الجيش يعزز الشرطة في مواجهة السترات الصفراء

السلطات تمنع المحتجين من التجمع في الشانزليزيه خوفا من تجدد عمليات التخريب والمتظاهرون يتحركون في مناطق أخرى من باريس.
متاجر ومؤسسات تعرضت للتخريب في احتجاجات سابقة من قبل ملثمين مجهولين
الحكومة اطلقت على تدخل الجيش اسم 'عملية سنتيال'

باريس - انضمت قوات الجيش الفرنسي إلى الشرطة في باريس السبت للتعامل مع احتجاجات "السترات الصفراء" المستمرة للأسبوع التاسع عشر على التوالي ضد حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون.

ومُنع المحتجون من التجمع في الشانزليزيه بعد نهب متاجر ومؤسسات وعمليات تخريب في مطلع الأسبوع الماضي مما دفع الحكومة إلى استدعاء وحدات من الجيش فيما أطلق عليها اسم "عملية سنتنيال".

وبدأت مجموعات صغيرة من المتظاهرين تتجمع في مناطق أخرى من باريس وغيرها من المدن الفرنسية الكبيرة في أحدث الاحتجاجات والتي بدأت في نوفمبر/تشرين الثاني بعد غضب عام من زيادة الضرائب على الوقود.

وتحولت الحركة إلى رد فعل عنيف وأوسع نطاقا ضد حكومة ماكرون رغم إلغاء الحكومة ضرائب الوقود.

ووقعت أول الصدامات وأعمال النهب الأسبوع الماضي على جادة الشانزيليزيه في باريس التي انتشرت فيها قوات الأمن، حيث قام مشاغبون بنهب محلات تجارية على جادة الشاننزيليزيه.

وقال وزير الداخلية كريستوف كاستانير "خبراء في النهب وإشاعة الفوضى تسللوا وهم ملثمون الى المظاهرة".

وبحسب مشاهد بثها الإعلام حاول محتجون مهاجمة شاحنة للدرك في حين أقام آخرون حواجز على الجادة حيث تجمع آلاف "السترات الصفراء" منذ الصباح.

واستخدمت قوات الامن الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين واوقفت 31 شخصا بحسب حصيلة نشرتها في الساعة 10,30 بتوقيت غرينتش دائرة شرطة باريس.

ووعد مسؤولون عن هذا التحرك "بتجديد التعبئة" السبت رغبة منهم في إثبات عزيمتهم بعد أربعة أشهر على اطلاقه.

وبعد توجيه "مهلة" للحكومة دعوا أنصارهم إلى التجمع في باريس.

وقال اريك درويه وهو سائق شاحنة في المنطقة الباريسية "ننتظر أشخاصا من تولوز وبوردو ومارسيليا وروان" مشيرا إلى مناصرين وصلوا من إيطاليا وبلجيكا وهولندا وبولندا.

ووعد ماكسيم نيكول المسؤول الآخر في السترات الصفراء بيوم "لا ينسى" و"بنهاية أسبوع تعد الأكثر أهمية منذ بدء التحرك".

ويأتي هذا اليوم الجديد من التظاهرات بعد نقاشات نظمت في كل أنحاء فرنسا بمبادرة من السلطات. وترغب الحكومة بذلك في ضبط مشاعر الغضب وتقديم مقترحات في حين يشهد عدد المتظاهرين تراجعا مستمرا في الأسابيع الأخيرة.

وبحسب أرقام الداخلية التي ترفضها الحركة، كان عددهم 28600 في فرنسا السبت الماضي أي أقل ب10 مرات مما كانوا في 17 تشرين الثاني/نوفمبر لدى انطلاق التحرك (282 ألفا).

وتفاديا للاضطرابات وأعمال النهب التي تخللت بعض التظاهرات ونقلتها قنوات عالمية، نشرت أعداد كبيرة من قوات الأمن.

وتم نشر خمسة آلاف عنصر وست آليات مدرعة للدرك في العاصمة حيث ستنظم تظاهرات أخرى خصوصا "مسيرة القرن" من أجل المناخ.الصغيرة.

الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون
الحكومة الفرنسية أطلقت نقاشات وطنية لمحاورة المحتجين

وأعلن في فرنسا في ديسمبر/كانون الأول 2018 نقاش وطني أوجد من جهة منصة للناخبين الغاضبين للتعبير عن معاناتهم، فيما شكّل من جهة أخرى حقل تجارب لماكرون استعدادا لانتخابات البرلمان الأوروبي المقررة في مايو/أيار.

وبعد تراجع شعبيته على مدى أشهر تمكّن الرئيس البالغ من العمر 40 عاما في الأسابيع الأخيرة من تعويض بعض ما خسره من تأييد شعبي بفضل إطلالات سعى من خلالها لإظهار تواضعه.

و انخفضت أعداد المشاركين في احتجاجات السترات الصفراء بشكل كبير مع تراجع ظاهرة احتلال الساحات والمستديرات وكذلك إعداد الحشود المشاركة في تظاهرات السبت.

وترجّح غالبية من المحلّلين أن تشكّل الأزمة نقطة تحوّل في ولاية ماكرون، نظرا لإبرازها حجم الغضب في أوساط العائلات ذات الدخل المتدني في الأرياف والبلدات.