الحرائق تتوالى في إيران بلا تفسيرات مقنعة

إيران تسجل انفجارا آخر في مرآب يضم صهاريج وقود غرب البلاد وهو الأحدث سلسلة من الحرائق وقع بعضها في مناطق حساسة، فيما تعيش الجمهورية الإسلامية أسوأ فتراتها على الإطلاق على وقع أزمات متتالية.
ماذا تخفي إيران من وراء حرائق متتالية لم تكشف عن أسبابها؟

طهران - ذكرت وسائل إعلام رسمية الثلاثاء أن انفجارا أشعل النار في صهريج وقود في إقليم كرمانشاه في غرب إيران اليوم الثلاثاء، وهو الأحدث في سلسلة من الحرائق والانفجارات التي وقع بعضها في مواقع حساسة، فيما أثارت هذه الحوادث المتوالية تكهنات بأنها قد تكون نتيجة أعمال تخريبية تنفذها اسرائيل في السر، تفسيرات يراها مطلعون على الشأن الإيراني غير مقتنعة، حيث تسعى  الحكومة في طهران إلى مغالطة الرأي العالم المحلي لصرف النظر عن فشلها في إدارة البلاد.

وتناول مقال نشرته هذا الشهر وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء ما قالت إنه يمكن أن يكون تخريبا قام به أعداء مثل إسرائيل والولايات المتحدة لكن المقال لم يتهم أيا منهما مباشرة.

وتتهم الدولة العبرية الجمهورية الإسلامية بالسعي إلى امتلاك قنبلة نووية في حين تصر طهران على أن برنامجها النووي سلمي بالكامل.

وأعلنت طهران قبل أيام سترد على أي دولة تنفذ هجمات الكترونية على مواقعها النووية، وذلك بعد حريق في منشأة نطنز يقول بعض المسؤولين الإيرانيين إن سببه ربما يكون عملية تخريب إلكتروني، فيما لا تزال الحرائق في إيران تنشب الواحد تلو الآخر.

واشتعلت النيران في صهاريج للوقود مركونة في مرآب النفط في القريبة من كرمنشاه، مما أدى إلى تصاعد دخان أسود كثيف وأثار حالة من الذعر بين السكان.

وذكر حاكم محافظة كرمانشاه لوكالة إيرنا "اندلع الحريق أثناء إصلاح محرك إحدى المركبات الثقيلة في المرآب ثم امتد إلى سبع شاحنات أخرى".

وأفاد متحدث باسم خدمات الطوارئ في البلاد عن إصابة خمسة اشخاص بينهم أربعة من رجال الاطفاء. وأظهرت صور التقطها هواة وبثت على موقع التلفزيون الحكومي دخانًا أسود كثيفًا وسكانا مذعورين.

ونفى الحاكم وقوع انفجار، قائلا "لم يحدث أي انفجار في المدينة اليوم والدخان الأسود في سماء مدينة كرمانشاه مرتبط بهذا الحادث".

وسجلت إيران في الأسابيع الأخيرة سلسلة حرائق وانفجارات متتالية في مواقع عسكرية ومدنية في أنحاء البلاد. وهز انفجاران طهران في أواخر يونيو/حزيران، أحدهما قرب موقع عسكري وآخر في مركز صحي أسفر عن مقتل 19 شخصا.

ووقع حادث مماثل في 2 يوليو/تموز، في مجمّع نطنز النووي (وسط). وأعلنت السلطات الإيرانية في البداية وقوع "حادث"، قبل أن تشير إلى أنّها لن تكشف أسباب ما حصل في الحال "لاعتبارات أمنية". كما وقع انفجار في محطة لتوليد الطاقة في محافظة أصفهان في وسط إيران في 19 تموز/يوليو.

وتشهد إيران منذ صيف العام الماضي موسم الأزمات تتالت، حيث شهدت في نوفمبر/تشرين الثاني احتجاجات دامية على قرار رفع أسعار المحروقات، ثم مقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري قاسم سليماني الذي مثل ضربة قاصمة لطهران، تلاه سقوط الطائرة الأوكرانية التي راح ضحيتها أكثر من 170 شخصا، قبل أن يجتاح فيروس كورونا الجمهورية الإسلامية مسببا حتى الآن في وفاة أكثر من 16 ألف شخص وإصابة نحو ربع مليون آخرين بالوباء أمام عجز السلطات الإيرانية عن الحد من انتشاره إلى الآن.

وما إن خرجت إيران من أزمة إلا ووجدت أخرى في طريقها تفاقم تدهور الأوضاع بالجمهورية الإسلامية على جميع المستويات.

وتكابد طهران للسيطرة على وباء كورونا وتدارك انهيار الاقتصاد الذي يئن تحت وطأة العقوبات الأميركية المفروضة منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018.

وتعزو الحكومة الإيرانية أزماتها المتتالية إلى نظرية المؤامرة الخارجية، لكن مطلعون على الشأن الإيراني يرون أن إيران تغرق في وابل من الأزمات بسبب سياسة النظام الإيراني الفاشلة في إدارة البلاد وانتهاجه سياسة خارجية معادية إقليميا ودوليا، ما عمق عزلتها وأربك قطاعتها الاقتصادية الحيوية.

ويشهد الشارع الإيراني غليان شعبيا، وقد ضاق ضرعا وفق محللين من تدهور الأوضاع في بلاده وسوء إدارة النظام، ما تسبب تراكم الأزمات المتتالية.