الحجاب يدخل باب المزايدة السياسية في تركيا مع اقتراب الانتخابات

الرئيس التركي يقترح إجراء استفتاء لوضع ضمانة دستورية للحق في ارتداء الحجاب في مؤسسات الدولة والمدارس والجامعات فيما يرى مراقبون ان الخطوة تهدف الى استغلال الدين في إطار الصراع السياسي مع اقتراب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
المعارضة سعت الى طمأنة المحافظين بعد أن وصفت حظر الحجاب بانه خطأ
اردوغان يسعى للتغطية على فشله حكومته في المجال الاقتصادي بتناول الملفات الدينية

أنقرة - اقترح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان السبت إجراء استفتاء لوضع ضمانة دستورية للحق في ارتداء الحجاب في مؤسسات الدولة والمدارس والجامعات فيما يرى مراقبون ان الخطوة تهدف الى المزايدة واستغلال الدين في اطار الصراع السياسي مع اقتراب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية المقرر تنظيمها في يونيو/حزيران 2023.
وقال إردوغان في كلمة متلفزة مخاطبا زعيم حزب المعارضة الرئيسي كمال كيليجدار أوغلو الذي اقترح وضع قانون لضمان حق ارتداء الحجاب، "إذا كانت لديك الشجاعة، تعال، فلنخضع ذلك للاستفتاء... دع الأمة تتخذ القرار".
واحتدم مؤخرا النقاش حول ارتداء الحجاب في تركيا قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المرتقبة وسط مخاوف من قبل العديد من القوى السياسية من استهداف علمانية الدولة التركية وتركيز دولة دينية.
وتركيا التي كرست العلمانية في دستورها، حظرت لفترة طويلة ارتداء الحجاب في مؤسسات الدولة والمدارس والجامعات، وكذلك في أماكن مثل البرلمان ومباني الجيش. لكن حكومة إردوغان رفعت القيود المفروضة على ارتداء الحجاب في عام 2013.
وعلى عكس التسعينات حينما أثار الموضوع نقاشا حادا، لا تقترح أي حركة سياسية حاليا حظره في تركيا.حتى أن كيليجدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري قال في بداية تشرين الأول/أكتوبر "لقد ارتكبنا أخطاء في الماضي بشأن الحجاب... حان الوقت لتجاوز هذا السؤال وأن يتوقف السياسيون عن تناوله".
ووفق مراقبين، أراد الزعيم المعارض أن يُطمئن الناخبين المحافظين الذين يصوتون تقليديا لحزب العدالة والتنمية بزعامة إردوغان.
وأمام هذه المحاولة لاستقطاب أصوات المحافظين، ردّ الرئيس التركي في مطلع الشهر بدعوة خصمه لتضمين الدستور هذا الحق.
وتساءل إردوغان السبت "هل هناك تمييز بين المحجبات وغير المحجبات اليوم في الوظيفة العامة؟ في المدارس؟ كلا... لقد نجحنا في ذلك".
وأضاف "سنرسل قريبا تعديلا دستوريا إلى البرلمان... ولكن إذا لم يحل الأمر في البرلمان، فسنعرضه على الشعب".
ويرى مراقبون ان مسالة الحجاب اضافة الى مسائل دينية اخرى باتت ملفا للمزايدات السياسية من قبل حكومة حزب العدالة والتنمية التي فشلت في مواجهة التحديات الاقتصادية حيث ارتفع التضخم والعجز كما فقدت الليرة قيمتها.
وكان الرئيس التركي قد قام في 2020 بتحويل متحف ايا صوفيا الى مسجد ما اثار إدانات دولية لكن اردوغان أراد إرضاء التيارات الدينية المؤيدة لنهجه.
ولا تزال التيارات العلمانية تقاوم نهج اردوغان الذي ينزلق بتركيا تدريجيا نحو الأسلمة التي كانت من بين أسباب رفض الاتحاد الأوروبي ضم أنقرة.