الحرس الثوري الإيراني يسخر من بومبيو

قائد إيراني يقول إن شعب بلاده سيرد على موقف واشنطن بتوجيه "لكمة قوية إلى فم وزير الخارجية الأميركي" وموغيريني تؤكد أن لا حل بديل عن الاتفاق النووي.

طهران - استهزأ قائد كبير بالحرس الثوري الإيراني بالتهديدات الأميركية بتشديد العقوبات على بلاده، الثلاثاء، قائلا إن شعب الجمهورية الإسلامية سيرد بتوجيه لكمة إلى فم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو.

وقال وزير الخارجية الأميركي خلال عرضه "الإستراتيجية الجديدة" للولايات المتحدة بعد القرار المثير للدهشة الذي أعلنه الرئيس دونالد ترامب في الثامن من أيار/مايو الحالي "لن يكون لدى إيران مطلقا اليد الطولى للسيطرة على الشرق الأوسط".

ونسبت وكالة أنباء العمال إلى إسماعيل كوثري نائب قائد قاعدة ثار الله في طهران قوله "شعب إيران سيقف صفا واحدا في وجه ذلك وسيوجه لكمة قوية إلى فم وزير الخارجية الأميركي وكل من يدعمهم".

ونقلت الوكالة عن كوثري القول "من أنت وأميركا حتى تطلبوا منا تقليص نطاق الصواريخ الباليستية؟ التاريخ يظهر أن أميركا هي أكبر مجرم فيما يتعلق بالصواريخ بعد هجمات هيروشيما وناكازاكي".

الحرس الثوري الإيراني
الحرس الثوري الإيراني في موقع قوة بعد انسحاب ترامب

ووصف بومبيو قائد العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بأنه واحد من أكبر مثيري المشاكل في الشرق الأوسط.

وقال كوثري إن الشعب الإيراني يدعم سليماني.

وجاءت تصريحات القائد الإيراني بعد تأكيد وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، الاثنين، أن "ليس هناك حل بديل" عن الاتفاق النووي مع إيران، ردا على خطاب نظيرها الأميركي مايك بومبيو الذي عرض فيه سلسلة شروط مشددة للتوصل إلى "اتفاق جديد".

وقالت في بيان إن "خطاب الوزير بومبيو لم يثبت البتة كيف أن الانسحاب من الاتفاق النووي جعل أو سيجعل المنطقة أكثر أمانا حيال تهديد الانتشار النووي، أو كيف سيجعلنا في موقع أفضل للتأثير في سلوك إيران في مجالات خارج إطار الاتفاق".

وشددت موغيريني على أن "ليس هناك حل بديل عن الاتفاق النووي"، بعد استماعها "جيدا" إلى مداخلة الوزير الأميركي.

وكررت أن "الاتحاد الأوروبي سيبقى مؤيدا لمواصلة التنفيذ الكامل والفعلي للاتفاق النووي ما دامت إيران تفي بكل التزاماتها المرتبطة بالنووي، الأمر الذي قامت به حتى الآن".

هددت واشنطن طهران بفرض "أقوى عقوبات في التاريخ" إذا لم تلتزم بشروطها القاسية للتوصل إلى "اتفاق جديد" موسع بعد الانسحاب الأميركي المثير للجدل من الاتفاق النووي الإيراني.

وذكرت موغيريني نظيرها الأميركي بأن الاتفاق النووي الذي وقع في تموز/يوليو 2015 بين طهران ومجموعة الدول الست الكبرى التي تضم ألمانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا، "هو ملك المجتمع الدولي وقد صادق عليه مجلس الأمن الدولي".

وأوضحت أن الاتفاق "لم يتم التوصل إليه أبدا لتسوية كل المشاكل التي تتصل بإيران"، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي يثير في شكل منتظم مع طهران المشاكل المرتبطة بدورها الإقليمي والإرهاب وعدم احترام حقوق الإنسان.

وقالت أيضا إن "المجتمع الدولي ينتظر من جميع الأطراف أن يفوا بالوعود التي قطعوها قبل أكثر من عامين".

فيدريكا موغيريني
أوروبا تواصل التمسك بالاتفاق

وفي بوينوس ايرس حيث يشارك في اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة العشرين أعلن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس انه سيتوجه إلى واشنطن هذا الأسبوع للقاء نظيره الأميركي.

وقال ماس خلال المؤتمر الصحافي الختامي لمجموعة العشرين إن تصريح بومبيو لم يفاجئه، مكررا ما سبقته إليه الوزيرة الأوروبية من "إننا لا نرى في الوقت الراهن خيارا أفضل" من الاتفاق النووي الإيراني.

وأضاف "نعتقد انه من دون هذا الاتفاق سنكون أمام خطر استئناف إيران برنامجها النووي".