الجيش الليبي: سنحقق مع الطيار البرتغالي وفق القانون الدولي

الطائرة الحربية التابعة لحكومة الوفاق حاولت استهداف قوات الجيش الوطني الليبي في منطقة الهيرة جنوبي طرابلس قبل أن يتم إسقاطها وأسر قائدها.

طرابلس - أكد المركز الإعلامي التابع للجيش الوطني الليبي سقوط طائرة إف 1 يقودها أحد المرتزقة من الجنسية البرتغالية الثلاثاء.

وقال المتحدث باسم المركز الإعلامي لغرفة "عملية الكرامة" التابع للجيش، العقيد خالد المحجوب، إن "الاستعانة بمرتزقة يعد مخالفة صريحة لقرارات مجلس الأمن الدولي من قِبل حكومة الوفاق وتنظيم الإخوان المسلمين والمليشيات التي تتبعهم".

وأكد المحجوب في بيان بث على التلفزيون مساء اليوم الثلاثاء، أن تنفيذ الطيار البرتغالي الذي وقع في الأسر لعدة طلعات أدت لقتل مدنيين.

وكانت قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، قد أعلنت في وقت سابق اليوم الثلاثاء، إسقاط طائرة حربية تابعة لقوات حكومة الوفاق في منطقة الهيرة جنوبي العاصمة طرابلس وأسر طيارها.

وأوضح المحجوب أن "الطيار البرتغالي المرتزق يمثل نفسه ولا يمثل بلاده بالجنسية التي يحملها، ورغم عدوانه وقصف الأبرياء إلا أننا كمؤسسة شرعية قمنا بمعاملته حسب القيم الإسلامية وكذلك علاجه، وجاري التحقيق معه وفق القانون الدولي الإنساني وتشريعات القوات المسلحة الليبية".

وذكرت "شعبة الإعلام الحربي" في بيان مقتضب نشرته عبر حسابها على فيسبوك، أن قوات الجيش الليبي تمكنت من إسقاط طائرة حربية من نوع "ميراج إف1" تابعة لحكومة الوفاق بعد محاولتها تنفيذ استهداف في الهيرة.
وأشارت أنه تم القبض على قائد الطائرة، وهو أجنبي يحمل الجنسية البرتغالية، كما نشرت صورا له مع عدد من أفراد الجيش الليبي وهو يتلقى العلاج.

وأضافت إن اللواء عبدالسلام الحاسي آمر مجموعة عمليات المنطقة الغربية قد أكد تسلمه للطيار البرتغالي التابع للكلية الجوية في مصراته وقد تم منحه الأمن والأمان والعلاج اللازم".

وأوضحت شعبة الإعلام الحربي التابعة للقيادة العامة للجيش الوطني الليبي، أن إلقاء القبض على الطيار الأجنبي سيضع "الرأي العام المحلي والدولي أمام حقيقة الحكومة" التي قال الحاسي "بأنها استأجرته لقتل الليبيين بأموالهم واصفاً إياها بـ" حكومة العار والخزي و المرتزقة ".

وحث قائد الجيش الليبي خليفة حفتر جنوده منذ يومين على القتال بشكل أقوى وتلقين أعدائهم درسا، وذلك بعد ساعات من دعوة الأمم المتحدة إلى هدنة إنسانية لمدة أسبوع في أعقاب شهر من القتال للسيطرة على العاصمة طرابلس.

وقال حفتر خلال تسجيل صوتي بثه المتحدث باسم قواته إن رمضان "شهر جهاد" ولم يكن سببا لوقف المعارك السابقة عندما سيطر على مدينتي بنغازي ودرنة بشرق البلاد مع تعزيز سلطة الجيش المدعوم من مجلس النواب.

وأضاف "أيها الضباط والجنود المقاتلين في قواتنا المسلحة والقوات المساندة أحييكم في هذه الأيام المجيدة وأشد على أيديكم وقوة عزيمتكم لتلقنوا العدو درسا أعظم وأكبر من الدروس السابقة بقوة وثبات كما عرفناكم دائما حتى يتم اجتثاثه من أرضنا الحبيبة".

وأضاف "كونوا أيها الأبطال الأشاوس رجالا بواسل في الموعد أشداء على عدوكم مع الالتزام والمحافظة على أرواح المدنيين وممتلكاتهم". 
وتدور معارك بين الجيش والفصائل التابعة لحكومة فائز السراج منذ الرابع من أبريل/نيسان في جنوب العاصمة الليبية وضاحيتها الجنوبية.
وفي 4 أبريل/ نيسان الماضي، أطلق حفتر عملية عسكرية للسيطرة على طرابلس مقر حكومة الوفاق في عملية قال إنها تهدف إلى "تحرير العاصمة من الإرهابيين والمرتزقة".
وأسفر القتال في طرابلس عن سقوط 392 قتيلا، حسب منظمة الصحة العالمية، الجمعة، ونزوح أكثر من 50 ألف شخص، وفق الأمم المتحدة في اليوم نفسه.
وقال حفتر لجنوده "كونوا أيها الأبطال الأشاوس رجالا بواسل في الموعد أشداء على عدوكم مع الالتزام والمحافظة على أرواح المدنيين وممتلكاتهم".
وعدّدت رسالة حفتر عددا من التعليمات العسكريّة بينها "رصد العدوّ جيداً وتهديد أماكن تواجده، الهجوم السريع والمنظّم لإرباك العدوّ وتحقيق مبدأ المفاجأة، المحافظة على الذّخائر وخاصّةً بعد تحقيق النصر، الانتباه إلى خدع العدوّ وأخذ الحيطة والحذر منها، تنظيم التعاون في ما بينكم من حيث المهام، الخطوط، الوقت".
ومن بين تعليمات قائد الجيش أيضاً "الأخذ في الاعتبار طبيعة أرض المعركة وخواصها ومدى تأثيرها على العمليات الهجوميّة والسرعة في التقدّم".
وقال حفتر في رسالته "يجب على القوّات في حالة انسحاب العدوّ مطاردته باندفاع قويّ، وعدم السّماح له بالهروب والقضاء عليه، وعلى القوّات الجوّية متابعة ذلك".
وكانت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا قد دعت في بيان أصدرته في وقت سابق الطرفين المتحاربين إلى هدنة تبدأ صباح الاثنين بالتزامن مع بدء شهر رمضان.

وتقول قوات حفتر إن طرابلس أصبحت رهينة لميليشيات متطرفة من القاعدة وجماعة الإخوان المسلمين تتلقى دعما من قوى أجنبية تسعى لإيجاد موطئ قدم لها في ليبيا تبعا لمصالحها.

ليبيا
الجيش الليبي حذر حكومة الوفاق من عواقب فتح أبواب ليبيا أمام المقاتلين الأجانب لمساعدتها في القتال

وقال اللواء خيري التميمي مدير مكتب قائد الجيش الوطني الليبي في وقت سابق إن حكومة الوفاق الليبية بأنها أعطت شرعية لميليشيات مسلحة مجرمة كانت في السجون، مؤكدا أن هناك دول أخرى استغلت العبث المنتشر في ليبيا لضرب الأمن القومي.

وأضاف خلال زيارة قام بها الشهر الماضي إلى روسيا أن "من مصالح بعض الدول التي تدعم الميليشيات وحكومة الوفاق الوطني التي يقودها فايز السراج أن "تبقى ليبيا بيت المال للحركات الإسلامية المتطرفة والمرتزقة".

واتهم المتحدث باسم قوات الجيش الوطني الليبي العقيد أحمد المسماري الشهر الماضي تركيا بإرسال عناصر من جبهة النصرة من سوريا إلى العاصمة الليبية للمشاركة في قتال إلى جانب قوات حكومة الوفاق.

وتتهم القيادة العامة للجيش الوطني الليبي أنقرة بتسليح وتمويل ميليشيات موالية لجماعة الإخوان المسلمين تضم مقاتلين أجانب في غرب ليبيا.

وتأتي عملية إسقاط الطائرة في وقت يقوم به فايز السراج بزيارة إلى روما وهي أولى محطات جولة يقوم بها إلى أوروبا بحثا عن دعم دولي لوقف عملية طرابلس.

والتقى السراج اليوم الثلاثاء برئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، ومن المقرر أن يلتقي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برلين في وقت لاحق اليوم، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس غدا الأربعاء.