الجيش يصد هجوما على قاعدة جوية جنوب ليبيا

مصادر عسكرية تؤكد ان مسلحين دخلوا قاعدة تمنهنت دون التمكن من السيطرة عليها وان القوات الليبية تلاحقهم في منطقة قريبة منها.
الجيش الليبي يتهم عصابات تشادية بشن الهجوم على القاعدة الجوية
15 سيارة مُسلحة تُهاجم مطار تمنهنت

طرابلس - أكد مصدر عسكري تابع للجيش الليبي الخميس أنهم "صدوا هجوما من قبل مسلحين مجهولين على قاعدة تمنهنت الجوية الخاضعة لسيطرتهم جنوبي ليبيا".
وفي وقت سابق اليوم أكدت مصادر متطابقة أن قاعدة تمنهنت العسكرية (30 كم شرقي سبها) تتعرض لهجوم مسلح مجهول الهوية بينما نقلت صفحات موالية لحكومة الوفاق المعترف بها دوليا ان قوات تابعة للأخيرة هي من نفذ الهجوم وسيطرت على القاعدة.
وقال المصدر العسكري الذي طلب عدم ذكر اسمه أنهم "صدوا ذلك الهجوم الذي تعرضت له القاعدة الجوية".
وعن التفاصيل، أضاف "لم نفقد السيطرة على القاعدة لكي نستعيدها.. فالمهاجمين كانوا عبارة عن 15 سيارة مسلحة ولا تكفي هذه للسيطرة على قاعدة محمية مثل تمنهنت".
لكنه استدرك بالقول "نعم المهاجمين تمكنوا من دخول القاعدة ولكنهم لم يسيطروا عليها".
وعن الوضع حاليا قال المصدر "قواتنا تلاحقهم عند مشروع النخيل القريب من القاعدة حيث تدور الاشتباكات حتى الساعة(12 ت غ)".

وقالت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الليبي بان"المجموعة المهاجمة هي عصابات تشادية وإن التعزيزات العسكرية وصلت قاعدة تمنهنت مع محاصرة العدو".
من جانبها نقلت قناة 218 نيوز (خاصة) عن مصدر محلي بأن قرابة 15 سيارة مُسلحة تُهاجم مطار تمنهنت وتشتبك مع قوة التمركزات الأمنية التابعة لقوات حفتر.
واعلنت قوة تابعة لحكومة الوفاق الوطني الخميس سيطرتها على قاعدة تمنهنت الجوية.
جاء ذلك في بيان لـ"قوة حماية الجنوب" التي تم تشكيلها بعد بدء العمليات العسكرية للجيش الليبي في الجنوب وأغلب عناصرها من التبو، نشرتها على صفحتها الرسمية بـ"فيسبوك".
وقالت القوة بأن "السيطرة على القاعدة جاءت تنفيذاً لتعليمات القائد الأعلى للجيش الليبي (فايز السراج) وفي إطار عملية بركان الغضب لتطهير المدن الليبية".

وتعد قاعدة تمنهنت الجوية العسكرية أهم قاعدة جوية في الجنوب الليبي وهي تشرف على الطريق الواصل بين سبها ومناطق الجفرة التي تتوسط البلاد وتربط مناطق ومدن الجنوب بالشمال.
ويوجد في قاعدة تمنهنت مدرج للطائرات يبلغ طوله قرابة ثلاثة كيلومترات كما يوجد بها ورش لصيانة الطائرات ومصانع رافدة للطيران تنتج فيها قطع طيران خفيفة وبنيت على مساحة 35 كيلومترا مربعا.
وفي 23 مارس/ آذار 2017 أطلق خليفة حفتر "عملية الرمال المتحركة " للسيطرة على قاعدة تمنهنت الجوية وسبها (750 كلم جنوب طرابلس) والتي تتواجد بها القوة الثالثة التابعة لكتائب مصراتة الموالية لحكومة الوفاق لكن العملية توقفت بعد لقاء جمع رئيس حكومة الوفاق فايز السراج وحفتر في ابوظبي.
وبعد ذلك سيطرت قوات حفتر على قاعدة تمنهنت الجوية في 25 مايو/أيار 2017 وذلك بعد انسحاب القوة الثالثة بعد هجوم الاخيرة على قاعدة براك الشاطئ (شمال سبها).
ويقع الجنوب الليبي تحت سيطرة حفتر الذي اعلن في 15 يناير الماضي انطلاق عملية "تحرير الجنوب" ضد من قال انهم مرتزقة وتنظيمات ارهابية ونجح في ذلك بعد شهرين.

نقاتل من أجل كل الإنسانية، ليس فقط من أجل ليبيا. نريد تخليص العاصمة من الإرهابيين

ويؤكد الجيش الليبي إضافة الى تقارير أجنبية ان مجموعات إرهابية تساند قوات حكومة الوفاق في صد تقدم الجيش نحو طرابلس.

وقال الناطق باسم الجيش الوطني أحمد المسماري الاربعاء "نقاتل من أجل كل الإنسانية، ليس فقط من أجل ليبيا. نريد تخليص العاصمة من الإرهابيين".

ووصل متشددون في الأيام الأخيرة إلى طرابلس لمساعدة قوات السراج. ومن بينهم صلاح بادي القيادي في ميناء مصراتة القريب والذي له صلات بإسلاميين وربما له هو نفسه طموحات للسيطرة على طرابلس. وفي مقاطع مصورة من خط المواجهة ظهر بادي وهو يوجه الرجال بالإضافة إلى مهرب للبشر فرضت الأمم المتحدة عقوبات عليه.

وأظهرت أيضا هذه المقاطع المصورة مشاركة بعض الإسلاميين المتشددين الذين كانوا مرتبطين في السابق بجماعة أنصار الشريعة في القتال.

وأنحت واشنطن باللوم على هذه الجماعة في اقتحام مجمع دبلوماسي أمريكي في بنغازي في 2012 والذي أسفر عن مقتل السفير وثلاثة أمريكيين آخرين.

ودعت فرنسا،التي تملك أصولا نفطية في ليبيا رغم أنها أقل من إيطاليا، إلى وقف لإطلاق النار في الوقت الذي كررت فيه رواية حفتر بوجود بعض المتطرفين وسط المدافعين عن طرابلس.

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي "هناك تبسيط مفرط. ليس فقط حفتر الشخص الشرير الذي يواجه الأشخاص الطيبين في طرابلس ومصراتة. هناك على الجانب الآخر جماعات متحالفة في النهاية مع القاعدة.

"ربما لو كان المعارضون لحفتر توصلوا لاتفاق معه في 2017 لما كان توازن القوى تغير ضدهم" مشيرا إلى المحادثات المباشرة التي رتبتها فرنسا بين حفتر والسراج في باريس. وحاولت حكومة السراج التقليل من شأن وجود متشددين. وقال محمد سيالة وزير الخارجية في حكومة السراج للصحفيين إنه يوجد على الطرفين أشخاص متهمون بأنهم خارجون على القانون.

متطرفون يقاتلون الى جانب حكومة الوفاق
ليبيا شكلت معبرا للمتطرفين للقتال في سوريا والعراق

وبالفعل شكلت ليبيا معبرا رئيسيا للمتطرفين الذين التحقوا بتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق انطلاقا من مطار طرابلس إلى تركيا ومنها إلى بؤر التوتر وذلك في عهد حكومتي خليفة الغويل المدعومة من الإسلاميين وحكومة السراج.

وجاء في شهادات مقاتلين تونسيين التحقوا بتنظيم الدولة الإسلامية واعتقلوا في سوريا أنهم وجدوا تسهيلات في ليبيا وتركيا لبلوغ وجهتهم.

وبدأ حفتر في 2014 حملته التي سماها "عملية الكرامة" حيث في معركة بنغازي ضد الإسلاميين بصفة أساسية في 2017 ولكن بعضا من خصومه المهزومين موجودون الآن في طرابلس سعيا للثأر.

وتواصل الأسرة الدولية مساعيها لمناقشة وقف إطلاق نار في ليبيا بعد هجوم الجيش على العاصمة طرابلس حيث مقر حكومة فائز السراج.
وذكر دبلوماسيون في نيويورك أن مشروع قرار كانت عرضته بريطانيا على الدول الـ14 الأخرى الأعضاء في مجلس الأمن الدولي ويطالب بوقف لإطلاق النار والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى مناطق القتال بالقرب من طرابلس بلا شروط، لم يلق إجماعا بعد.
ولا يزال المشروع قيد المناقشات في نيويورك. ووفق دبلوماسي، فإنّ روسيا التي عرقلت الأسبوع الماضي صدور إعلان عن مجلس الأمن يدعو قوات الجيش إلى وقف الهجوم، تواصل إبداء اعتراضات على الإحالات التي تنتقد المشير حفتر. وقال الدبلوماسي "كانوا واضحين. ولا أي إحالة في أي مكان".
ومساء الأربعاء طلبت ألمانيا عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن. ووفق مذكرة أرسلتها البعثة الالمانية الى المجلس، فإن من المتوقع أن يعقد مجلس الأمن اجتماعا مغلقا الخميس "للتشاور حول ايجاد سبل المضي قدما".
ومنذ الرابع من نيسان/ابريل، تراوح قوات الجيش مكانها في جنوب العاصمة وإن كانت تعلن عن اختراقات. وأسفرت المعارك في أسبوعين عن سقوط 205 قتلى على الأقل بينهم مدنيون وإصابة 913 بحسب حصيلة أخيرة أعلنت عنها الخميس منظمة الصحة العالمية.