الجيش يفتح جبهة دارفور للحد من هزائمه في الخرطوم

مقتل نحو 40 شخصا في هجمات ينفذها الجيش في مدينة كتم في ولاية شمال دارفور لانتزاع مكاسب ميدانية على حساب الدعم السريع.
البرهان يسعى وراء دعم عسكري مصري لمواجهة تقدم الدعم السريع
الدعم السريع تتمكن من اسقاط مروحية للجيش في ام درمان

الخرطوم - يسعى الجيش السوداني للتصعيد في ولاية شمال دارفور وذلك لتخفيف الضغوط على قواته في العاصمة دارفور وتعويض خسائره بعد تمكن قوات الدعم السريع من تحقيق الكثير من الانجازات الميدانية ومحاصرة بعض مواقع الجيش.
وقال سكان بالعاصمة السودانية إن القتال اشتدت حدته في عدة مناطق بالخرطوم الأحد بعد انتهاء سريان وقف لإطلاق النار، فيما أشار نشطاء إلى اندلاع أعمال عنف جديدة في ولاية شمال دارفور والتحديد في مدينة كتم أودت بحياة 40 شخصا على الأقل وفق تقارير اعلامية.
وأفاد شهود بأن القتال العنيف الذي اندلع يومي الجمعة والسبت أدى إلى حالة من الفوضى في المدينة وهي مركز تجاري وإحدى البلدات الرئيسية في شمال دارفور.
وقالت هيئة محامي دارفور الحقوقية بدورها إن 40 شخصا على الأقل قُتلوا وأصيب العشرات بعضهم من سكان مخيم كساب الذي يؤوي نازحين من اضطرابات سابقة.
بدورها أكدت قوات الدعم السريع في فيديو نشرته في صفحتها الرسمية على الفايسبوك صد هجوم الجيش السوداني في كتم والسيطرة علي حامية اللواء 22.

ومع التراجع الذي يعانيه الجيش السوداني تحدثت تقارير ان قائده الفريق اول عبدالفتاح البرهان طلبا عاجلا إلى القاهرة يستنجد فيه بها ويريد الحصول على مساعدات عسكرية، خاصة في سلاح الطيران، ليتمكن من فك الحصار على قواته في عدد من الجبهات حيث تدعم القاهرة قوات البرهان.
وبدأ وقف لإطلاق النار بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه في 22 مايو/أيار وانتهى أجله ليلة السبت. وأدى وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه السعودية والولايات المتحدة إلى هدوء حدة القتال قليلا والسماح بوصول مساعدات إنسانية محدودة لكن شابته، شأنه شأن غيره من إعلانات وقف إطلاق النار السابقة، عدة انتهاكات. وانهارت يوم الجمعة محادثات كانت تهدف إلى تمديده.
واندلع الصراع الدامي على السلطة في السودان يوم 15 أبريل/نيسان وتسبب في أزمة إنسانية كبيرة نزح خلالها أكثر من 1.2 مليون شخص داخل البلاد وفر 400 ألف إلى دول الجوار.
كما أنه يهدد بزعزعة استقرار المنطقة بأكملها.
وأظهرت لقطات حية الأحد تصاعد أعمدة من الدخان الأسود في سماء العاصمة. وقالت سارة حسن (34 عاما) عبر الهاتف "في جنوب الخرطوم نعيش في رعب من القصف العنيف وأصوات المدافع المضادة للطائرات وانقطاع التيار الكهربائي. نحن في جحيم حقيقي".
ووردت أنباء عن اندلاع قتال في عدة مناطق أخرى منها وسط الخرطوم وجنوبها وبحري.
وقال شهود إن طائرة عسكرية تحطمت في أم درمان وهي واحدة من ثلاث مدن تشكل منطقة العاصمة الكبرى.
ولم يصدر تعليق حتى الآن من جانب الجيش الذي يستخدم طائرات حربية لاستهداف قوات الدعم السريع المنتشرة في أنحاء العاصمة.
وأدت الأعمال القتالية إلى انتشار عمليات النهب والدمار في العاصمة وانهيار الخدمات الصحية وانقطاع الكهرباء والمياه وقلة المتاح من الإمدادات الغذائية.
وشهدت الأيام الماضية أول هطول للأمطار لهذا العام مما يمثل بداية موسم سيستمر حتى أكتوبر/تشرين الأول تقريبا ويؤدي إلى حدوث فيضانات وزيادة مخاطر الإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق المياه.
وقد يقود هطول الأمطار إلى تعقيد جهود الإغاثة التي تضررت بالفعل بسبب التأخيرات الناجمة عن الإجراءات البيروقراطية والتحديات اللوجيستية.
وتقول السعودية والولايات المتحدة إنهما تتواصلان يوميا مع وفدي الجيش وقوات الدعم السريع اللذين لا يزالان في جدة رغم تعليق محادثات تمديد وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي.
وقال البلدان في بيان إن المشاورات تتركز على سبل تسهيل المساعدات الإنسانية والتوصل إلى اتفاق بشأن الخطوات التي يتعين على الطرفين اتخاذها على المدى القريب قبل استئناف محادثات جدة.
وقال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، في منشور على فيسبوك إنه ناقش خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان "مجمل الأوضاع بالسودان في ظل الجهود المبذولة من الوساطة السعودية الأميركية".
ولا يُعرف مكان حميدتي لكنه ظهر في مقطع مصور مع قواته في وسط الخرطوم في وقت سابق.