الحرب على غزة تعيد تشكيل الرأي العام العربي

تغير المزاج العربي يجعل واشنطن تخسر في تنافسها مع تصاعد سمعة الصين وعودة روسيا في المنطقة.

تونس - نشرت مجلة فورين أفيرز الأميركية نصف الشهرية تقريرا كتبه خبراء 'البارومتر العربي' استندوا فيه إلى أحدث نتائج استطلاع للرأي أجري في تونس، أظهر كيف أن الحرب بين حماس وإسرائيل غيرت الآراء في المنطقة العربية وخلص إلى أن الدعم لحل الدولتين في تراجع مقابل تصاعد دعم إيران والمقاومة المسلحة.

كما أوضح الكثير من المعلقين في الآونة الأخيرة، أن الكلفة المرتفعة في غزة تردد صداها في العالم العربي، مع التأكيد على أهمية وقوة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في تشكيل السياسة الإقليمية. لكن كان من الصعب تحديد لأي مدى أثّرت الهجمات على الآراء العربية، وبأي أشكال.

لكن هذا الأمر يتغير حالياً. ففي الأسابيع السابقة على الهجوم وفي الأسابيع التالية عليه، نفذت الشبكة البحثية غير الحزبية الباروميتر العربي، استطلاع رأي ممثل لمستوى الدولة في تونس، بمساعدة الشريك المحلي "وان أون وان للبحوث والاستطلاعات". وبالصدفة فإن نحو نصف الـ 2406 مقابلة أجريت خلال الأسابيع الثلاثة السابقة مباشرة على يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول والنصف الآخر في الأسابيع الثلاثة التالية على هذا التاريخ.
ونتيجة لهذا يمكن لمقارنة النتائج المنقسمة بالتساوي بدقة كبيرة أن تُظهر كيف غيّر الهجوم والحملة العسكرية الإسرائيلية التي تلته، من الآراء العربية.

والنتائج مدهشة بحسب كتاب التقرير مايكل روبينز وماري كلير روش وأماني جمال وسلمى الشامي ومارك تيسلر، فالرئيس الأميركي جو بايدن حذّر مؤخراً من أن إسرائيل تخسر الدعم العالمي لها بسبب غزة، لكن ليس هذا إلا غيض من فيض. فمنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول شهدت كل دولة مشمولة بالاستطلاع كانت لها علاقات إيجابية أو آخذة في التحسن مع إسرائيل، تراجع تأييد المواطنين التونسيين لها.
وكان أكبر تراجع في الشعبية بين تلك الدول من نصيب الولايات المتحدة، كما أن حلفاء  واشنطن في الشرق الأوسط الذين صاغوا علاقات مع إسرائيل على مدار السنوات الأخيرة تعرضوا بدورهم لتراجع الشعبية فيما يخص الرأي العام التونسي.
وفي الوقت نفسه، شهدت الدول التي ظلّت على الحياد تغيرات طفيفة في توجهات الرأي العام حولها. كما زادت شعبية القيادة الإيرانية التي تعارض إسرائيل بقوة على طول الخط. وليست تونس إلا دولة واحدة من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي منطقة بها اختلافات وتفاوتات كبيرة، ولا يمكن لهذا الاستطلاع أن يخبر الخبراء بكل شيء عن كيف يفكر ويشعر الناس في شتى أنحاء المنطقة.

 لكن تونس تُعد مؤشراً واضحاً وقوياً على التغير الحادث عبر المنطقة. ففي استطلاعات الباروميتر العربي السابقة، كانت آراء التونسيين مماثلة لآراء المواطنين عبر أغلب الدول العربية الأخرى، والتونسيون منفتحون على الغرب لكنهم منفتحون أيضاً على قوى عالمية أخرى، مثل الصين وروسيا.

وتونس بعيدة جغرافياً بعض الشيء عن الآثار المباشرة للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، لكن لها تاريخ من المشاركة المباشرة، إذ استضافت من قبِل منظمة التحرير الفلسطينية. ويمكن للمحللين والمسؤولين أن يفترضوا دون أن يحيدوا عن الصواب، أن آراء الناس في بلدان المنطقة الأخرى قد تغيّرت بقدر مماثل للتغيرات المشهودة في تونس.

وهذه التحولات والتغيرات في الرأي العام كانت دراماتيكية؛ فقلما شهدنا تغيرات على هذا النطاق تحدث في ظرف أسابيع قليلة. لكن هذا التحول الكبير لا يشير إلى ردود فعل متعجلة ومؤقتة من التونسيين. إذا كانت آراء الشعب التونسي قد تغيّرت ببساطة لأنها تدعم تحركات حماس.

 وما كان هذا التغيّر الكبير في الآراء التونسية ليحدث في ظرف يوم من وقوع الهجوم، لكن ما حدث هو أن الآراء التونسية تغيرت تدريجيا قليلا كل يوم، على مدار فترة الأسابيع الثلاثة، والمحصلة النهائية لهذا التراكم هو تحول كبير في الآراء على مدار الفترة كاملة.

ويؤكد الباحثون أن المهم هنا هو أن تغير آراء التونسيين لم يكن نتيجة لهجوم حماس، إنما بسبب الأحداث اللاحقة على الهجوم، وهي بالأساس تزايد الخسائر في صفوف المدنيين جراء العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة. لذلك زادت الحرب قطعا من دعم التونسيين لنضال الفلسطينيين. ومقارنة بمرحلة الاستطلاع التي تمت قبل هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، يتبين أن تونسيين أكثر بكثير حاليا يرغبون في أن يتوصل الفلسطينيون إلى تسوية للنزاع مع إسرائيل باستخدام القوة وليس بالتسوية السلمية.

والرأي العام مهم حتى في النظم غير الديمقراطية، حيث يتعين على القادة أن يقلقوا من الاحتجاجات المحتملة، وحيث تعيد هذه الآراء المتغيرة من تشكيل السياسة في العالم العربي، كما تعيد تشكيلها على مستوى العالم.

وستواجه الولايات المتحدة والحلفاء الإقليميون لها صعوبة كبيرة في التوسع في اتفاقات أبراهام، التي يتم بموجبها تطبيع العلاقات بين دول عربية عديدة وإسرائيل. كما قد تخسر واشنطن في تنافسها مع تصاعد سمعة الصين وعودة روسيا في المنطقة. وربما قد تجد الولايات المتحدة أن الكثير من الحلفاء المقربين مثل السعودية والإمارات قد يصبحون أقل وداً نحو أميركا وأكثر تقبلا لمنافسيها، في سعي هؤلاء الحلفاء إلى تجنب الآثار السلبية لتداعيات الموقف على المستوى الإقليمي. وعلى سبيل المثال منذ الهجوم رحّبت السعودية والإمارات بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في زيارته الأولى للمنطقة منذ غزو أوكرانيا.

كما قد تظهر تداعيات خطيرة للدعم المتزايد للمقاومة المسلحة. فالحرب ضد حماس لم تؤد بعد إلى اتساع النزاع، لكن اضطرت إسرائيل لصد هجمات من حزب الله في لبنان، ويعاني الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من احتمالات تصاعد الاضطرابات وانعدام الاستقرار. وليس من الصعب تخيّل كيف قد يتصاعد الغزو الحالي أو كيف يمكن أن يفتح الباب أمام مستقبل من النزاعات.
 ولدعم الاستقرار في المنطقة يتعين على إسرائيل وحلفائها البحث عن سبل لإنهاء هذه الحرب، ومن ثم السعي سريعاً لتسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني بشكل سلمي.

فقد أوضح استطلاع رأي التونسيين أنهم يفكرون في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني أثناء تقييمهم للولايات المتحدة. وعندما سُئلوا عن أي السياسات الأميركية هي الأهم لهم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، اختاروا بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول الدور الأميركي الممكن في تسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني بنسب أكبر بكثير حيث ارتفعت من 24 بالمئة إلى 59 بالمئة. مقارنة بمن اختاروا دورها في التنمية الاقتصادية حيث تراجعت من 20 بالمئة إلى 4 بالمئة.

لكن حتى الآن، لم تُترجم الآراء المتغيرة حول الولايات المتحدة إلى مكتسبات للصين وروسيا، وكل منهما التزمتا الحياد أثناء الحرب. فقبل هجوم حماس، كانت آراء 70 بالمئة من التونسيين إيجابية تجاه الصين. وبحلول 27 أكتوبر/تشرين الأول زادت هذه النسبة 5 نقاط مئوية فقط. أما عدد من استحسنوا تقوية العلاقات الاقتصادية مع الصين فقد تراجعت من 80 بالمئة إلى 78 بالمئة، وهو تراجع يقع في نطاق هامش الخطأ.
وقبل الهجوم، كان 56 بالمئة من التونسيين لديهم آراء إيجابية تجاه روسيا، مقارنة بـ 53 بالمئة بنهاية فترة البحث. ولقد زادت نسبة من فضلوا تحسين العلاقات الاقتصادية مع موسكو من 72 بالمئة إلى 75 بالمئة.

لكن هنالك بوادر على أن الصين على الأقل يمكنها ربح دعم أكبر على حساب الولايات المتحدة الأميركية. ورداً على السؤال قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول إن كانت سياسات بكين أو واشنطن هي الأفضل تجاه النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، أعرب ثلث التونسيين عن التفضيل للسياسات الصينية. وبنهاية فترة إجراء الاستطلاع، زادت هذه النسبة إلى 50 بالمئة.

وليست القوى الكبرى هي الدول الوحيدة التي اختلفت نظرة التونسيين إليها؛ إذ تغيرت أيضاً آراء المواطنين تجاه عدد من القوى الإقليمية بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول. مثل حال التغيرات في الآراء تجاه واشنطن، تغيرت الآراء كثيراً بناء على كيف تعامل القوى الإقليمية إسرائيل.

فالسعودية على سبيل المثال في الفترة السابقة على الهجوم، كان هناك توقعات على نطاق واسع بأن الرياض ستطبّع العلاقات مع إسرائيل. ومع تنامي الغضب تجاه إسرائيل في أوساط التونسيين خلال الأسابيع اللاحقة على 7 أكتوبر/تشرين الأول، تحولت آرائهم نحو السعودية إلى الجانب السلبي؛ إذ تراجعت شعبية السعودية من 73 بالمئة إلى 59 بالمئة في تونس. وبالمثل، فإن نسبة التونسيين الذين يرغبون في تقوية العلاقات الاقتصادية مع السعودية قد تراجعت من متوسط 71 بالمئة إلى 61 بالمئة. وهذه تغيرات مهمة خاصة لأن الرئيس التونسي قيس سعيد الذي يتمتع بشعبية في تونس لديه علاقات مقربة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

أما الآراء حول تركيا على النقيض فقد ظلت إلى حد بعيد كما هي دون تغيير يُذكر. إذ لطالما سعت أنقرة لتسليط الضوء على مصاب الفلسطينيين وإبداء التعاطف معهم، ولو كان هذا دون تدخلات ملموسة. فكان لدى 68 بالمئة من التونسيين آراء إيجابية حول تركيا قبل وبعد الهجوم. ولقد تراجعت الآراء حول الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من 54 بالمئة إلى 47 بالمئة، لكن نسبة من يرغبون في علاقات اقتصادية أقوى مع تركيا زادت، من 57 بالمئة إلى 64 بالمئة.

إلا أن الحرب في غزة لم تحسّن من آراء التونسيين إزاء تركيا، ربما لأن إدانتها لإسرائيل ظهرت مقيدة إلى حد ما. لكن هناك دولة استفادت بكل وضوح: القيادة الإيرانية. التي تعارض وجود إسرائيل بوضوح وقوة، ولقد أشادت بهجوم حماس. في إعلان صادف هوى الرأي العام العربي، طالب خامنئي في 17 أكتوبر/تشرين الأول بإنهاء قصف غزة ووصف تصرفات إسرائيل بأنها “إبادة جماعية”. ورغم أن الاستطلاع لا يشمل آراء المواطنين حول إيران نفسها، فلقد طرح سؤالاً حول السياسات الخارجية لخامنئي، ويبدو بوضوح أن شعبية هذه السياسات قد زادت في أوساط التونسيين. فقبل الهجوم، كان 29 بالمئة فقط يستحسنون سياساته الخارجية. وبنهاية فترة العمل الميداني للاستطلاع، ارتفعت هذه النسبة إلى 41 بالمئة. وبلغ هذا التحسّن في الشعبية أعلى معدلاته في الأيام التالية على كلمة خامنئي في 17 أكتوبر/تشرين الأول.

الغضب تجاه إسرائيل يتنامى في الدول القريبة والدول المستضيفة للاجئين فلسطينيين، مثل الأردن ولبنان لذلك احتمالات تصاعد العنف جادة وخطيرة

ولم يكن تطبيع العلاقات مع إسرائيل يحظى بالشعبية في أي وقت، لكن بعد الهجوم، تبخّر تماماً أي قدر من الاستحسان للتطبيع في أوساط المواطنين التونسيين. ففي 7 أكتوبر/تشرين الأول كان 12 بالمئة يدعمون التطبيع، وبحلول يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول تراجعت هذه النسبة إلى 1 بالمئة.

كذلك تغيرت الآراء حول النزاع الإسرائيلي الفلسطيني من عدة أوجه مهمة. قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول رداً على السؤال عن السبل المفضلة لدى المواطنين لتسوية النزاع، قال 66 بالمئة من المواطنين التونسيين إنهم يفضلون حل الدولتين بناء على حدود 1967، في حين أعرب 18 بالمئة عن التفضيل لمسار دبلوماسي بديل، مثل حل الدولة حيث تتوفر حقوق متساوية للجميع، أو حل الكونفدرالية. واختار 6 بالمئة فقط بند "حلول أخرى"، وكانت الغالبية العظمى ممن اختاروا “أخرى” تشير إلى المقاومة المسلحة للاحتلال الإسرائيلي، بما قد يشمل القضاء على دولة إسرائيل.

لكن بنهاية فترة العمل الميداني، تبين أن 50 بالمئة فقط من التونسيين يدعمون حل الدولتين. ومن يفضلون حل الدولة الواحدة أو الكونفدرالية تراجعت نسبتهم بواقع 7 نقاط مئوية. أما أكبر نسبة زادت فهي نسبة “حلول أخرى”، التي زادت بواقع 30 نقطة مئوية إلى 36 بالمئة. هنا أيضاً كانت الأغلبية العظمى ممن اختاروا بند “أخرى” يشيرون إلى المقاومة المسلحة.

وتعد تونس بعيدة جغرافياً عن إسرائيل، وإقبال سكانها المتزايد على تحبيذ المقاومة المسلحة لا يُرجح أن يؤثر على الحرب بشكل مباشر. لكن إذا حدثت تغيرات مماثلة في آراء المواطنين عبر دول عربية أخرى، فقد يشتعل القتال على حدود إسرائيل أكثر. ومن المرجح أن الغضب تجاه إسرائيل قد تنامى في الدول القريبة جغرافياً من منطقة النزاع، وفي الدول المستضيفة للاجئين فلسطينيين، مثل الأردن ولبنان. إذن فاحتمالات تصاعد العنف هي احتمالات جادة وخطيرة. خصوصا أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على كل حال معرضة لمخاطر النزاعات الجارية أكثر من أية منطقة أخرى في العالم.

ومع استمرار قصف غزة، فالاتجاه الوحيد المحتمل هنا هو تصاعد هذا الخطر. في حقيقة الأمر حتى بعد انتهاء القتال، فربما تبقى المنطقة في حالة خطر تصاعد النزاع. وهناك جيل جديد رأى أهوال الاحتلال على شاشات التلفزيون وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، بما يشمل صور مأساوية لجثامين القتلى والمعاناة التي تعرضت لها العائلات، وهي مشاهد من الصعب نسيانها.
وهناك نسبة ممن شهدوا على الأحداث قد تختار تمويل الجماعات المسلحة التي تقاتل ضد وجود إسرائيل، أو قد ينضموا إليها أو يساعدوها بأشكال أخرى. وربما يفكر الساسة في  إسرائيل أن هذه الحرب تجعلهم أكثر أمناً، لكن أمن إسرائيل لن يزيد بسبب النزاع.

والحقيقة الأبسط هنا هي أن القضية الفلسطينية ستبقى مهمة للغاية للعالم العربي، ولا يمكن لإسرائيل أن تأمل في الانتصار بالقنابل ببساطة. وهذه القضية لم تفقد زخمها في أعين الجيل الجديد. رغم ما قد تفترضه الكثير من العواصم الغربية والعربية، فلن تتمكن إسرائيل من إبرام اتفاقات السلام مع جيرانها طالما ليس لدى الفلسطينيين دولة. ففي ظرف 20 يوماً فقط، تغيرت آراء التونسيين حول مختلف الأطراف في العالم بشكل قلما نشهده على مدار سنوات. ولا توجد قضية في العالم العربي يتعاطف معها الناس بشكل شخصي وعاطفي بقدر هذه القضية.

والزخم الكبير المشهود حول هذه القضية مدهش للغاية خصوصاً على ضوء تحديات تونس الداخلية. فالدولة تعاني حالياً من تراجع نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي بنسب أعلى قياساً إلى ما قبل ثورة 2010. ومع ذلك لا يزال التونسيون يرغبون في علاقات اقتصادية أضعف مع الولايات المتحدة.

ويخلص التقرير إلى القول بأنه إذا كانت إسرائيل والولايات المتحدة تبحثان بشكل حقيقي عن السلام مع العالم العربي فعليهما تغيير السياسات. والبحث عن سبل لإنهاء الصراع الحالي بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وهذا يعني أن تعمل كل هذه الأطراف بكل حرص نحو تهيئة مستقبل عادل وكريم للشعب الفلسطيني، وهو الأمر الذي يعني إعلاء أولوية حل الدولتين. هذا هو السبيل الوحيد لتغيير قلوب وعقول الناس في الدول المجاورة وإنهاء دورة العنف التي تبتلي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على مدار القرن المنقضي.