الجيش العراقي يشن عملية عسكرية شاملة لملاحقة مقاتلي داعش

وزارة الدفاع العراقية تؤكد انطلاق عملية عسكرية في ثلاث محافظات بإسناد جوي من مقاتلات ومروحيات جوية.
رغم العمليات العسكرية والامنية المتتالية داعش لا يزال يمثل خطرا
حكمان بالإعدام لمفتي القاعدة في صلاح الدين

بغداد - أعلنت وزارة الدفاع العراقية، الإثنين، انطلاق عملية عسكرية لملاحقة عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي في 3 محافظات بالبلاد.
وأفاد بيان لخلية الإعلام الأمني التابعة للدفاع العراقية، بـ"انطلاق عملية باسم (أسود الجزيرة) في محافظات نينوى وصلاح الدين (شمال) والأنبار (غرب)".
وأوضح البيان أن "القوات البرية العراقية تباشر تنفيذ العملية، بإسناد جوي من مقاتلات ومروحيات جوية عراقية، للبحث والتفتيش عن بقايا عصابات داعش الإرهابية".
وخلال الشهور الأخيرة، زادت وتيرة هجمات مسلحين يشتبه بأنهم من "داعش"، لا سيما في المنطقة بين كركوك وصلاح الدين (شمال) وديالى (شرق)، المعروفة باسم "مثلث الموت".
وشهدت الأشهر القليلة الماضية أكثر من 25 هجوما دمويا ألقى مسؤولون عراقيون بمسؤوليتها على مقاتلي الدولة الإسلامية. وقُتل أكثر من 30 في تفجير في يناير/كانون الثاني في سوق مزدحمة في بغداد.

كما اعلن مجلس القضاء الأعلى في العراق، الإثنين، صدور حكمي إعدام بحق مفتي تنظيم "القاعدة" في محافظة صلاح الدين إثر إدانته بإصدار فتاوى تبيح قتل قوات الجيش والشرطة.
وقال المجلس (يدير شؤون القضاء) في بيان إن "محكمة جنايات صلاح الدين أصدرت حكمين بالإعدام بحق المفتي الشرعي لعصابات القاعدة الإرهابية (لم يذكر اسمه) في محافظة صلاح الدين".
وأضاف أن "الإرهابي اعترف في أقواله بعمله كمفتٍ شرعي في عصابات القاعدة الإرهابية ويعد من مؤسسيها في (قضاء) الشرقاط وجمعته عدة لقاءات بالإرهابي (الزرقاوي)" في إشارة إلى زعيم "القاعدة" في العراق أبو مصعب الزرقاوي الذي قتل في غارة أميركية شمالي البلاد عام 2006.
وأشار البيان إلى أن "الإرهابي اعترف بإصداره فتاوى تفيد بقتل أحد أفراد الجيش وآخر من الشرطة إضافة إلى اشتراكه بعدة جرائم خطف وقتل واستهدافه لقوات البيشمركة (حرس إقليم كردستان شمالي البلاد)".
وأردف أن "المدان هو أيضاً مسؤول شعبة المعلومات لولاية جنوب الموصل وقام بشراء الأسلحة وتوزيع الرواتب على إرهابيي داعش".
وأكد البيان أن "المحكمة أصدرت حكمين بالإعدام بحق الإرهابي استناداً لأحكام المادتين الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب رقم 13 لسنة 2005 و (406) من قانون العقوبات لسنة 1969".
وأعلن العراق عام 2017 تحقيق النصر على "داعش" باستعادة كامل أراضيه، التي كانت تقدر بنحو ثلث مساحة البلاد اجتاحها التنظيم صيف 2014.
إلا أن التنظيم الإرهابي لا يزال يحتفظ بخلايا نائمة في مناطق واسعة بالعراق ويشن هجمات بين فترات متباينة خاصة استهداف حقول النفط في محافظة كركوك والتي تكررت عدة مرات.
وكان الرئيس العراقي برهم صالح اكد في مارس/اذار الماضي عدم شعوره بالرضى عن النفس في محاربة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.
وعُزيت بعض الإخفاقات الأمنية إلى الافتقار للتنسيق بين الجيش العراقي والقوات التابعة لإقليم كردستان شبه المستقل.
وحارب الجانبان تنظيم الدولة الإسلامية لكن العلاقات بينهما تدهورت منذ محاولة الأكراد الفاشلة نيل استقلال كامل عام 2017، وهو مسعى أوقفته بغداد عسكريا.
ومع الحديث المتواتر عن انسحاب القوات الاميركية من العراق تزداد المخاوف من عودة هطر داعش بشكل كبير.
وخفضت الولايات المتحدة قواتها من نحو خمسة آلاف كانت متمركزة للمساعدة في قتال تنظيم الدولة الإسلامية إلى نصف هذا العدد خلال العام الماضي.
ومع خفض التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لعدد قواته في العراق، فمن المتوقع أن يملأ حلف شمال الأطلسي هذا الفراغ بالتدريب والتنسيق مع القوات العراقية، لكنه ليس مفوضا بالمشاركة في العمليات القتالية.
وتطالب فصائل شيعية مسلحة مدعومة من إيران بانسحاب القوات الأميركية بالكامل. وأصبحت هذه الفصائل خصم الولايات المتحدة الرئيسي في العراق منذ هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، وراحت تطالب بالانسحاب بقوة أكبر منذ أن قتلت الولايات المتحدة القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني العام الماضي.