الحدود الايرلندية نقطة خلاف صعبة في مفاوضات بريكست

إذا لم تستطع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إقناع قادة دول الاتحاد الأوروبي في اجتماع الفرصة الأخيرة باتفاق يحترم القواعد الأوروبية المشتركة بشأن التجارة والاستثمار، فمن المتوقع أن تنهار المفاوضات.

يونكر يطالب بـ"تقدم جوهري" في مفاوضات بريكست
بروكسل تستعد للسيناريو الأسوأ في مفاوضات بريكست
حركة النقل الجوي قد تتوقف لأسبوع بعد خروج غير منظم لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي

باريس - أكّد رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر الجمعة الحاجة إلى تحقيق "تقدم جوهري" في مفاوضات بريكست، خصوصا في ما يتعلق بمسألة الحدود الايرلندية، لكنه أوضح في المقابل أن المفوضية الأوروبية ودول الاتحاد الأوروبي تعد نفسها لسيناريو "لا اتفاق" محتمل مع بريطانيا بحلول مارس/اذار المقبل.

وقال "بعض الدول تقول إننا ينبغي أن نفعل المزيد" للاستعداد لسيناريو اللا إتفاق.

وأضاف في مقابلة مع صحيفة لوموند الفرنسية "أوّد أن أعتقد أنه سيكون بوسعنا التوصل لاتفاق مع أصدقائنا البريطانيين خلال اجتماع المجلس الأوروبي الأسبوع المقبل والاجتماع المحتمل في نوفمبر (تشرين الثاني)".

وأضاف "لذا نحن بحاجة إلى تقدم جوهري ينبغي أن نبلغه بحلول الأسبوع المقبل"، في إشارة إلى قمة القادة الأوروبيين في بروكسل التي ستناقش ملف بريكست على رأس أولوياتها.

ودعيت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي لمخاطبة قادة الدول الأخرى في الاتحاد الأوروبي خلال مأدبة عشاء في 17 أكتوبر/تشرين الأول، لمنحها فرصة لإقناع نظرائها الـ17 بإمكان التوصل لحل للنقاط الشائكة في مفاوضات بريطانيا للانسحاب من الاتحاد.

واقترح دبلوماسيون أن يجري القادة محادثات تستمر حتى الليل والموافقة على أطر اتفاق خلال وجودهم في بروكسل تمهيدا لمحادثات أوسع في 18 أكتوبر/تشرين الأول.

وإذا لم تستطع ماي أن تنقعهم باتفاق يحترم القواعد الأوروبية المشتركة بشأن التجارة والاستثمار، فمن المتوقع أن تنهار المفاوضات.

ومن بين نقاط الخلاف الرئيسية في محادثات بريكست كيفية إبقاء الحدود مفتوحة بين ايرلندا الشمالية وهي جزء من بريطانيا وجمهورية ايرلندا، العضو في الاتحاد الأوروبي.

ويريد الاتحاد الأوروبي أن تبقى ايرلندا الشمالية متماشية مع اتحادها الجمركي وسوقها الموحدة حتى يتم التوصل إلى اتفاق تجارة أوسع يحل هذه المسألة.

وقال يونكر إن "المسألة الايرلندية فائقة الصعوبة بشكل واضح"، مضيفا "صحيح أننا لم نصل إلى ما يمكننا من التوصل لقرار، لكن الاتحاد الأوروبي ليس هو من فرض الجدل حول مسألة البريطانيين والايرلنديين، إنه القرار البريطاني السيادي الذي أوجد الصعوبات".

وتابع "في أي حال، إذ وجدت ايرلندا نفسها في وضع لا يسمح لها بقبول ما هو معروض، فلن نتوصل لقرار. ايرلندا أولا".

لكنه تدارك "لديّ أسباب جيدة لعدم القيام بذلك، نحن لا نصر بشدة لأن ذلك قد ينظر إليه باعتباره استفزازا في لندن".

وفي مسألة اقتصادية أخرى تتعلق بملف بريكست، قال كريستوفر ديبوس رئيس الخطوط الجوية في توماس كوك اليوم الجمعة إن حركة النقل الجوي قد تتوقف لفترة تصل إلى أسبوع بعد خروج غير منظم لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي بسبب الضبابية التي تحيط بقواعد السفر الجوي مستقبلا.

وتملك شركات الطيران البريطانية حاليا حقوق طيران غير محدودة إلى الاتحاد الأوروبي ومنه، في إطار قواعد الطيران المشتركة للسوق الموحدة.

لكن ديبوس قال إن القواعد التي تحكم حقوق الطيران بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تظل غير واضحة، مضيفا "قمنا بالاستعداد من جانبنا حتى لسيناريو عدم التوصل إلى اتفاق".

وقال ديبوس للصحفيين في برلين "لا يمكن استبعاد توقف حركة الطيران لمدة يوم أو أسبوع" في إشارة إلى الفترة التي تعقب نهاية مارس/آذار 2019 حين تخرج بريطانيا رسميا من الاتحاد الأوروبي.

وتابع "في فترة تتسم بعدم الاستقرار السياسي نحتاج إلى الاستعداد لسيناريو عدم التوصل إلى اتفاق".