الجيش الليبي يتقدم نحو طرابلس جنوبا تحت غطاء جوي

المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي يطالب "بعض الدول بعدم المغامرة بمصالحها الاقتصادية في ليبيا من خلال دعمها الميليشيات".
فرنسا تقول إنها "تتحدث مع كافة أطراف" النزاع
الجيش الوطني الليبي يضيق الخناق على قوات حكومة الوفاق
دعوة المجلس العسكري في السودان إلى التعاون ضد المجموعات الإرهابية
أحمد المسماري يكشف عن مشاركة بعض الدول في تدريب ميليشيات طرابلس

طرابلس - تدور معارك عنيفة الجمعة بين قوات الجيش الوطني الليبي وقوات حكومة الوفاق في ضاحية طرابلس الجنوبية، حيث أوقعت المواجهات عشرات القتلى وآلاف النازحين.

وتشن قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر هجوما منذ 4 أبريل/نيسان للسيطرة على العاصمة الليبية مقر حكومة الوفاق في عملية قالت إنها تهدف إلى القضاء على "الإرهابيين والمرتزقة".

ويأمل الجيش الوطني الليبي في بسط سيطرته على غرب ليبيا في حين يسيطر على شرقها وقسم كبير من جنوبها.

في المقابل تقاوم قوات لحكومة الوفاق مع ميليشيات مواليه لها وتؤكد تصميمها لشن هجوم مضاد معمم.

وكشف المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي أحمد المسماري أن "هناك دولًا شاركت بتدريب الميليشيات الموجودة في طرابلس، والتي يقاتلها الجيش بالعاصمة".

وقال المسماري خلال مؤتمر صحفى عقده اليوم الجمعة في بنغازى أن "الجيش يتقدم على سبعة محاور نحو طرابلس رغم مقاومة المليشيات الإرهابية"، مطالبا "بعض الدول بعدم المغامرة بمصالحها الاقتصادية في ليبيا من خلال دعمها الميليشيات".

وفي تعليق على الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس السوداني عمر البشير أمس الخميس، قال المسماري إن "النظام السوداني السابق ساهم في دعم الجماعات الإرهابية في ليبيا"، داعيا "المجلس العسكري في السودان التعاون ضد المجموعات الإرهابية حتى القضاء عليها".

وأشار إلى أن "قوات الجيش الليبي تواصل التقدم نحو العاصمة تحت غطاء جوي، ولا زالت المعارك مستمرة ليلا ونهارا، كما يتم مواجهة عناصر من القاعدة عند أطراف طرابلس، على الرغم من أن هناك حملة إعلامية مضللة تقوم بها بعض الجهات المؤيدة للميليشيات".

وأوضح المسماري إن مليشيات الرئاسي (حكومة الوفاق) استهدفت مساكن المدنيين والجيش يتقدم تحت غطاء جوي".

وبعد مباحثات مطولة وافق الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه الخميس على إعلان دعا الجيش الوطني الليبي إلى "الانسحاب" من العاصمة وكذلك قوات أخرى أتت من مناطق أخرى للقتال.

ورغم هذا النداء اشتدت المعارك الجمعة على عدة جبهات في الضاحية الجنوبية للعاصمة خصوصا عين زارة ووادي الربيع والسواني.

وشاهد صحافيون كانوا وراء خط الجبهة في جانب القوات الموالية لحكومة الوفاق غارة جوية على وادي الربيع.

وتحدث شهود آخرون عن غارة جوية أخرى في تاجوراء في الضاحية الشرقية للعاصمة الليبية استهدفت أكاديمية عسكرية. وقالت المصادر نفسها إن "سحابة من الدخان ارتفعت في السماء من هذا الموقع".

وسمع إطلاق مضادات جوية في هذه المنطقة التي يقع فيها مطار معيتيقة وهو المطار الوحيد العامل في طرابلس والذي استهدف قبل أيام بغارة جوية أعلن الجيش الوطني الليبي مسؤوليته عنه.

وشنت غارة جوية أخرى على ثكنة "مهجورة" جنوب مدينة زوارة قرب الحدود التونسية على بعد مئة كلم غرب طرابلس دون سقوط ضحايا بحسب مصدر أمني على الأرض نسب الهجوم إلى الجيش.

واحتدمت المعارك في ضاحية السواني على بعد 20 كلم جنوب طرابلس ما دفع بعشرات الأسر إلى مغادرة مناطق القتال بحسب مصدر أمني.

ونزح أكثر من ثمانية آلاف شخص جراء المعارك في ضواحي طرابلس نصفهم في اليومين الماضيين كما قالت الأمم المتحدة الجمعة.

وقال ريال لوبلان المتحدث باسم الأمم المتحدة في جنيف للإعلام "إن "حركة النزوح من المناطق التي تأثرت بالاشتباكات في محيط طرابلس في ازدياد".

وأضاف أن "عائلات عدة عالقة في المناطق التي تشهد معارك". والأمم المتحدة قلقة على سلامتهم. يضاف إلى ذلك نقص المواد الغذائية.

وفي بلد غارق في الفوضى منذ الإطاحة بنظام القذافي في 2011 تخشى المنظمات الدولية من أن يدفع المدنيون مرة أخرى ثمن أعمال العنف.

وقتل عشرات الأشخاص منذ 4 أبريل/نيسان وأصيب أكثر من 300 بجروح بحسب منظمة الصحة العالمية الجمعة.

وكانت تمت مساء الخميس الموافقة على مسودة إعلان مشتركة من الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بعد تعديلها.

وفي الإعلان دعا الاتحاد الأوروبي "كل الأطراف إلى الوقف الفوري لكل العمليات العسكرية".

وأضاف "على الجيش الوطني الليبي وكافة القوات التي انتشرت في طرابلس أو ضواحيها الانسحاب واحترام كل الهدنات التي دعت إليها الأمم المتحدة".

في النص أعرب الاتحاد الأوروبي عن "قلقه لمشاركة عناصر إرهابية ومجرمين في المعارك خصوصا أشخاص مدرجة أسماؤهم من مجلس الأمن الدولي".

من جهتها قالت السلطات الفرنسية الجمعة أنها "تتحدث مع كافة أطراف" النزاع الليبي.

وقالت أنياس فون دير موهل المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية "على غرار شركائنا، نتحدث مع كافة أطراف النزاع في ليبيا للتوصل إلى وقف لإطلاق النار".

وأضافت "لم يتم إبلاغنا بالحملة على طرابلس التي نددنا بها على الفور".