الجيش الوطني يغلق موانئ النفط في ليبيا

مؤسسة النفط: الانتاج النفطي يتراجع من 1.3 مليون الى نصف مليون ب/ي مع اغلاق موانئ البريقة ورأس لانوف والحريقة والزويتينة والسدرة.

طرابلس - أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط السبت أن قوات الجيش الوطني الليبي أغلقت أبرز موانىء النفط الواقعة في شرق البلاد، وذلك عشية مؤتمر برلين الدولي حول ليبيا الذي سيجمع كل الأطراف المعنية بالنزاع.
وتعاني ليبيا التي لديها أكبر احتياطات نفط في القارة الإفريقية، من العنف وصراعات السلطة منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011.
وتشن قوات الجيش الوطني بقيادة خليفة حفتر، والتي تقع معظم الحقول النفطية تحت سيطرتها، عملية عسكرية لدخول طرابلس وطرد الميليشيات التي تهيمن على حكومة فائز السراج.
وقالت المؤسسة في بيان أنه تم "إيقاف صادرات النفط في موانئ البريقة ورأس لانوف والحريقة والزويتينة والسدرة"، مشيرة الى أن هذا الإغلاق سيؤدي الى تراجع إنتاج البلاد من 1,3 مليون برميل يوميا الى 500 ألف برميل يوميا.
وكانت المؤسسة ومقرها طرابلس حذرت الجمعة من الدعوات الى إغلاق الموانئ النفطية عشية انعقاد مؤتمر برلين الأحد في محاولة لتسوية النزاع المستمر في ليبيا.
وأعلن شيخ قبيلة الزوية العمدة السنوسي الحليق الزوي الجمعة "انطلاق حراك إغلاق الحقول والموانيء النفطية"، مؤكدا أن "الحراك يهدف لتجفيف منابع تمويل الإرهاب بعوائد النفط"، في اشارة الى القوات الموالية لحكومة السراج.
وتستعد العاصمة الألمانية برلين الأحد لاستضافة مؤتمر حول ليبيا بهدف ترسيخ الهدنة الميدانية ومنع التدخلات الأجنبية، لا سيما عبر تقديم الدعم العسكري.
كما سيتم اقتراح حظر على توريد الأسلحة لاطراف النزاع، والعمل على ايجاد توافق سياسي دولي لحل الأزمة الليبية بعيدا من الحل العسكري.
ولا يزال اتفاق وقف إطلاق النار وفق المبادرة التركية الروسية الذي بدأ الأسبوع الماضي، ساريا رغم تبادل الطرفين اتهامات بخرقه.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، حضر طرفا النزاع محادثات في موسكو لترسيخ وقف لإطلاق النار أعلِن عنه بمبادرة روسية تركية، لكن المشير حفتر غادر دون التوقيع على الاتفاق، ما أبقى الهدنة هشة عند أبواب طرابلس.
ويسعى مؤتمر برلين للتوصل الى موقف دولي موحد لوقف النزاع في ليبيا. ومن المتوقع أن يشارك فيه الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى جانب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.
وقال الموفد الدولي الخاص الى ليبيا غسان سلامة في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية أنّ "كل تدخّل خارجي يمكن أن يكون له تأثير مهدئ على المدى القصير"، في إشارة خصوصاً إلى وقف إطلاق النار الهش، مضيفا أنّ "ليبيا تحتاج إلى وقف كل التدخلات الخارجية، إنه أحد أهداف مؤتمر" برلين.
وتلقى حكومة السراج دعماً عسكريا تركيا. وسبق ان اعلنت انقرة عن نشر قوات في ليبيا.
واعتبر الرئيس التركي في مقال نشر في مجلة "بوليتيكو" السبت أن المنظمات "الإرهابية" ستجد موطئ قدم لها في أوروبا إذا سقطت حكومة السراج.
ووافق البرلمان التركي في وقت سابق هذا الشهر على نشر قوات في ليبيا بعد توقيع اتفاق أمني ابرمته طرابلس وأنقرة.
ويفترض أن يؤكد زعماء الدول المشاركة في مؤتمر برلين في بيانهم الختامي على التزامهم بحظر الأسلحة المفروض على ليبيا منذ 2011 والذي لم ينفذ إلى حدّ كبير.
كما يفترض أن يعلنوا دعمهم لإعادة إطلاق العملية السياسية في ليبيا عبر مؤتمر ليبي داخلي مقرر نهاية الشهر في جنيف، بحسب سلامة.