالعديد من الحملات العسكرية أدت لاستعادة السيطرة على العديد من المناق والمواقع الاستراتيجية من قوات الدعم السريع.
والشهر الماضي زار قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان مقر القيادة العامة في العاصمة الخرطوم، بعد يومين على استعادة جيشه المبنى الذي كانت تحاصره قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب في أبريل/نيسان 2023.
وتعد استعادة الجيش لمبنى القيادة العامة أكبر انتصار له في العاصمة منذ استعادة أم درمان، المدينة الواقعة على الضفة الغربية للنيل، قبل نحو عام.
وفي المقابل تتراجع قوات الدعم السريع في حربها المستمرة منذ قرابة عامين بسبب الأخطاء الاستراتيجية والانقسامات وصعوبة توفير الإمدادات، وفق ما يرى محللون، بينما لعب الدعم العسكري الذي تحصل عليه الجيش السوداني من العديد من الدول الحليفة دورا بارزا في استعادته السيطرة على العديد من المناطق
وأفادت تقارير سابقة بأن الجيش السوداني تمكن من تدمير 50 بالمئة من مدفعية قوات الدعم السريع بفضل اعتماده على طائرات البيرقدار التركية.
وفي ود مدني، أدى انشقاق أبوعاقلة كيكل، القائد السابق لقوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة، وانضمامه إلى الجيش نهاية العام الماضي، إلى إضعافها.
ولكن الهدف الرئيسي لقوات الدعم السريع يقع على مسافة ألف كيلومتر غرب الخرطوم، وهو السيطرة على الفاشر، المدينة الكبرى الوحيدة في دارفور التي ما زالت خارج سيطرتهم.
والفاشر المحاصرة منذ مايو/أيار 2024، قد تصبح اليوم الهدف الرئيسي لقوات الدعم السريع التي يُرجح أن تجند كل قواتها للسيطرة عليها.
ويخوض الجيش و"الدعم السريع" منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.