الجيش السوري ينتشر على الحدود التركية في صفقة مع الأكراد

الجيش السوري يبدا عملية انتشار في مدينة منبج بعد اتفاق عقد بين قوات شوريا الديمقراطية والنظام في قاعدة جوية روسية.

دمشق - أفادت الإدارة الذاتية الكردية، الأحد، انها توصلت إلى اتفاق مع النظام السوري ينص على انتشار القوات الحكومية السورية على طول الحدود مع تركيا وذلك لمواجهة الغزو التركي وحلفائه من الفصائل.
وافادت الإدارة الذاتية في بيان على صفحتها الرسمية على فيسبوك: "لكي نمنع ونصد هذا الاعتداء فقد تم الاتفاق مع النظام السوري كي يدخل جيش النظام وينتشر على طول الحدود السورية التركية لمؤازرة قوات سوريا الديمقراطية".
واضافت الادارة الذاتية أن "هذا الاتفاق يتيح الفرصة لتحرير باقي الأراضي والمدن السورية المحتلة من قبل الجيش التركي".

وبدأ الجيش السوري عملية انتشار في منطقة منبج في ريف حلب الشرقي مساء الْيَوْم الأحد.
وقال صدام الحمد من مجلس منبج العسكري إن وحدات من الجيش السوري انتشرت في منطقة ريف منبج الشمالي الغربي في عدد من القرى.
وأكد الحمد في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية أن " الجيش السوري انتشر الى جانب نقاط انتشار مجلس منبج العسكري " مضيفا بأن القوات السورية تكمل انتشارها خلال الساعات القادمة في منطقة الساجور شمال مدينة منبج ".
وكانت قناة الميادين اللبنانية ذكرت في وقت سابق الأحد أن الجيش السوري سينتشر في غضون 48 ساعة في مدينتي كوباني، التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية بقيادة الأكراد، ومنبج القريبة التي تسيطر عليها قوات حليفة لقوات سوريا الديمقراطية.
وتقع المدينتان ضمن مساحة في شمال سوريا تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية المستهدفة حاليا في هجوم تشنه تركيا مع جماعات من المعارضة السورية المدعومة من أنقرة.
وقال سياسي كردي سوري الأحد إن الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد تعقدان حاليا مفاوضات في قاعدة جوية روسية في سوريا، معبرا عن أمله في التوصل إلى اتفاق من شأنه وقف هجوم تركي.
وقال أحمد سليمان العضو البارز في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا إن المحادثات تجري حاليا في قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية.
ولم يذكر سليمان ما إذا كان له أو لحزبه دور في هذه المفاوضات. ولا صلة لهذا الحزب بقوات سوريا الديمقراطية.
ولدى سؤاله عن تصريحات سليمان، قال مصطفى بالي مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية "لا تعليق... كنا قد أكدنا منذ بداية الغزو أننا سندرس كل الخيارات التي من شأنها تجنيب شعبنا من التطهير العرقي".

كنا قد أكدنا منذ بداية الغزو أننا سندرس كل الخيارات التي من شأنها تجنيب شعبنا من التطهير العرقي

وقال سليمان "نأمل في التوصل الى اتفاق يوقف الحرب الدائرة وخاصة التداعيات الخطيرة والكارثية".
والخطوة الجديدة ستضع تركيا في مازق حقيقي حيث انها ستواجه قوات حكومية وبالتالي فان حديث اردوغان المزعوم عن مكافحة الارهاب في الشمال السوري سيتحول الى غزو واضح للراي العام الدولي وبالتالي سيعري المزاعم التركية.
ودعم الروس للحوار بين الاكراد والقوات الحكومية يضع تركيا كذلك في مواجهة مصالح دولة عظمى وهو امر لا تريده انقرة مع تشديد الخناق عليها دوليا.
وتصاعدت الانتقادات الدولية التي تتعرض لها تركيا بسبب اصرارها على تنفيذ عمليتها العسكرية ضد الاكراد شمال سوريا.
وأعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال استقباله مساء الاحد في باريس المستشارة الالمانية انغيلا ميركل أن الهجوم التركي المستمر على المقاتلين الاكراد في سوريا يهدد بالتسبب ب"وضع انساني لا يمكن تحمله" و"بمساعدة" تنظيم الدولة الاسلامية "في الظهور مجددا في المنطقة".
وقال ماكرون في مؤتمر صحافي مع ميركل "نريد في شكل مشترك أن يتوقف هذا الهجوم. واقتناعنا المشترك بأن هذا الهجوم يهدد من جهة بالتسبب باوضاع انسانية لا يمكن تحملها، ومن جهة أخرى بمساعدة داعش في الظهور مجددا في المنطقة".
وقالت ميركل إنها تحدثت الى الريس التركي طيب إردوغان لساعة الأحد وأبلغته أنه "يجب أن نضع حدا لهذا الغزو التركي".
وتابعت أمام الصحافيين "هناك أسباب إنسانية لذلك" مضيفة "لا يمكننا بعد الآن قبول هذا الوضع ضد الأكراد. يجب إيجاد حل آخر قطعا".
ويضيق الخناق شيئا فشيئا على تركيا لكن الرئيس اردوغان مازال مصرا على تنفيذ هجومه حيث هاجم دولا ترفض الهجوم على سوريا.

مسلحون موالون لتركيا
الخناق يضيق على الاتراك وحلفائهم لكنهم مصرون على مواصلة الغزو

ورفض اردوغان الحديث عن وساطة بينه وبين الاكراد قائلا "هناك من يعرضون الوساطة بيننا وبين التنظيم الإرهابي، كيف أصبح هؤلاء رؤساء حكومات ودول؟ هذا ما لا يمكن فهمه".
وحاول الرئيس التركي التقليل من وقع قرار عدد من الدول حظر الاسلحة على تركيا قائلا ان " أنقرة قادرة على تأمين احتياجاتها من الأسلحة، من مصادر مختلفة حول العالم".
وتساءل أردوغان عن جدوى الشراكة في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، في الوقت الذي تقوم فيه ألمانيا بفرض قيود على صادرات الأسلحة إلى تركيا، مشيرًا أن تركيا تشتري تلك الأسلحة بأموالها، وأنها قادرة على تلبية احتياجاتها من الأسلحة من مصادر مختلفة.
ويبدو من تصريحات اردوغان انه يعيش مازقا حقيقيا وعزلة دولية ستتصاعد في الفترة المقبلة في حال اصر على عمليته العسكرية.