الجيش اللبناني وخصوم حزب الله يتمسكون بالوحدة الوطنية

إعلان حزب الله مقتل أمينه العام أثار حالة من الغضب في أوساط مناصريه وقلقا في لبنان من انقسام سياسي وطائفي.
ميقاتي: لا خيار لدينا سوى الحل الدبلوماسي
حزب الله ينعي علي كركي
سعد الحريري: اغتيال نصرالله عمل جبان مدان جملة وتفصيلا
حزب القوات اللبنانية يدعو مناصريه وعناصره إلى "التزام الصمت"

بيروت – يحاول الجيش اللبناني الحفاظ على السلم الأهلي بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن بغارة اسرائيلية في ضاحية بيروت الجنوبية، إذ يخشى أن يترك تداعيات سلبية في بلد يشهد انقساما سياسيا وطائفيا، وهو ما اتفق عليه الخصوم السياسيون لحزب الله.

وحثّ الجيش الأحد على "عدم الانجرار وراء أفعال قد تمس بالسلم الأهلي" و"الحفاظ على الوحدة"، وقال في بيان "تهيب قيادة الجيش بالمواطنين الحفاظ على الوحدة الوطنية وعدم الانجرار وراء أفعال قد تمس بالسلم الأهلي في هذه المرحلة الخطيرة والدقيقة من تاريخ وطننا". وأكّد استمراره "في اتخاذ التدابير الأمنية اللازمة للحفاظ على السلم الأهلي".

 

واعتبر الجيش أن "العدو الإسرائيلي" يعمل "على تنفيذ مخططاته التخريبية وبث الانقسام بين اللبنانيين".

وأتى ذلك فيما ينفذ الجيش انتشارا داخل العاصمة بيروت التي نزح إليها الآلاف إثر قصف اسرائيلي عنيف على معاقل حزب الله في جنوب لبنان وشرقه وضاحية بيروت الجنوبية، على ما أكّد مسؤول في الجيش،

وأثار إعلان حزب الله مقتل أمينه العام حسن نصرالله الشخصية الشيعية الأبرز في لبنان، حالة من الغضب في أوساط مناصريه وقلقا في لبنان. كما أكد الحزب الأحد مقتل القيادي علي كركي في غارة إسرائيلية استهدفت بعض قياديي الجماعة في لبنان وعلى رأسهم أمينها العام حسن نصر الله.

ودعت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جنين هنيس-بلاسخارت الأحد "في هذه اللحظة الحرجة للبنان" إلى أن "يركز البلد على المصلحة المشتركة التي توحد شعبه: دولة يمكنها أن توفر، بسرعة وحسم، الاحتياجات الأمنية والإنسانية العاجلة".

وحثّ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من جهته اللبنانيين في بيان جاء بعد اجتماع طارئ للحكومة إثر عودته بشكل عاجل من الأمم المتحدة في نيويورك "إلى مواجهةِ ما يجري بمسؤولية وطنية تصون وحدَتَنا ونؤكد تضامننا لأنَّ من أهدافِ العدوِّ الاسرائيليّ ضربَ هذهِ الوحدةِ التي طالما شكّلتْ السلاحَ الأقوى في مواجهةِ مخططاتهِ الاجراميّة".

ميقاتي، الأحد، أن عدد النازحين جراء الضربات الإسرائيلية المتواصلة في لبنان قد يكون وصل إلى "مليون شخص"، معتبرا أن عملية النزوح هذه قد تكون "الأكبر" في البلاد.

وقال ميقاتي خلال مؤتمر صحفي "هناك 778 مركز إيواء، يضمون حتى الآن 118 ألف شخص" لكن "المقدر أن عدد النازحين أكبر بكثير من هذا العدد وقد يصل لحد المليون شخص" نزحوا في الأيام الأخيرة من جنوب البلاد وشرقها ومن الضاحية الجنوبية لبيروت، مضيفا "قد تكون هذه أكبر عملية نزوح حصلت في المنطقة ولبنان".

وأضاف "لا خيار لدينا سوى الحل الدبلوماسي"، وذلك ردا على سؤال بشأن الجهود الدبلوماسية لوقف تصعيد إسرائيل لحدة القتال ضد حزب الله.

وأعلنت الحكومة اللبنانية السبت الحداد الرسمي لثلاثة أيام بدءا من الاثنين على الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بعد ساعات من تأكيد مقتله بغارة اسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية.

ولطالما شكل نصرالله، الذي يعدّ حزبه القوة العسكرية والسياسية الأبرز في لبنان، العدو اللدود لإسرائيل. ومنذ توليه منصبه عام 1992، اكتسب هالة بوصفه قاد حزبا خاض منازلات عدة مع اسرائيل وخرج منها بمظهر المنتصر.

ودعا رئيس الوزراء السابق سعد الحريري السبت اللبنانيين إلى "التعالي عن الخلافات" بعد قتل إسرائيل الأمين العام لحزب الله.

وقال الحريري الذي كان من أبرز خصوم حزب الله السياسيين في لبنان لا سيما بعد اتهام محكمة دولية عناصر في الحزب بقتل والده رفيق الحريري، في بيان "اغتيال السيد حسن نصر الله أدخل لبنان والمنطقة في مرحلة عنف جديدة. إنه عمل جبان مدان جملة وتفصيلا من قِبلنا، نحن الذين دفعنا غاليا من أحبتنا حين صار الاغتيال بديلا للسياسة".

ودعا "في هذه المرحلة إلى التضامن والوحدة" حتى "يبقى لبنان فوق الجميع، فوق الأحزاب والطوائف والمصالح".

وقاد الحريري بعد مقتل والده في 14 شباط/فبراير 2005، ما عُرف آنذاك بفريق "قوى 14 آذار" المناهض لسوريا وحزب الله، حليف النظام السوري.

لكن أزمات متلاحقة عصفت في ما بعد بلبنان، وكان أبرز أبطالها حزب الله بزعامة نصرالله. وحاول الحريري التعايش مع حزب الله، القوة السياسية والعسكرية النافذة والمدعوم من طهران، وشهدت علاقته به مدا وجزرا.

بدوره، طلب حزب القوات اللبنانية المناهض كذلك لحزب الله، من مناصريه وعناصره إلى "التزام الصمت" بعد إعلان مقتل نصرالله، حسب مصدر مقرب من الحزب.