الجيش الليبي يجدد قصفه لطائرات تركية في مطاري زوارة ومعيتيقة

أحمد المسماري يؤكد ضرب قواعد تأوي طائرات تركية مسيّرة ويحذر من أن كل من يتعامل مع الجهات الأجنبية سيكون هدفا مشروعا للجيش.

القاهرة - أعلن الجيش الوطني الليبي عن قيام سلاحه الجوي اليوم الجمعة، باستهداف مواقع بمطار زوارة غربي البلاد، لليوم الثاني على التوالي.

وقال الناطق الرسمي باسم قوات الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري على فيسبوك، إن سلاح الجو التابع له قام الجمعة "بإعادة الزيارة لمطار زوارة وذلك بضرب أحد الهناجر (حظيرة طائرات) التي تأوي طائرات تركية مسيّرة.

وأضاف أنه تم أيضا ضرب هناجر تستخدم لإيواء الطائرات المسيرة وذخيرتها شرق منطقة "أبوكماش" بحوالي 1.5 كم، غربي البلاد.

وتابع "وبذلك نكرر أن أي مكان يتعامل مع أي جهة اجنبية يستهدف قواتنا أو سيادة أرض الوطن يعتبر هدفا مشروعا للقوات الجوية العربية الليبية".

وكان المسماري قد أعلن أمس الخميس، قصف هنجرين في مطار زوارة الواقع على بعد نحو 60 كم من الحدود التونسية، وتسويتهما بالأرض، وقال إنه تم تفادي ضرب مهبط وصالة الركاب في المطار.

واعتبر المسماري الاستهداف "رسالة إنذار لأي مكان يتواجد به أي تهديد لمقدرات شعبنا أو لوحدات قواتنا المسلحة".

من جهتها أعلنت حكومة الوفاق اليوم الجمعة، إصابة اثنين من عمال مطار معيتيقة الدولي جراء قصف بصواريخ غراد، شنته قوات الجيش الوطني الليبي بعد استهداف تم ليل الأربعاء-الخميس لنفس المطار بواسطة قذائف صاروخية خلف مقتل حارس أمن وإصابة آخرين بجروح.

وأعلنت إدارة المطار في بيان لها الخميس، إغلاق المجال الجوي أمام حركة الملاحة، وذلك بعد تعرضه لقصف عشوائي.
وأضافت بأنه نتيجة لتعرض المطار للقصف، اضطرت طائرة الخطوط الجوية الإفريقية للهبوط بمطار مصراتة.

وتشهد ليبيا صراعا مسلحا منذ الإطاحة بالرئيس الراحل معمر القذافي في 2011 ويشن الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر منذ أبريل الماضي هجوما للسيطرة على العاصمة طرابلس حيث مقر حكومة الوفاق، في عمليه قال إنها تهدف للقضاء على الميليشيات والإرهابيين فيها.

وتتبادل قوات حكومة الوفاق وقوات حفتر الهجمات ضد المطارات التي يسيطر عليها كل طرف.

وليست هذه المرة الأولى التي تقرر فيها إدارة مطار معيتيقة الدولي إغلاق المجال الجوي أمام حركة الملاحة، حيث اصابت صواريخ المطار في يوليو/تموز ما أدى إلى توقف حركة الملاحة الجوية بعد فترة من عودتها.

واستهدف المطار بهجمات صاروخية في عدة مناسبات في السنوات الأخيرة مع انزلاق ليبيا إلى الفوضى.

وفي مؤتمر عبر الفيديو مع مجلس الأمن الدولي في يوليو/حزيران، دعا الموفد الأممي الى ليبيا غسان سلامة "السلطات في طرابلس إلى "التوقف عن استخدام المطار لأغراض عسكرية".

والشهر الماضي، قامت قوات حفتر بتدمير غرفة عمليات وتحكم رئيسية للطائرات المسيرة التركية في قاعدة طرابلس الجوية، لترد قوات حكومة الوفاق بتدمير طائرات مسيرة تابعة لقوات الجيش الوطني الليبي في منطقة الجفرة بوسط ليبيا.

وبدأ القصف على مطاري زوارة ومعيتيقة وعودة الهجمات المتبادلة، الخميس عقب يوم واحد من انتهاء "الهدنة الانسانية" التي اقترحتها بعثة الأمم المتحدة للدعم لوقف المعارك خلال عيد الأضحى.

وكان الجيش الوطني الليبي أعلن في حزيران/يونيو أن الطيران التابع له استهداف طائرة مسيرة تركية الصنع في مطار معيتيقة دون تسجيل ضحايا أو تأثر حركة الملاحة الجوية.

ووجه الجيش الليبي التهم للنظام التركي بالتورط في دعم حكومة الوفاق والميليشات الداعمة لها بالسلاح بما فيها الطائرات المسيرة واستغلال الموانئ والمطارات الليبية لإيصال تلك المعدات.

وقدمت أنقرة للسلطة في طرابلس المدعومة من ميليشيات مسلحة، طائرات مسيرة وشاحنات ومدرعات في خرق واضح لقرارات الأمم المتحدة التي تحظر السلاح عن ليبيا.

ورغم الحظر الدولي استمرت تركيا في تزويد الجماعات المسلحة وحكومة الوفاق بالمال والسلاح، الأمر الذي يؤجج التوتر بين فرقاء الساحة الليبية وفي دعم من شأنه تقوية الجماعات المتطرفة.

وكان حفتر أمر في حزيران/يونيو قواته بضرب السفن التركية في المياه الإقليمية الليبية وكافة "الأهداف الاستراتيجية التركية" على الأراضي الليبية من شركات ومقار ومشروعات وذلك ردا على التدخل التركي.

وكان الجيش الليبي قد كشف خطط تركيا بتزويد الوفاق طائرات مسيرة وذلك بعد ان تمكن في يونيو/حزيران من استهداف طائرة تركية مسيرة كانت رابضة في مطار معيتيقة شاركت في الإغارة على القوات الليبية.

ويفتح التدخل التركي الواضح في ليبيا تساؤلات حول أهداف أنقرة في منطقة شمال إفريقيا وسط تقارير تكشف تورطا تركيا في إرسال مقاتلين متشددين من إدلب السورية إلى العاصمة طرابلس.