الجيش الليبي يوقف هجومه على طرابلس إستعدادا لجولة ثانية

حكومة السراج تستعين بمتشددين على علاقة بتنظيم القاعدة ومهربين لمواجهة تقدم الجيش الليبي ما يؤكد مخاوف حفتر من تحول العاصمة إلى معقل للتنظيمات الإرهابية.
مهربون فرضت عليهم الامم المتحدة عقوبات يقاتلون الى جانب حكومة السراج
باريس تدعم رواية الجيش الليبي حول تواجد متشددين في طرابلس
قطر تطالب بفرض حظر للسلاح على الجيش الليبي خوفا من هزيمة المتطرفين في طرابلس

طرابلس - توقفت عملية القائد العسكري القوي خليفة حفتر للسيطرة الخاطفة على العاصمة الليبية، لكنه لن يواجه على الأرجح ضغوطا حقيقية من الخارج للانسحاب لأن وصول خصوم متشددين يعزز دعوته للحرب على "الإرهاب".

وتقدم الجيش الليبي بقيادة حفتر إلى ضواحي طرابلس قبل نحو أسبوعين، وتوقعت حدوث انشقاقات وتحقيق النصر في غضون يومين وخروج النساء للاحتفال في الشوارع.

لكن حكومة رئيس الوزراء فائز السراج استطاعت وقفهم في الضواحي الجنوبية ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير لجماعات مسلحة سارعت لتقديم العون من الفصائل الليبية المختلفة في غرب البلاد.

وكان حفتر (75 عاما)، وهو ضابط كبير سابق في جيش معمر القذافي، يحشد قواته ويكثف الضربات الجوية في حملة يقول إنها ضرورية لاستعادة النظام والقضاء على المتشددين.

بيد أن محللين يقولون إن هذا يوحد خصوم حفتر خلف السراج الذي يفتقر إلى القوات النظامية ويحتاج إلى المساعدة، لكنه قد يجد صعوبة في السيطرة عليهم كلما طال أمد الحرب.

وأفسد تجدد الصراع خطة الأمم المتحدة لإحلال السلام في ليبيا بعد تأجيل مؤتمر للمصالحة الوطنية هذا الأسبوع. ويهدد أيضا بتعطيل إمدادات النفط من الدولة العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وإطلاق موجة جديدة من المهاجرين عبر البحر صوب أوروبا.

إسلاميون في طرابلس

ويدعم حجة حفتر وداعميه ،التي تقوض دعوات إيطاليا الدولة المستعمرة لليبيا سابقا ودول أخرى للتوصل لحل سياسي، وصول متشددين في الأيام الأخيرة لمساعدة قوات السراج.

ومن بينهم صلاح بادي القيادي في ميناء مصراتة القريب والذي له صلات بإسلاميين وربما له هو نفسه طموحات للسيطرة على طرابلس. وفي مقاطع مصورة من خط المواجهة ظهر بادي وهو يوجه الرجال بالإضافة إلى مهرب للبشر فرضت الأمم المتحدة عقوبات عليه.

وأظهرت أيضا هذه المقاطع المصورة مشاركة بعض الإسلاميين المتشددين الذين كانوا مرتبطين في السابق بجماعة أنصار الشريعة في القتال.

وأنحت واشنطن باللوم على هذه الجماعة في اقتحام مجمع دبلوماسي أمريكي في بنغازي في 2012 والذي أسفر عن مقتل السفير وثلاثة أمريكيين آخرين.

ودعت فرنسا،التي تملك أصولا نفطية في ليبيا رغم أنها أقل من إيطاليا، إلى وقف لإطلاق النار في الوقت الذي كررت فيه رواية حفتر بوجود بعض المتطرفين وسط المدافعين عن طرابلس.

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي "هناك تبسيط مفرط. ليس فقط حفتر الشخص الشرير الذي يواجه الأشخاص الطيبين في طرابلس ومصراتة. هناك على الجانب الآخر جماعات متحالفة في النهاية مع القاعدة.

هناك على الجانب الآخر جماعات متحالفة في النهاية مع القاعدة

"ربما لو كان المعارضون لحفتر توصلوا لاتفاق معه في 2017 لما كان توازن القوى تغير ضدهم" مشيرا إلى المحادثات المباشرة التي رتبتها فرنسا بين حفتر والسراج في باريس. وحاولت حكومة السراج التقليل من شأن وجود متشددين. وقال محمد سيالة وزير الخارجية في حكومة السراج للصحفيين إنه يوجد على الطرفين أشخاص متهمون بأنهم خارجون على القانون.

وبالفعل شكلت ليبيا معبرا رئيسيا للمتطرفين الذين التحقوا بتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق انطلاقا من مطار طرابلس إلى تركيا ومنها إلى بؤر التوتر وذلك في عهد حكومتي خليفة الغويل المدعومة من الإسلاميين وحكومة السراج.

وجاء في شهادات مقاتلين تونسيين التحقوا بتنظيم الدولة الإسلامية واعتقلوا في سوريا أنهم وجدوا تسهيلات في ليبيا وتركيا لبلوغ وجهتهم.

وبدأ حفتر في 2014 حملته التي سماها "عملية الكرامة" حيث في معركة بنغازي ضد الإسلاميين بصفة أساسية في 2017 ولكن بعضا من خصومه المهزومين موجودون الآن في طرابلس سعيا للثأر.

والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع حفتر في القاهرة الأحد. وقال بيان رئاسي صدر عقب المحادثات إن السيسي شدد على دعم القاهرة "لجهود مكافحة الإرهاب".

وتدعم دول عربية بينها مصر والامارات والسعودية جهود مكافحة الإرهاب في ليبيا مع تنامي نفوذ الميلشيات الاخوانية وتنظيم القاعدة في غرب ليبيا.

وتعتمد حكومة الوفاق على جماعات متطرفة لتحصين سلطتها ضمن تحالفات جعلت طرابلس وليبيا عموما لقمة سائغة للمتطرفين.

مقاتلون ليبيون
متشددون انخرطوا في انصار الشريعة يقاتلون الى جانب حكومة السراج

ويسعى الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر إلى تحرير العاصمة من التنظيمات الإرهابية التي أصبحت مصدر قلق للمنطقة والعالم حيث استغل الإرهابيون غياب الدولة في طرابلس لتنفيذ هجمات إرهابية وصلت إلى حدود أوروبا.

وقالت صحيفة لا ريبوبليكا الإيطالية الثلاثاء إن وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني دعا إلى فرض حظر فعال للسلاح على الجيش الليبي وانسحاب قواته من المناطق التي سيطرت عليها في الآونة الأخيرة. في محاولة لدعم الميليشات والجماعات المتطرفة المساندة لحكومة السراج.

ونقلت الصحيفة عن الوزير قوله في مقابلة إنه يشعر بالرضا بعد أن أبلغه نظيره الفرنسي بأن باريس تعمل في سبيل عقد مؤتمر مزمع للمصالحة الوطنية في ليبيا.

ورد الشيخ محمد على سؤال عن كيف يمكن حل الصراع قائلا حسب ترجمة من الإيطالية إنه يمكن أن يحل عن طريق فرض حظر سلاح فعال على حفتر يمنع هذه الدول التي أمدته بالذخيرة والأسلحة الحديثة من الاستمرار في القيام بذلك.

وأشار فيما بعد إلى السعودية والإمارات ومصر وهي الدول الثلاث التي قطعت علاقاتها بقطر في عام 2017 بعد تورط الدوحة في دعم المتطرفين والارهابين وزعزعة استقرار المنطقة.

وتثبت مواقف قادة قطر المؤيدة للمتطرفين في ليبيا وجهة نظر الدول العربية المقاطعة للدوحة بسبب دعمها المالي والعسكري للمتشددين طيلة سنوات ما تسبب في حروب وفتن داخلية تحملت الشعوب تبعاتها.

ونشب خلاف بين فرنسا وإيطاليا الخميس بشأن أفضل الطرق لمعالجة الصراع الذي تجدد في ليبيا حيث طالبت ايطاليا فرنسا بالامتناع عن مساندة أي فصيل، وذلك بعدما قال دبلوماسيون إن باريس عرقلت إصدار بيان للاتحاد الأوروبي يدعو حفتر لوقف الهجوم.

وقال ماتيو سالفيني نائب رئيس الوزراء الإيطالي لراديو آر.تي.إل "سيكون أمرا بالغ الخطورة إذا اتضح أن فرنسا عرقلت، لأسباب اقتصادية أو تجارية، مبادرة من الاتحاد الأوروبي لتحقيق السلام في ليبيا وساندت طرفا في القتال".

وأضاف "بصفتي وزيرا للداخلية فلن أقف موقف المتفرج".

وتساند إيطاليا حكومة السراج المدعومة من الأمم المتحدة.

ولفرنسا نحو 4500 جندي في المناطق الصحراوية جنوبي وغربي ليبيا، وتريد إلى أقصى حد ممكن ضمان عدم تسلل أي عناصر عبر الحدود.