الجيش الليبي يستعيد زمام المبادرة في مواجهة الميليشيات

القوات الجوية تشن هجمات على تجمعات المسلحين الموالين لحكومة الوفاق في بلدة الاصابعة ومحيطها وفي قاعدة الوطية.

انقرة - شن الجيش الوطني الليبي هجمات على تجمعات ميليشيات الوفاق في بلدة الاصابعة ومحيطها وذلك بعد ساعات من سيطرة تلك المجموعات عليها.
وبادر الجيش الليبي وفي بيان فجر الجمعة الى شن غارات جوية على مواقع قوات حكومة السراج داعيا الاهالي الى توخي الحذر والالتزام بالبيوت وعدم الخروج الى للضرورة.

كما شنت القوات الجوية الليبية هجوما على تجمعات الميليشيات في قاعدة الوطية التي سقطت في ايدي المسلحين الاسبوع الحالي.
وقبل ذلك قال اللواء احمد المسماري الناطق باسم الجيش الوطني الليبي إن الفرق الفنية في القوات الجوية تمكنت من صيانة وتمديد صلاحية 4 طائرات حربية كانت متوقفة منذ فترة طويلة. 
 وأضاف المسماري في إيجاز صحفي أن سواعد المهندسين والفنيين والخبراء الليبين تمكنوا من إجراء العمرة والإصلاح. وقام الطيارون بطلعات تجريبية كانت ناجحة حسب معايير استخدام هذه الطائرات.
وافاد المسماري بأن النتائج ستكون باهرة لهذه الطائرات وحان وقت استخدامها بكامل قوتها النارية ما يشير الى قدرة القوات الجوية الليبية على استهداف المجموعات المسلحة رغم بعض التراجع الميداني.
وياتي هذا الرد من قبل الجيش الليبي بعد اعلان صقر الجاروشي قائد القوات الجوية التابعة للجيش الليبي أن "جميع المواقع والمصالح التركية في جميع المدن المحتلة (بليبيا) هدف مشروع لمقاتلات سلاح الجو".
واضاف في بيان قبل ساعات، إن سلاح الجو أوشك على تنفيذ أكبر عملية جوية في تاريخ ليبيا.

وعقب تلك التحذيرات نقلت وكالة "بلومبرج" للأنباء عن المسؤول التركي القول إن بلاده مستعدة تماما للدفاع عن قواعدها وغيرها من المواقع الخاضعة لحمايتها باستخدام الطائرات بدون طيار والسفن الحربية التي جرى نشرها بالقرب من طرابلس.
وحذر من أنه سيتم الرد على أية هجمات تستهدف الأتراك، موضحا أن الرد يمكن أن يشمل مقر حفتر في تهديد خطير هو الاول لمناطق شرق ليبيا الخاضعة لسلطة الجيش.
والخميس اعلن الجيش الليبي اسقاط طائرتين تركيتين مسيرتين فوق مدينة ترهونة جنوب العاصمة في ظرف ساعات قبل ان تتمكنا من قصف مواقع داخل المدينة.
وشنت الميليشيات قصفا بصواريخ الجراد على مدينة ترهونة سقطت في معظمها على الاحياء السكنية 
والخميس قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن وزير الخارجية سيرجي لافروف ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو عبرا عن دعمهما لوقف فوري لإطلاق النار في ليبيا خلال مكالمة هاتفية اليوم الخميس.
وذكر البيان أن الوزيرين طالبا أيضا باستئناف العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة في ليبيا.
وتحدث الوزيران بعد يوم من إعلان الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر تحريك قواته في بعض الخطوط الأمامية بطرابلس وذلك بمناسبة اقتراب حلول عيد الفطر في اطار هدنة من طرف واحد.
ويرى مراقبون ان تركيا لا تزال تمارس سياسة المناورة في الملف الليبي حيث تدعي سعيها لإحلال السلام ووقف إطلاق النار في حين تقوم بتحريض حلفائها وميليشيات الوفاق على التصعيد.
وتساند تركيا حكومة السراج المنبثقة عن اتفاق الصخيرات في العام 2015 والتي دخلت طرابلس في مارس/اذار 2016 واعتمدت في تثبيت نفوذها على ميليشيات إسلامية متطرفة كانت تشكل في الماضي حزاما عسكريا لحكومة خليفة الغويل.
وأجج التدخل العسكري التركي في ليبيا الذي انتقل من السرّ إلى العلن عبر تسليح الميليشيات المتطرفة بأسلحة ثقيلة وطائرات مسيرة وقوات على الأرض وآلاف المرتزقة المتشددين من فصائل سورية سبق أن شكلتها الاستخبارات التركية في ذروة الصراع السوري ومنها كتائب السلطان مراد المؤلفة من نحو 15 ألف مقاتل.
وأثارت التدخلات التركية انتقادات دولية بقيت في حدود الادانة دون تدخل واضح وحاسم لكبح جماح الدعم التركي. 
ورغم القرارات الأممية بحظر الاسلحة على ليبيا واصلت تركيا تسليح الجماعات المتطرفة وتزويدها بالمرتزقة دون خوف من انطلاق عمليات المراقبة من قبل المهمة البحرية "ايريني" التي جاءت متأخرة.